ما هو سلوك جرذ الأرض؟ وكيف يحد من نجاح علاقاتك العاطفية؟

2 دقائق
سلوك جرذ الأرض
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: فيلم "يوم جرذ الأرض" الأميركي الذي يحكي قصة مذيع تلفزيوني يعلق في فقاعة زمنية يكرّر بسببها يومياته دون أي جديد، أوحى بوصف دقيق لما يعيشه الناس الذين يصرّون على اختيار أنماط شخصيات متشابهة في بناء علاقاتهم الاجتماعية؛ فأسفر ذلك عن ظاهرة "سلوك جرذ الأرض" التي تجعل الأشخاص عالقين في دورة علاقات متكررة. إذا كنت تقع في هذه الفخّ باستمرار، فاقرأ هذا المقال لفهم مشكلتك.

يبني البعض العلاقة تلو الأخرى لكنها جميعها تبدو متشابهة، ويُصطلح على هذه الظاهرة باسم "سلوك جرذ الأرض" (groundhogging)، وهذا السلوك يوحي بأن شريط حياتك يتكرّر. إذا لم تسبق لك مشاهدة فيلم "يوم جرذ الأرض" (Groundhog Day) الذي يُعدّ من روائع السينما الأميركية في سنوات التسعينيات، من بطولة بيل موراي وآندي ماكدويل، فربّما سمعت عنه على الأقل.

يؤدي بطل الفيلم دور مقدم النشرة الجوية المكلّف بإنجاز تغطية إعلامية لاحتفال عيد جرذ الأرض؛ حيث يستيقظ كلّ صباح ليجد نفسه عالقاً في فقاعة زمنية ويكرّر يومياته دون جديد. فماذا عنك أنت؟ هل شعرت يوماً أنك تكرّر العلاقات نفسها مع شركاء مختلفين؟ هل ترتبط بأشخاص يتّصفون بالخصائص النفسية والفيزيولوجية نفسها؟ إذا كنت كذلك، فربّما كنت تمارس "سلوك جرذ الأرض" الذي يقضي أيامه في بياته الشتوي الطويل.

ما المقصود بسلوك جرذ الأرض؟

تلخّص المدرّبة المختصة في العلاقات الزوجية، سوزان تروتر (Susan Trotter)، هذا المفهوم في تصريح لموقع ويل آند غود (Well and Good) قائلة: "سلوك جرذ الأرض توجّه في بناء العلاقات يرتكز على اختيار نمط واحد من الأشخاص مرات متكررة مع الأمل في تحقيق نتائج مختلفة من وراء هذه العلاقات".

كلّما أنهى أصحاب هذا السلوك علاقة ما يبحثون مجدداً عن أشخاص يشبهون شركاءهم السابقين. وسواء كان هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون سلوك جرذ الأرض يفعلون ذلك عن وعي أو كانوا يعتقدون أنهم يعرفون نمط الشركاء المناسبين لهم، فثمة أسباب عديدة قد تؤدي إلى فشل هذه العلاقات.

أولاً، قد تُظهر أنماط الشخصيات التي يبحثون عنها سمات مؤذية أو عدم الاستعداد العاطفي؛ ما يحول دوننجاح العلاقة. أو قد يشكّل أصحاب سلوك جرذ الأرض صورة واضحة وثابتة عن شركائهم المثاليين، على نحو لا يسمح لهم بالانفتاح على علاقات أخرى قد تنجح فعلاً.

ما أسباب ممارسة هذا السلوك؟

لماذا يصرّ بعض الناس إذاً على تضييق خياراته للارتباط فقط بالأشخاص الذين يتمتعون بالسمات الجسدية ذاتها أو يهتمون بالهوايات أو الأنشطة أو الأعمال نفسها إذا لم يكن ذلك يضمن علاقات ناجحة ومستدامة؟ وفقاً لدراسة أنجزها تطبيق المواعدة، ذي إينر سيركل (The Inner Circle)؛ أقرّ 4 عُزّاب من أصل 5 من الذين ارتبطوا بأشخاص يتناسبون مع "أنماط" الشخصيات المفضلة لديهم، أن ذلك لا يشكّل فارقاً كبيراً فيما يتعلّق بمصير العلاقة.

ورأى 60% من المستجوَبين في هذه الدراسة أن انتقاءهم الدقيق للشركاء نابع من الاعتقاد بأن لديهم معاييرَ عالية وأن الارتباط بأشخاص لا يناسبون أنماطهم الشخصية قد يمثل فشلاً في بناء العلاقة. ويعتقد 18% منهم أن الارتباط بشخصيات متشابهة يسمح لهم "بضمان علاقة آمنة"؛ بينما أكد 14% من المستجوَبين أن هذا السلوك مسألة عادة.

وعلّق خبير العلاقات الزوجية، تشارلي ليستر (Charly Lester) على ذلك قائلاً: "لا أتذكر آخر مرة سمعت فيها أن الارتباط بنمط معين من الشخصيات أثمر علاقة ناجحة، فأفضل العلاقات التي يتذكرها الناس أغلبهم هي تلك التي جمعتهم بأشخاص على نحو مفاجئ أو كانت مع أشخاص لم يكونوا ليختاروا الارتباط بهم عادة". فهل أنت مستعد إذاً لتوسيع آفاق علاقاتك؟

اقرأ أيضاً: هل تقع في علاقات سامة مراراً وتكراراً؟ إليك الأسباب المحتملة.

المحتوى محمي