5 كتب تقودك لفهم مشاعرك والتعامل بذكاء مع الآخرين

1 دقيقة
5 كتب تقودك لفهم مشاعرك والتعامل بذكاء مع الآخرين
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

لا بد من أنك ترغب في أن تكون أكثر مرونة، وأن تحل النزاعات بسلاسة، وأن تعزز مهاراتك الاجتماعية، ولكن كيف؟ في الواقع، يمكنك تحقيق ذلك من خلال تطوير الذكاء العاطفي، وهو القدرة على التعرف إلى عواطفك وفهمها وإدارتها مع إدراك عواطف الآخرين والتأثير فيها.

لا يتعلق الذكاء العاطفي بقمع المشاعر إنما باستخدامها بحكمة لتوجيه أفكارك وأفعالك وتحسين العلاقات واتخاذ قرارات أفضل. والخبر السار هو أنه يمكن تعلمه وتعزيزه، تماماً مثل أي مهارة أخرى. إذ يمكنك البدء ببنائه خطوة بخطوة من خلال قراءة مجموعة من الكتب التي ستعلمك كيف تفهم نفسك والآخرين، وفي هذا المقال نستعرض لك بعضها.

1- "إنسان بعد التحديث": دليلك العلمي للارتقاء النفسي

من بين الكتب التي أثرت في فهمي للذكاء العاطفي، يأتي كتاب "إنسان بعد التحديث" للباحث والكاتب في علم النفس شريف عرفة. هو رحلة فكرية تجمع بين العمق العلمي والأسلوب الساخر الذكي، ولا يعلمك الكتاب الذكاء العاطفي بصورة مباشرة، بل يعيد تشكيل طريقة تفكيرك ومقاربتك للحياة، ما يجعلك أكثر وعياً بذاتك، وأكثر قدرة على فهم الآخرين والتفاعل معهم بذكاء ومرونة، أي يدعوك إلى تحديث نفسك فكرياً وعاطفياً، تماماً كما تحدث التطبيقات الموجودة على هاتفك.

يساعدك هذا الكتاب على تعزيز الوعي الذاتي، من خلال الخوض في مراحل التطور النفسي للإنسان؛ إذ يطرح تساؤلات فلسفية ونفسية تدفعك للتأمل في دوافعك وسلوكياتك ومشاعرك، كما يدعوك لفهم الآخر وتقبله، وهو ما يعد جوهر التعاطف، وأحد أهم أركان الذكاء العاطفي، ويناقش العلاقات الإنسانية، خاصة الزوجية، بأسلوب ساخر لكنه عميق، ما يفتح الباب لفهم ديناميكيات التواصل العاطفي على نحو أكثر نضجاً.

علاوة على ذلك، يسخر عرفة من فكرة الوجود الإنساني، باعتبار ذلك أداة نفسية تساعد على تخفيف التوتر والانفعالات السلبية، لتعزيز القدرة على إدارة المشاعر بوعي وهدوء. ومن خلال استعراضه لأحدث الدراسات النفسية، يربط بين العلم والتجربة الشخصية، ما يجعل القارئ أكثر قدرة على تحليل ذاته وتطويرها.

اقرأ أيضاً: نصائح عملية لدمج الذكاء العاطفي في أسلوبك القيادي

2- كتاب "الذكاء العاطفي": حين يتفوق الذكاء العاطفي على الذكاء العقلي

يعد كتاب "الذكاء العاطفي" لعالم النفس الأميركي دانيال غولمان أحد أبرز الكتب التي أسهمت في ترسيخ مفهوم الذكاء العاطفي في الوعي العام، بل ويعتبر نقطة تحول في فهمنا لما يعنيه النجاح الحقيقي في الحياة. 

يطرح غولمان في كتابه تساؤلات مهمة مثل: لماذا ينجح بعض الأشخاص على الرغم من انخفاض معدل ذكائهم العقلي؟ وكيف يمكننا تربية أطفال يتمتعون بذكاء عاطفي قوي؟ ويتوصل إلى فكرة ثورية وهي أن الذكاء العقلي ليس العامل الوحيد أو الأهم في تحقيق النجاح، بل إن الذكاء العاطفي، أي القدرة على فهم الذات وإدارة المشاعر والتفاعل بذكاء مع الآخرين، هو ما يحدد النجاح.

وفي نحو 365 صفحة، يأخذك غولمان في رحلة لفهم مكونات الذكاء العاطفي، التي تشمل:

  •  الوعي الذاتي: التعرف إلى مشاعرك وفهم تأثيرها على سلوكك.
  •  إدارة الذات: التحكم في الانفعالات وتأجيل الإشباع والتعامل مع الضغوط.
  •  التعاطف: القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معها بذكاء.
  •  المهارات الاجتماعية: بناء علاقات صحية والتواصل الفعال وحل النزاعات.

كما يعرض الكتاب أمثلة من الحياة اليومية والمواقف العملية، ويؤكدها بالدراسات العلمية، ما يجعله أداة فعالة لفهم كيف تؤثر المشاعر في قراراتنا وعلاقاتنا وحتى أدائنا المهني. 

3- كتاب "لأ بطعم الفلامنكو": رقصة نحو الحرية النفسية

يدمج كتاب "لأ بطعم الفلامنكو" لاستشاري الطب النفسي محمد طه بين التجربة الإنسانية والطرح العلمي بأسلوب أدبي. على نحو مماثل لرقصة الفلامنكو الإسبانية المليئة بالانفعالات، والتي تعبر عن الألم والتحدي والفرح في آن واحد، إذ يشبه الكاتب مراحل التغيير النفسي نحو الوعي الذاتي والنضج النفسي بهذه الرقصة، وتشمل تلك المراحل أفكاراً طرحها في كتب سابقة له مثل الخروج عن النص وعلاقات خطرة، وفي هذا الكتاب يدعوك للرقص على إيقاع الذات الجديدة. إذ يدعوك الكتاب لأن تقول "لا" للتكرار والعلاقات المؤذية وللعيش خارج ذاتك، لكن ليس بغضب، بل بالتناغم مع إيقاعك الداخلي.

هذا الكتاب لا يعلمك الذكاء العاطفي بصورة مباشرة، لكنه يزرعه فيك تدريجياً، وكأنه في جلسة علاجية غير مباشرة، من خلال دعوته إلى مراجعة "النصوص القديمة" التي تربينا عليها، مثل المعتقدات الموروثة والأنماط السلوكية والعلاقات السامة، ما يعني أنه يساعدك على فهم جذور مشاعرك وسلوكك لتتمكن من إدارتها بوعي.

4- رواية قواعد العشق الأربعون: نافذة مشرقة للروح

رواية "قواعد العشق الأربعون" للكاتبة التركية إليف شافاق، على الرغم من أنها خط روائي، فإنها تمثل رحلة روحية عميقة تلامس جوهر الذكاء العاطفي، وهو الوعي الذاتي وإدراك مشاعر الآخر وتفهمه، من خلال قصتين متوازيتين:

  • الأولى تدور في القرن الثالث عشر حول العلاقة الروحية بين جلال الدين الرومي وشمس التبريزي، فمن خلال شخصية التبريزي وقواعده الأربعين، يتعلم القارئ كيف يرى الآخرين بعيون الرحمة، بعيداً عن الأحكام المسبقة، وكيف أن مواجهة الذات بصدق قد تكون مؤلمة لكنها ضرورية للنضج العاطفي.
  • والثانية في العصر الحديث حول إيلا روبنشتاين، امرأة أميركية تعيش حياة رتيبة ومع بدء عملها في قراءة مخطوطة عن الرومي وشمس، تبدأ رحلتها إلى الوعي الذاتي من خلال مراجعة حياتها ومشاعرها وعلاقاتها.

اقرأ أيضاً: 10 كتب تكشف لك خبايا السلوك الإنساني

5- رواية "الإخوة كارامازوف": صراعات معقدة لفهم الآخر

رواية "الإخوة كارامازوف" لفيودور دوستويفسكي، عمل أدبي وجودي وفلسفي، فهي تتناول أسئلة كبرى مثل الحرية والأخلاق والعدالة، وتغوص في أعماق النفس البشرية، مظهرة الصراعات الداخلية لكل شخصية، من الغضب والغيرة إلى الإيمان والذنب.

لم يكتف دوستويفسكي بالكتابة عن المشاعر فقط، بل يجبرك على العيش داخلها، ومواجهتها بكل تناقضاتها، ما يساعدك على تنمية الذكاء العاطفي، حتى وإن لم يكن ذلك هدفه المباشر.

في "الإخوة كارامازوف"، تعيش الشخصيات صراعات داخلية حادة، مثل التمزق بين الإيمان والشك، أو بين الحب والكراهية، فكل أخ يجسد جانباً من النفس البشرية، العقل والروح والجسد والتمرد. هذا التنوع يحفز القارئ على التأمل في ذاته، وفهم دوافعه العميقة.

كما يدفعك دوستويفسكي إلى التعاطف مع القاتل والمجنون والفقير، وحتى من يرتكب أبشع الأفعال. ليس لأنه يبررها، بل لأنه يظهر الجانب الإنساني المعقد وراء كل فعل. ما يمنحك رؤية أعمق للآخرين بعمق، بعيداً عن الأحكام السطحية.

ومن الجدير بالذكر أن دوستويفسكي يتبع أسلوب ربط النفس الفردية بالمجتمع، مظهراً كيف يؤثر كل من البيئة والدين والسياسة في المشاعر والسلوك، ما يعزز فهمك للسياق الاجتماعي الذي يشكل العواطف.

المحتوى محمي