ملخص: في عام 2021، أجرت شركة ماكنزي دراسة خلصت فيها إلى أن فرص بقاء الموظفين الذين يجدون مغزىً من عملهم في وظائفهم أكبر بـ 3 مرات، وكذلك يتمتعون بمستوى صحة نفسية أعلى بـ 5 مرات مقارنةً بغيرهم. ومن ثَم؛ يبدو أن لإيجاد المعنى والمغزى في الحياة المهنية أهمية قصوى؛ لكن ماذا عن نواحي الحياة الأخرى؟ وكيف يمكننا تعلم إيجاد المغزى منها؟
قد يصعب علينا أحياناً إيجاد دوافعنا في الحياة، وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن يساعدنا بعض التعمق على اكتشاف المغزى منها وسبب وجودنا فيها.
في عام 2021، أجرت شركة ماكنزي دراسة خلصت فيها إلى أن فرص بقاء الموظفين الذين يجدون مغزىً من عملهم في وظائفهم أكبر بثلاث مرات، وكذلك يتمتعون بمستوى صحة نفسية أعلى بـ 5 مرات مقارنةً بغيرهم. ومن ثَم؛ يبدو أن لإيجاد المغزى في الحياة المهنية أهمية قصوى؛ لكن ماذا عن نواحي الحياة الأخرى؟
جاء في مقال مختص علم النفس، جاك لوكومت (Jacques Lecomte) الذي نُشر في مجلة مدخل إلى علم النفس الإيجابي (Introduction to Positive Psychology): "أظهر العديد من الدراسات أن التمتع بصحة نفسية وبدنية سليمة يرتبط بوجود مغزى من الحياة". وفي عام 2016، خلص باحثون في جامعة كيس وسترن ريزرف (Case Western Reserve University) إلى وجود صلة بين تجنُّب التساؤلات الروحية والوجودية وتدهور الصحة النفسية، فالمرء الذي يتجنب هذه التساؤلات سيواجه صعوبات في تنظيم عواطفه كما ستزداد احتمالات إصابته بالاكتئاب والقلق.
ما جوانب حياتك التي تمنحها معناها؟
يمثل إيجاد هدف في الحياة أحد أسس العلاج النفسي الوجودي، وثمة العديد من المجالات في حياتنا الشخصية والمهنية التي يمكن أن تمنح حياتنا مغزى؛ ومنها: العلاقات التي تجمعنا بالآخرين والتواصل معهم، ومفهوم الانتماء، ووجود أهداف وتوجهات مستقبلية أو الاضطلاع بأدوار مهمة.
في دراسة نُشرت في أبريل/ نيسان 2023 في دورية مجلة دراسات السعادة (Journal of Happiness Studies)، حددت غابرييل فوند (Gabrielle Pfund) عدة طرائق لتقييم المغزى من حياتها، من خلال الرد على عبارات توكيدية من قبيل:
- حياتي ذات مغزى.
- أعيش يومي ولا أفكر في المستقبل.
- أنشطتي اليومية تبدو تافهة أغلب الأحيان.
- بالنسبة إليّ، الأشياء التي أفعلها تستحق العناء.
كيف تعثر على معنى حياتك؟
توضح أستاذة علم النفس، سوزان كراوس وايتبورن لموقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) إن البحث عن مغزى الحياة لَهُوَ رحلة طويلة، وتضيف إن هذه الرحلة تبدأ بطرح الأسئلة الصحيحة على النفس، ويمكن للرد على العبارات التوكيدية التي سردتها غابرييل فوند أن يكون نقطة انطلاق مناسبة، وتقول الأستاذة: "إذا وجدت بعد إجراء تقييم لحياتك أنه ليس هنالك اتجاه معين لها وأن أنشطتك اليومية عبارة عن سلسلة من المهمات المتكررة، فأنا أنصحك بالتركيز على واحد أو اثنين من هذه الأنشطة والعمل على تطويرهما بما يمنحهما مغزى أكبر".
وتختتم: "فكر في دور هذين النشاطين في دعم حياتك وتعزيز قدرتك على المضي قدماً فيها"، ويمكن لممارسة اليقظة الذهنية أن تقدم لك مساعدة إضافية في مسعاك هذا. أخيراً، تذكر أن إيجاد المغزى من حياتك جزء أساسي من رحلتك نحو النجاح.