إليك هذه الطريقة لتخفيف التوتر والمعاناة النفسية

2 دقيقة
تقبل الذات والاحتضان الذاتي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

نحن نعيش في عصر التوتر والضغوط بامتياز. ظروف الحياة وتحديات العمل والالتزامات العائلية كلّها مصادر قلق قد تسبب أحياناً مشكلة نفسية. من الأفضل إذاً أن نتجنّب الوصول إلى هذه المرحلة السلبية من خلال التسلح ببعض الممارسات العلاجية الذاتية. من هذه الممارسات تمرين احتضان الذات الذي يساعدك على تأمين نفسك وعلاج ذاتك من مخاوفها وقلقها.

عندما تتعرض إلى التوتر اليومي، فقد تصعب عليك أحياناً استعادة الهدوء والعودة إلى أداء أكثر رزانة. سواء كنت حساساً جداً بطبيعتك أو تعاني مشكلة الحساسية المفرطة أو شعرت بإرهاق استثنائي خلال فترة محددة، فمن الأفضل ألّا تترك هذه الحالة تسيطر عليك كثيراً، حتّى لا تصبح عرضة إلى الإصابة بالاكتئاب. في الواقع، عندما نكون عرضة إلى التوتر بانتظام فقد نَعلق بسرعة في دورة خبيثة ونعجز عن استعادة هدوئنا. إليك إذاً نهجاً أميركياً سهلاً جداً وفريداً من نوعه يمكن أن يساعدك على مواجهة التوتر والشعور بالسعادة.

ما هي فوائد تمرين احتضان الذات؟

إنه نهج بسيط جداً وسهل التطبيق في مجالات مختلفة. يتعلق الأمر بمفهوم مستمد من ميدان علوم الأعصاب، وبإمكانك المواظبة عليه باعتباره روتيناً إيجابياً. يرتكز هذا النهج عملياً على احتضان الذات بلمسة مهدئة ومريحة. يساعدك فتح ذراعيك ويديك بهدوء وبسط ملامح وجهك على ضبط توترك.

يشهد هذا المفهوم الخاص بالتهدئة الذاتية انتشاراً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي. وقد بلوره الباحث الأميركي رونالد رودن (Ronald Ruden) في بداية الألفية. أيضاً، يساعد الاحتضان الذاتي على الحد من التأثير العاطفي للصدمات والتوتر من خلال تعزيز رفاهية الفرد وعافيته.

يقول المعالج النفسي جان ميشيل غوريه (Jean-Michel Gurret) في تصريح لموقع التغذية الفرنسي (La Nutrition): "يرتكز الاحتضان الذاتي على فكرة مفادها أن الصدمة أو التوتر المزمن يمكن أن يضر ضرراً ملحوظاً بالدماغ والجهاز العصبي، وقد يؤدي إلى استجابات عاطفية ونفسية مستمرة تضر بالصحة، وفقاً لهذا النهج؛ فإن بعض التجارب السلبية يصبح مبرمجاً في الدماغ بطريقة تجعله مقاوماً للتغيير. لذا؛ فإن الهدف من الاحتضان الذاتي هو تعديل هذه البرمجة الدماغية من خلال تقنيات خاصة، تسهم في تقليل الاستجابات الانفعالية التي تعبر عن الاستياء المرتبط بهذه الذكريات أو القضاء عليها".

كيف تمارس تمرين احتضان الذات؟

ثمة قواعد عدة لتمرين احتضان الذات، لكن بإمكانك الاعتماد على إشراف خبير يساعدك على تعميق معرفتك بهذه التقنية من تقنيات الشفاء الذاتي الفريدة من نوعها. إليك الخطوات الأساسية لممارسة هذا اللمسة المنقذة وفقاً لسفيرة هذا النهج الدكتورة كيت ترويت (Kate Truitt) التي نشرت كتابين حول هذا الموضوع منهما كتاب "الشفاء بين يديك: ممارسات احتضان الذات" (Healing in Your Hands: Self-Havening Practices) الصادر عن دار النشر تيري سوكار (Thierry Souccar):

  • في البداية، افرك بهدوء راحتَي يديك.
  • عانق نفسك عناقاً دافئاً ومريحاً. يمكنك فعل ذلك من خلال عقد الذراعين واليدين على مستوى الكتفين. بعد ذلك، مرّر راحتيك ببطء من أعلى الكتفين إلى الكوعين عدة مرات.
  • دلّك وجهك بلطف من خلال حركة تشبه اللمسة اللطيفة التي تجريها لإزالة الدموع من وجنتيك على سبيل المثال. يمكنك تطبيق هذا التدليك من خلال ضم يديك فوق أنفك والتحرك ببطء نحو الأسفل باتجاه أذنيك.
  •  انتقل بعد ذلك إلى منطقة الجبين، فوق الحاجبين على وجه التحديد، ومرّر إصبعيك من وسط الجبين نحو الجانبين.

يتضح لك إذاً هذا النهج سهل جداً ويمكنك تطبيقه أينما كنت. إنه يمثل تقنية شفاء ذاتي حقيقية تشجعك على الاعتناء بنفسك. علاوة على ذلك، تسمح لك هذه اللمسات الذاتية بإعادة الارتباط الحقيقي بذاتك والشعور السريع بالعافية والرفاهية.

المحتوى محمي