اكتشف هذه التقنية المبتكرة لاستعادة الثقة بالنفس

2 دقيقة
التخيل البصري
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: نقص الثقة بالنفس أو انعدامها مشكلة شائعة تؤثر في حياة الأفراد الشخصية والمهنية والاجتماعية. ثمّة علاجات عديدة تساعد على استعادتها؛ ومنها تقنية التخيّل البصري التي تتيح لك أن تتصور المشاهد والمواقف الصعبة بنهايات سعيدة وموفقة؛ إذ يمكنك مثلاً، إذا كنت مقبلاً على تقديم عرض أمام الجمهور، أن تتخيل نفسك وأنت تلقي خطاباً مؤثراً وبليغاً. لكن تطبيق تقنية التخيّل البصري يجري في معظم الأحيان تحت إشراف معالج نفسي يوجه الشخص ويطلب منه تخيل مشاهد وأصوات معينة. لهذه التقنية فوائد عديدة؛ منها: 1) تهييء الدماغ لتنفيذ المهام المطلوبة بفعالية أكبر. 2) تعزيز الثقة بالنفس. 3) الحد من الاستجابة التلقائية للتوتر والقلق. 4) ترسيخ المعتقدات الإيجابية حول الذات. 5) التخلص من المعتقدات المعوّقة بأفكار بناءة ومتفائلة. 6) التحلي بعقلية ملائمة للنجاح والتفوق. لا تتردد إذاً في إطلاق العنان لخيالك ومشاهدة نفسك في مواقع النجاح والتألق.

ما هو التخيل البصري؟

غياب الثقة بالنفس همّ يتقاسمه العديد من الناس وله أسباب عديدة، ومن الحلول التي تساعد على تعزيز الثقة بالنفس تقنية التخيل البصري. تتجلى هذه الممارسة، على سبيل المثال، في تخيل الفرد نفسه في موقف من مواقف النجاح، فيصبح دماغه بعد تكرار هذه العملية أكثر اعتياداً على فكرة النجاح؛ الأمر الذي يحدّ من شعوره بالقلق في المواقف الحقيقية، ويزيد ثقته في القدرة على تحقيق هذه الغاية. وإذا كنت مثلاً مقبلاً على تقديم عرض أمام الجمهور، فيمكنك أن تتصور نفسك تلقي خطاباً مهماً بهدوء وإقناع وبلاغة.

كيف تمارس التخيل البصري؟

كيف تعمل هذه التقنية؟ وما سبب نجاحها؟ عندما نتخيل فعل شيء ما، فإننا نحفز المناطق الدماغية ذاتها التي تنشط عندما نمارس هذا الفعل في الحقيقة. تهيئ هذه المحاكاة الذهنية الدماغ لتنفيذ المهمة المطلوبة بفعالية أكبر، من خلال الحدّ من الشك في الذات وتعزيز الثقة في القدرات الشخصية.

يمكن تطبيق جلسات التخيل البصري بمساعدة معالج نفسي مدرَّب على هذه التقنية. تبدأ الجلسة بعملية استرخاء، ثم يخضع الشخص إلى توجيه المعالج الذي يقترح عليه تخيل مشاهد أو أصوات معينة. تقول المختصة النفسية، أماندين فونتين (Amandine Fontaine)، في تصريح لمجلة فام أكتيال (Femme Actuelle) الفرنسية: "يتطلب التخيل البصري في معظم الأحيان التوجيه؛ إذ يصف المعالج مشهداً أو موقفاً معيناً يتخيله الفرد.

من الممكن أن يمارس الشخص هذا الفعل بمفرده؛ لكن ذلك يتطلب بعض الخبرة، فعندما يترك المعالج متلقي العلاج لنفسه، قد يشرد ويفقد تركيزه ويجد صعوبة في تحقيق الهدف المنشود". وتضيف الخبيرة: "الأمر الذي يجب أن ندركه هو أن الذهن لا يفرق بين الواقع المُعاش والواقع المتخيل".

التخيل البصري يعزز القدرة على الثقة بالنفس

يمكنك مثلاً من خلال تخيل نهاية إيجابية لموقف مسبب للتوتر أن تعيد تدريب عقلك على التعامل مع الموقف بطريقة هادئة وواثقة. يحد هذا التخيل البصري من الاستجابة التلقائية للتوتر والقلق، علاوة على أن تكرار التخيل الذهني لصور النجاح يرسخ معتقداتك الإيجابية تجاه ذاتك. وتسمح هذه الممارسة أيضاً بالتغيير التدريجي لتصوراتك حول قدراتك الشخصية، من خلال مساعدتك على تعويض الشكوك والمعتقدات المعوّقة بأفكار بناءة ومتفائلة.

يمكنك أيضاً أن تزيد تحفيزك تلقائياً من خلال التخيل البصري لأهداف محقّقة واستشعار عواطف مرتبطة بهذا النجاح. يدفعك هذا التمرين إلى التصرف في الواقع على نحو يحقّق هذه الأهداف، وبحيوية أكثر إيجابية وثقة. يتيح لك التخيل البصري إذاً التحلي بعقلية ملائمة للنجاح من خلال الحرص على المواقف الإيجابية. وفي السياق نفسه، إن التركيز على هذه الصور الذهنية الإيجابية يهيئ عقلك لتبني سلوكيات تنسجم مع هذه الرؤية.

تسمح تقنية التخيل البصري إذاً بخلق عادة ذهنية إيجابية، والتغلب على المعوّقات العاطفية من خلال استعادة الثقة بالنفس. ولبلوغ أقصى مستويات الفعالية في التخيل البصري، يجب أن تحرص على ممارستها بانتظام، فالأمر يتعلق بتقنية يمكن تكرارها وتوظيفها في عملية إعادة التواصل مع الذات.

المحتوى محمي