لماذا تقل آلامنا النفسية والجسدية عندما يعانقنا أحباؤنا؟

1 دقيقة
العناق
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

العناق سلوك بشري عفوي وله أهمية كبيرة، وقد ازداد تركيز الأبحاث العلمية عليه، فهو يزيد إفراز هرمون الأوكسيتوسين ويقلل هرمونات التوتر، فما الذي تقوله الأبحاث الحديثة عن هذا السلوك القديم؟

كيف يؤثر العناق في مستويات هرمون التوتر؟

تمارس البشرية سلوك العناق منذ زمن سحيق كما يتضح من اكتشاف "عشاق فالدارو"؛ وهما هيكلان عظميان متشابكان يبلغ عمرهما أكثر من 5000 عام. لكن بعيداً عن الجانب الرومانسي، ما الفائدة العلمية للعناق؟ تشير الأبحاث الحديثة، وخاصة في مجال علم النفس، إلى أن العناق يمكن أن يكون وسيلة فعالة لإدارة التوتر وتحسين الصحة النفسية،

وللأوكسيتوسين الذي يُسمَّى "هرمون الحب"، دور حاسم في هذه العملية. وقد أظهرت الدراسات أن العناق المنتظم يزيد إنتاج هذا الهرمون؛ ما يؤدي إلى انخفاض هرمون التوتر الكورتيزول. ولهذه الظاهرة تأثير مباشر في الصحة النفسية؛ حيث تقلل القلق وتعزز مشاعر الهدوء والأمان.

العناق يجب أن يستمر 5 ثوانٍ على الأقل

استكشفت دراسة نشرتها مجلة أبحاث في علم النفس (Psychological Research)، أسلوب العناق السليم، ويبدو أن المدة المثالية للعناق للحصول على فوائده الكاملة هي 5 ثوانٍ على الأقل. يمثل هذا السلوك المريح وسيلة تواصل غير لفظي، سواء كنت تشارك الفرحة أو تقدم مواساة خلال الأوقات الصعبة أو تحيي صديقاً، فإن العناق لغة يفهمها الجميع، يمكنك التعبير من خلالها عما لا يمكن التعبير عنه بالكلام.

العناق يقوي الجهاز المناعي

خلص فريق سيلدون كوهين في جامعة كارنيغي ميلون في الولايات المتحدة، إلى أن العناق يحفز دفاعات الجسم الطبيعية، ففي حالة التوتر المزمن، تبقى مستويات هرمون الكورتيزول مرتفعة؛ ما يُضعف الجهاز المناعي؛ ومن ثم فإن عناق الأحباء كفيل بالحفاظ على قوة الجهاز المناعي.

وفي دراسة نشرتها مجلة علم النفس الحالي (Current Psychology)، أكد فريق غيسا بيريتز، من جامعة رور في مدينة بوخوم بألمانيا، تأثير العناق في مستويات الكورتيزول لدى الإنسان. وإضافة إلى تعزيز الروابط الاجتماعية، يحسّن العناق الحالة البدنية ويقلل ضغط الدم ويزيد مقاومة الالتهابات الفيروسية.