ملخص: هل يمكن أن نشعر بالسعادة في العمل؟ هذا السؤال حلم بالنسبة إلى الموظفين، وموضوع دراسة وتحليل في نظر الباحثين. في هذا المقال، يحلّل أستاذ إدارة الموارد البشرية وقانون العمل في كلية إدارة الإعمال بجامعة سالفورد جوناثان لورد أسباب غياب الشعور بالسعادة في العمل، ويقدم بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الموظفين.
نقضي ساعات طويلة في العمل يومياً، ونخصّص له ما يعادل 84,365 ساعة خلال العمر. لذا؛ من الطبيعي أن نرغب في قضاء هذه الساعات بقدر كبير من الارتياح والرضا. لكن ثمة عوامل عدة تصعّب الحياة المهنية؛ منها التنقل المرهق إلى أماكن العمل، ونقص المرونة في المواعيد، وغياب العمل عن بعد في بعض الشركات، والعلاقات المتوترة مع الرؤساء.
وتُعدّ فرنسا من بين الدول التي تشهد أدنى مستويات الرضا عن العمل؛ حيث أفاد 12% من الموظفين أنهم غير راضون بالمرة عن ظروف أعمالهم وفقاً لاستطلاع رأي حديث أجراه موقع يوجوف (YouGov). وفي مواجهة هذه التحديات، نبحث باستمرار عن سبل السعادة في العمل، فهل من الممكن تحقيقها؟
كيف نجد السعادة في العمل؟
وفقاً لأستاذ إدارة الموارد البشرية وقانون العمل في كلية إدارة الإعمال بجامعة سالفورد، جوناثان لورد (Jonathan Lord)؛ فإن الواقع الحالي السائد في أماكن العمل يوحي بأن السعادة والعمل لا يجتمعان دائماً.
ويلاحظ لورد أن هناك تزايداً في أعداد الموظفين الذين يلجؤون إلى الاستقالة الصامتة للانفصال نفسياً عن العمل والمؤسسات التي ينتمون إليها، ولا سيّما منذ جائحة كوفيد-19، ويبدو فك الارتباط هذا مفهوماً في عالمنا المعاصر. ويرى الدكتور لورد ضرورة البدء بإيجاد الوظيفة المناسبة بدلاً من الحرص فقط على أيّ عمل يسمح بجني راتب وتقديم الحدّ الأدنى من العمل مقابله.
ويرى أيضاً أن بقاء الموظف حبيساً في شركة لا يشعر فيها بالمتعة يحول دون شعوره بالسعادة في مساره المهني.وعلاوة على ذلك، يشير الأستاذ بجامعة سالفورد إلى أن تغيير الوظيفة لا يحلّ بالضرورة المشكلات المرتبطة بعدم الشعور بالسعادة في العمل. وثمة عوامل أخرى يمكن أن تكون وراء عدم الشعور بالسعادة في العمل؛ مثل مستوى الرفاهية خارج العمل، وعجز الموظفين عن التعبير عن احتياجاتهم، وسوء التواصل مع الزملاء، ونقص الحافز.
وينصح لورد الموظفين بالاستمتاع بلحظات الضحك والمرح إذا أُتيحت لهم فرصة ذلك، والوعي بقدراتهم على التأثير في ثقافة المؤسسة التي يعملون فيها، والشعور بمزيد من الراحة النفسية، وتنمية المرونة الضرورية للازدهار في بيئة العمل.
اقرأ أيضاً: هل يجب أن تحب عملك لتكون سعيداً؟