من بينها محاربة الاكتئاب: 5 فوائد نفسية تجنيها من تعلم الموسيقا

3 دقيقة
الموسيقا
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: تعد الموسيقا أداةً قوية لتحسين الصحة النفسية، وقد ثبت علمياً أنها تحسن المزاج وتخفف التوتر وتعزز الأداء المعرفي. لكن ليس الاستماع فقط ما يفيدك؛ بل العزف على آلة موسيقية أو تلقي دروس الموسيقا أيضاً يمكن أن يعزز صحتك النفسية. اطلع على هذا المقال لمعرفة التفاصيل.

في خضم الحياة سريعة الوتيرة التي نعيشها، أصبح إيجاد طرائق لتعزيز الصحة النفسية وتقوية الروابط الاجتماعية أكثر أهمية من أي وقت مضى، ويعد تعلم الموسيقا أو عزفها أحد السبل لتحقيق ذلك. توضح الطبيبة النفسية، منال عمر، إن الموسيقا تقدم مساعدات كبيرة لتحسين الأمراض، أو على الأقل تمنع تدهور المرض وتفاقم أعراضه.

وتضيف إن التعرض المتكرر إلى حصص الاستماع إلى الموسيقا الكلاسيكية على سبيل المثال يساعد على تخفيف أعراض الأطفال الذين يعانون فرط الحركة وتشتت الانتباه، ولا سيّما إن كان بإمكانهم عزفها. تعرّف من خلال هذا المقال إلى التأثير الإيجابي للموسيقا، وكيف يمكن أن يؤدي الانخراط في الأنشطة الموسيقية إلى حياة أكثر رضاً وتوازناً!

كيف تساعد ممارسة الموسيقا على تحدي المعوقات النفسية والاجتماعية؟

وفقاً لجمعية لعلم النفس الأميركية (American Psychological Association)؛ تؤدي الموسيقا أدواراً مهمة في فهم الثقافات المختلفة، ولفت الانتباه إلى الفئات الضعيفة أو المهمشة التي تعرضت إلى التمييز والصدمات؛ مثل الأقليات والأشخاص ذوي الإعاقة. حيث تمنحهم الموسيقا، وبخاصة موسيقا الهيب هوب والجاز، منصة للتعبير عن أنفسهم وتحدّي الأعراف الاجتماعية المقيّدة لهم، هذا بالإضافة إلى دورها في تشكيل الثقافاتة والعواطف.

لكن أهميتها لا تتوقف عند ذلك؛ إذ يمكن أن تساعد على تخفيف التوتر، والتعامل مع مشكلات الصحة النفسية الصعبة.

وعلى الرغم من أن العديد من الموسيقيين من الفنانين المشهورين قد يعانون مشكلات الصحة النفسية بسبب شهرتهم ومتطلبات مهنتهم؛ مثل المغنية الانجليزية أديل (Adele) التي عانت اكتئاب ما بعد الولادة، والرابر الأميركي كيندريك لامار (Kendrick Lamar) الذي واجه الاكتئاب والأفكار الانتحارية، فإن مشاركتهم لمعاناتهم الخاصة فيما يخص الصحة النفسية تساعد على تقليل وصمة العار حول طلب المساعدة، وتشجّع الآخرين على إعطاء الأولوية لعافيتهم النفسية. لذلك؛ يمكن اعتبار الموسيقا وسيلة للتشافي الفردي، وربط المجتمعات بعضها ببعض، وبناء شبكات الدعم، وجعل الناس يشعرون بالاندماج ويحاربون الوحدة.

اقرأ أيضاً: ما هو العلاج بالصوت؟ وهل يجدي نفعاً للتعافي من الاضطرابات النفسية؟

ما فوائد الاستماع إلى الموسيقا؟

تجد آية التي تبلغ من العمر 22 عاماً العزاء في الموسيقا منذ وفاة جدها قبل 5 سنوات؛ إذ تساعدها على إدارة أعراض الحزن والاكتئاب، وتجد فيها ملاذاً من ذكريات الماضي المؤلمة. لذلك؛ نجد أن العديد من المراهقين والشباب مثل آية يعتمدون على نحوٍ كبير على الموسيقا خلال هذه السنوات الحاسمة من تطورهم الشخصي.

هل يمكن أن يحسّن تعلم الموسيقا صحتك النفسية؟

أظهرت دراسة نُشرت في عام 2022، أشرف عليها باحثون من جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا (South China University of Technology)، أن تعلم الموسيقا أمر بالغ الأهمية للصحة النفسية، وبخاصة بين طلاب الجامعات. شارك في الدراسة 265 طالباً في الدراسات العليا في التربية الموسيقية في الجامعات الصينية، سواء شخصياً أو عبر الإنترنت. وتوصل الباحثون إلى أن تعلم الموسيقا يحسّن القدرات المعرفية والكفاءة العاطفية؛ ما يعزّز الذكاء العاطفي الذي يساعد بدوره على الحد من القلق، و التعافي من الاكتئاب وتقلبات الحالة المزاجية.

كيف يفيدك العزف على آلة موسيقية؟

للعزف على إحدى الآلات الموسيقية أثر إيجابي في التعبير عن النفس وتعزيز الوعي الذاتي. إنه مثل تمرين للدماغ؛ حيث يقوّي الذاكرة ويحافظ على مرونة الذهن مع التقدّم في السن. وبالإضافة إلى تخفيف التوتر والقلق والاكتئاب كما أسلفنا الذكر، يمكن أن يزيد العزف على آلة موسيقية من المادة الرمادية (Grey Matter) في الدماغ؛ وهي المسؤولة عن ممارسة الشخص لوظائفه على النحو الطبيعي؛ ما يجعل أدمغة الموسيقيين مختلفة عن أدمغة غير الموسيقيين.

5 فوائد يوفرها لك تعلم الموسيقا

من الفوائد العديدة للموسيقا أنها تحسّن الحالة المزاجية، وتخفف التوتر، وتعزز الأداء المعرفي. وكما أشرنا سابقاً في هذا المقال؛ لا يتعلق الأمر بالاستماع إليها فقط؛ إذ يمكن أن يساعد العزف على آلة موسيقية أو تلقي دروس الموسيقا على تحسين صحتك النفسية على نحوٍ كبير. ونلخص لك في الآتي 5 فوائد قيّمة تجنيها من تعلم الموسيقا:

  1. يمكن أن يساعدك العزف على آلة موسيقية، سواء كانت البيانو أو الغيتار أو الطبول أو حتى الغناء، على الاسترخاء والتغلب على التوتر والقلق.
  2. تساعد الموسيقا على التعبير عن الذات والمشاعر بطريقة صحية وإبداعية.
  3. تعلم العزف على آلة موسيقية يمكن أن يكون تمريناً ذهنياً يحسّن الذاكرة؛ ولهذا يُنصح به لمرضى آلزهايمر.
  4. تذكّرك دروس الموسيقا بأن التقدم يستغرق وقتاً وصبراً.
  5. تجمع الموسيقا الناس معاً، وتعزّز التجارب الاجتماعية. وتقدم فرصاً للتعلم والتفاعل والنمو مع الآخرين في بيئة داعمة.

اقرأ أيضاً: ما الذي يجعلنا ندمن الاستماع إلى الموسيقا؟ دراسة تجيبنا

وختاماً، يقدم تعلم الموسيقا مزايا عدة تتجاوز مجرّد إتقان آلة موسيقية. من تعزيز القدرات المعرفية والذكاء العاطفي إلى تعزيز الروابط الاجتماعية؛ تثري الموسيقا حيواتنا بطرائق عجيبة.

المحتوى محمي