ملخص: كثيراً ما نسارع إلى البوح بأسرارنا للأصدقاء والمقرّبين للتخلّص من عبئها والحصول على الدعم العاطفي. لكن هل يجوز لنا البوح بالأخبار كلّها؟ ترى دراسة حديثة أن هنالك أسرار ينبغي كتمانها وأخرى ينبغي البوح بها. لنتابع التفاصيل في هذا المقال.
محتويات المقال
كشفت دراسة حديثة فوائد كتمان الأسرار الإيجابية. إليك التفاصيل.
تبرز الدراسة التي نُشرت في نوفمبر/تشرين الثاني بدورية "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي" (Journal of Personality and Social Psychology) أن كتمان الأسرار الإيجابية له مفعول منشّط.
عادةً ما نعتبر كتمان الأسرار عبئاً ثقيلاً لكنّ ذلك ينطبق فقط على الأسرار التي تولّد العواطف السلبية والشعور بالتوتر، لأن كتمان الأخبار السيئة سرعان ما يسبّب المعاناة، بينما يؤدي البوح بها إلى التخفيف من هذا الألم النفسي وإيجاد الحلول. في المقابل ينطوي كتمان الأسرار الإيجابية على فوائد طيبة.
زمن الأسرار
شملت الدراسة الأميركية 5 تجارب أُجريت على 2,500 مشارك أفادوا أنهم شعروا بالمزيد من الطاقة والحيوية والارتياح بعد تطبيق فكرة كتمان الأخبار السّارة. يمنحك الاحتفاظ بالخبر المُفرح لنفسك إذاً طاقة وسعادة. فما سر ذلك؟
يقول الباحث المشارك في تأليف الدراسة مايكل سليبيان (Michael Slepian): "يُفترض أن يولد كتمان الأسرار الإيجابية شعوراً بالرضا الأمر الذي يعزز الطاقة". ومن ثم فإن كتمان الأسرار يمنحنا شعوراً بالحرية يعود بفوائد حقيقية على صحتنا النفسية. لكن مايكل سليبيان لا يقصد بالطاقة تلك المتولدة عن شرب فنجان قهوة مثلاً، بل يؤكد هذا الخبير الذي ألّف كتاب "خبايا الأسرار" (The Secret Life of Secrets) أنه يقصد على وجه التحديد "الطاقة النفسية" الشبيهة بتلك التي نحصل عليها عندما نشعر بالرضا عن تصرفاتنا على سبيل المثال.
الاستمتاع بالأسرار الشخصية
وفقاً للباحث مايكل سليبيان فإن الدرس الأساسي المستخلص من هذه الدراسة ليس هو الكتمان الدّائم للأسرار كلّها، بل ينصح هذا الخبير بالبوح بها باعتدال وتريّث. كما يوضّح أهمية الاستمتاع بالأخبار السارّة. إن التريّث قليلاً للاستمتاع بسرّ مفرح قبل التفكير في البوح به له آثار إيجابية في الصحة والراحة النفسيتين.
من الممكن أيضاً إطالة أمد الشعور بالراحة النفسية من خلال تخيّل متعة البوح بهذا السرّ سواء كان هدية مفاجئة أو إعلاناً لخبر الحمل أو الزواج إلى غير ذلك من الأخبار السّارة. ألم تلاحظ من قبل المتعة التي تشعر بها عندما تتخيّل ردود فعل الأشخاص الذين ستبوح لهم بهذه الأسرار؟ من المفيد لك إذاً الاستمتاع بهذا الترقب وإطالة مدة الفرح الذي يولّده.
تذكّر أيضاً أن هذا التأثير المنشّط والمثير ينطبق فقط على كتمان الأسرار الإيجابية، بينما يولد كتمان الأخبار السيئة والأسرار السلبية تأثيراً معاكساً في نفسك قد يتمثل في التوتر والاكتئاب. لذا لا تخشَ الانتقادات واخْترِ الأشخاص المناسبين لتشارك معهم هذه المستجدّات السلبية. كما يمكنك البوح بها لطبيب نفسي عند الحاجة لأنه يستطيع مساعدتك على إدارة العواطف المتولّدة عنها.