3 طرق لتنال إعجاب الآخرين دون أن تتصنّع

3 دقائق
إرضاء أحبائك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: لا شك في أننا جميعاً نريد إرضاء أحبائنا بأسلوب أو بآخر، ولا يرجع ذلك إلى حبنا لهم فقط؛ إذ إن الروابط التي تجمعنا بهم تسهم في أماننا الداخلي وإحساسنا بهويتنا. وبسبب حاجتنا إلى الانتماء إلى مجموعة معينة؛ فإننا نسعى إلى تقديم أفضل ما لدينا للآخرين أملاً بالحصول على محبتهم وتقديرهم؛ لكن كيف يمكنك إرضاء أحبائك والحفاظ على هويتك في الوقت ذاته؟

هل يمكننا أن نتصرف وفق طبيعتنا ونحافظ على توافقنا مع الآخرين؟ على الرغم من أن تحقيق هذا التوازن قد يكون صعباً فإنه ليس مستحيلاً، ولمساعدتنا على ذلك، تقدم لنا المختصة النفسية بياتريس ميليتر (Béatrice Millêtre) فيما يلي مجموعة من النصائح.

لا شك في أننا جميعاً نريد إرضاء أحبائنا بأسلوب أو بآخر، ولا يرجع ذلك إلى حبنا لهم فقط؛ إذ إن الروابط التي تجمعنا بهم تسهم في أماننا الداخلي وإحساسنا بهويتنا. وبسبب حاجتنا إلى الانتماء إلى مجموعة معينة؛ فإننا نسعى إلى تقديم أفضل ما لدينا للآخرين أملاً بالحصول على محبتهم وتقديرهم، سواء كنا نتحدث عن أفراد العائلة أو الزوج أو الأصدقاء؛ لكن كيف يمكنك إرضاء أحبائك والحفاظ على هويتك في الوقت ذاته؟

حينما تخفي الجوانب التي لا تحبها من نفسك، فإن ذلك يُعد تنصلاً من هويتك، وهو سلوك عبثيّ وينطوي على عدة مخاطر، فارتداء هذا القناع الاجتماعي يستنزف طاقتك ولن يكون له التأثير الإيجابي المتوقَّع لدى الآخرين الذين سيكتشفون حقيقتك عاجلاً أو آجلاً. على الرغم من ذلك، لا بد من المرونة في التعامل مع الآخرين، فالتمسك بمواقفك بشدة بحجة أن هذه طبيعتك ليس تصرفاً ذكياً لأنه يضر بعلاقاتك؛ ومن ثَمّ يمكننا تشبيه الأمر بأنك تريد شرب كأس من عصير البرتقال الشديد الحموضة، فما ستفعله هو إضافة القليل من الماء إليه لتخفف حموضته مع الحفاظ على طعم البرتقال، ولتتمكن من تحقيق هذا التوازن توضح المختصة النفسية بياتريس ميليتر إن ثمة عدة مزالق ينبغي تجنبها.

تعرّف إلى جوانبك المختلفة

النصيحة الأولى التي تركز عليها أساليب تطوير الذات لتعزز علاقاتك وتحافظ عليها هي أن تكون على طبيعتك، وهذا يتطلب منك في المقام الأول أن تعرف جوانب معينة من نفسك. تقول مختصة علم النفس: "لدى كل منا عموماً معرفة فطرية ودقيقة إلى حد ما بنفسه". فأنت تعرف ما إذا كنت خجولاً أو منفتحاً، جدياً أو تحب المزاح؛ لكن المشكلة هي حينما تظن بأن هذا طبعك على الدوام، فتؤطر نفسك بصورة اجتماعية ثابتة وتتمسك بها في الظروف جميعها؛ ومن ثم فإن الصدق مع الذات لا يعني أن يكون للمرء طبع واحد.

تقول المختصة: "أنت لست الشخص ذاته حينما تكون مع أصدقائك وأفراد عائلتك؛ إذ تختلف طريقة كلامك وسلوكياتك ووضعية جلوسك، وتتناول مع أصدقائك موضوعات قد لا تتناولها مع العائلة والعكس بالعكس"، ومع ذلك فإنك تتصرف على طبيعتك في الحالتين. لذا؛ أهم ما ينبغي لك فعله لتكون على طبيعتك هو ألا تركز على هذه الفكرة؛ أي أن تنسى الصورة التي حبست نفسك فيها والتي تخيلت أنها تمثل حقيقة ما أنت عليه، وتتابع المختصة: "تتغير تصرفات الإنسان وفقاً لحالته النفسية (حالته المزاجية على وجه الخصوص) والجسدية (مستوى التعب على سبيل المثال)، وقبل كل شيء وفقاً للسياق الخارجي؛ ومن ثم الأشخاص المحيطين به".

تقبّل اختلاف الآخرين

أحد الأخطاء التي نرتكبها هو سعينا إلى التوافق مع الآخرين، وتقول المختصة: "نحن نُسقط سلوكياتنا وطرائقَ تفكيرنا على الآخرين، ونفترض أن لديهم رغباتنا واحتياجاتنا وقيمنا ذاتها، وأنهم يغضبون أو يسعَدون للأسباب التي تغضبنا وتسعدنا ذاتها، فننسى أنهم مختلفون عنا وأن لكل إنسان شخصيته المتفردة". لا خلاف على أهمية التعرف إلى الآخر وفهم شخصيته وتجاربه ومخاوفه وأفكاره؛ لكنّ تقبّل اختلافه عنك هو العنصر الأهم في توطيد العلاقة بينكما.

تخيل مثلاً أنك تقدم عصير الليمون لأصدقائك مع إضافة قدر ضئيل من النعناع في كل كأس، قد يستطعم البعض منهم بالنعناع في حين لا يستطعم به آخرون، وليس المهم هنا فهم السبب وراء ذلك بل إدراك هذا الاختلاف وأخذه في الاعتبار، فهذا الذي سيضمن توطيد علاقتك بمن حولك وإنشاء تواصل مرن أكثر معهم، ويمكن تطبيق مثال عصير الليمون على النواحي كافة، فإذا كانت آراء زميلك أو رغباته مختلفة عن آرائك أو رغباتك فهذا لا يعني أنه يسعى إلى إغضابك أو إحباطك بل يعبر فقط عما يريده وما لا يريده.

حدد خياراتك

حينما تكون على طبيعتك وتتقبل أن يكون الآخرون على طبيعتهم من خلال محاولة فهمهم دون وجود نية خفية لتغييرهم، ستتمكن من تحقيق توازن بين الصدق مع الذات وإرضاء من حولك. لكن في بعض الأحيان، قد تخاف من أن هذا التوازن يعني تقديم تنازلات فتتصرف من وحي رغبتك أو تعبّر عن نفسك دون تصنع، وتوضح المختصة النفسية بياتريس ميليتر إنه لا مشكلة في ذلك، فهنالك فرق بين فرض مشاعرنا وأفكارنا على الآخرين وإعطائها أولوية، وتنصحك المختصة بطرح الأسئلة التالية على نفسك حينما تواجه موقفاً تتضارب فيه رغباتك مع رغبات من حولك: ما الذي أريده الآن؟ هل أريد قضاء وقت ممتع؟ أم أن أعبر عن اعتراضي؟

لا إجابة خاطئة في حد ذاتها عندما تكون صادقاً مع ذاتك، ولنأخذ مثالاً أخيراً: قرر أصدقاؤك الذهاب لمشاهدة أحدث أفلام هوليوود لكنك كنت تفضل مشاهدة فيلم إبداعي، ففي هذه الحالة يحق لك اختيار الاستسلام لرغبتهم لأن ما يهمك هو البقاء معهم، أو اختيار الذهاب إلى دور عرض الأفلام المستقلة لأنك متحمس للفكرة. ليس عليك أن ترضي الآخرين أو تتظاهر بعكس ما تشعر به أو تفرض رأيك عليهم؛ فقط أوضح لهم ما تفكر فيه وعلى هذا النحو ستكون صادقاً مع ذاتك وودوداً معهم في الوقت نفسه؛ ومن ثم فإنهم سيستمعون إلى رغبتك ويحترمونها، وحتى أنهم قد يتبعونها أحياناً.