هل تعاني من قلة الأصدقاء؟ إليك الحل!

4 دقائق
الصداقات

"معرفة الناس كنوز" أم "البعد عنهم غنيمة"، إلى أي الفريقين تنتمي؟
في حين قد تكون الإجابة عن هذا السؤال تفضيلاً شخصياً؛ إلا أنها قد تحدد إلى درجة كبيرة مدى اختلاطك بالآخرين وبالتالي القدرة على تكوين صداقات والحفاظ على استمرارها. فعلى الرغم من أن دفع أحبائك لك لتكوين صداقات والخروج من قوقعتك للتعرُّف إلى أشخاص جدد أمر جيد؛ فإن الرغبة الشخصية في ذلك هي ما يؤدي الدور الأهم.

لذلك من المهم معرفة أسباب قلة أصدقائك، وما قد تخسره بعدم تكوين صداقات حقيقية على مستوى الصحة النفسية والجسدية.

فوائد تكوين الصداقات للصحة

لتكوين الصداقات عدد من الفوائد للصحة الجسدية والنفسية؛ حيث يمكن للأصدقاء أن يكونوا مصدراً للدعم العاطفي في الأوقات الجيدة، وكذلك في المواقف الصعبة. كما أننا نحتاج إلى الاتصال البشري من أجل تنمية مهاراتنا الاجتماعية.

فيما يلي بعض الفوائد الأخرى لتكوين صداقات:

  • زيادة السعادة: أظهرت دراسة من جامعة تونكو عبد الرحمن بماليزيا أن كونك منفتحاً يساعدك على الحصول على المزيد من الصداقات والدعم الاجتماعي؛ الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة السعادة.
  • تطوير الذات: تساعد الصداقات على التطور وتحسين قدراتك ومهاراتك الاجتماعية وفقاً لدراسة من جامعة ميسوري الأميركية؛ حيث يميل الأشخاص الذين لديهم صداقات أكثر قرباً أو حميمية إلى التكيُّف بشكل أفضل اجتماعياً من أولئك الذين ليس لديهم أصدقاء على الإطلاق.
  • الحد من الكرب: بحسب دراسة منشورة بـ: مجلة الشيخوخة والصحة (Journal of Aging and Health)؛ يمكن أن تزيد العزلة الاجتماعية من الشعور بالضيق النفسي، لا سيما بين كبار السن. وعلى الجانب الآخر، فإن وجود أصدقاء يمكن أن يساعد على تقليل الضغط النفسي، خاصة عند المرور بمراحل الحياة المجهِدة.
  • تقليل مخاطر المرض: أظهرت دراسة من جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية ارتباط الصداقات بنتائج صحية أفضل كونها مصدراً للدعم.

أسباب غياب الصداقات لديك

قد يكون من السهل على بعض الأشخاص تكوين صداقات والحفاظ عليها أكثر من غيرهم؛ حيث يسعى هؤلاء لتقييم سلوك الشخص الآخر على أنه ليس جيداً أو منفِّراً، ويُغفلون أن النظر للذات أولاً ومعرفة ما إذا كنا نولي الصداقة حقها أو لا هو الأكثر أهمية، ذلك لأن الصداقة -مثل أي نشاط اجتماعي- تعتمد على التفاعلات المتبادلة، لذلك من المهم فحص مساهمتنا في ديناميكيات تلك الصداقة.

تتمثّل بعض الأسباب الشائعة لعدم وجود أصدقاء أو صعوبة تكوين صداقات في:

  • أنت خجول أو انطوائي (Introvert): بالنسبة للبعض؛ ليس من السهل بدء محادثات مع أشخاص لا يعرفونهم، لذلك فهم يتجنّبون المواقف الاجتماعية ومحاولات لقاء أشخاص جدد.
  • لديك قلق اجتماعي: القلق الاجتماعي هو الشعور بالخوف الشديد في المواقف الاجتماعية؛ ما قد يسبب لك الشلل ويمنعك من ممارسة أشياء قد تجعلك سعيداً؛ مثل تكوين صداقات أو مقابلة أشخاص جدد.
  • تنتقل كثيراً: قد يكون من الصعب تكوين صداقات والاحتفاظ بها وتنميتها إذا كنت تنتقّل كثيراً؛ سواء بسبب السكن أو العمل. فالبدء من جديد في كل مرة تنتقل بها من مكان لآخر قد يكون مرهقاً للغاية؛ ما يدفعك للبقاء وحيداً.
  • تفضِّل الوحدة: يشعر بعض الناس -خاصة الانطوائيين- أنه على الرغم من وجود فوائد عدة للاختلاط بالناس وتكوين صداقات وعلاقات اجتماعية؛ إلا أن قضاء الوقت بمفردهم أفضل.
  • تتواجد في دوائر اجتماعية لا تشبهك: قد لا تتوافق اهتماماتك مع زملائك في العمل أو جيرانك؛ ما يجعلك تقضي معظم أوقاتك وحيداً لتستمتع بما تحبه.
  • تحاول بجد: قد تمارس ضغطاً شديداً على نفسك لتكوين صداقات، وذلك يأتي بنتائج عكسية لأن الناس يرونك محتاجاً للصداقة أكثر من كونك تحاول بناء علاقة جيدة.
  • لا تعطي الأولوية لتكوين أو توطيد الصداقات: قد يكون لديك بعض الأصدقاء أو المعارف؛ لكنك لا تظل على اتصال معهم، وفي النهاية يتوقفون عن الاتصال بك أيضاً.
  • علاقاتك بالآخرين سطحية: أنت تعرف الكثير من الناس لكنك لا تدع أي شخص يقترب منك.
  • لديك العديد من الالتزامات: ربما تكون مشغولاً بوظيفة تلتهم الكثير من وقتك أو التزامات عائلية أو مسؤوليات أخرى.

اقرأ أيضاً: أي صديق يمكنني أن أفتخر وأثق به؟

كيفية تكوين صداقات جديدة

هناك الكثير الذي يمكنك البحث عنه وتنميته في صداقات جديدة. فيما يلي بعض النصائح تقدمها "آرلين كونسيك" (Arlin Cuncic)؛ مؤلفة كتابيّ "العلاج تحت المجهر: ما يمكن توقعه من العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب القلق الاجتماعي" و"7 أسابيع لتقليل القلق"؛ والتي يمكنك استخدامها لتكوين صداقات:

  • لا تخف من مقابلة أشخاص جدد: حاول أن تبذل بعض الجهد لتقديم نفسك في المواقف التي تتاح لك فيها فرصة التفاعل مع الآخرين. تتمثل إحدى الطرق البسيطة لمقابلة أشخاص جدد في الانضمام إلى مجموعة ترفيهية تثير اهتمامك؛ مثل ألعاب الطاولة أو ركوب الدراجات أو القراءة، وما إلى ذلك.
  • تحويل معارفك إلى أصدقاء: يمكن توطيد تلك العلاقات الاجتماعية بمجرد الحديث معهم من وقت لآخر، ومعرفة المزيد عن اهتماماتهم، ومشاركة أفكارك معهم.
  • العمل التطوُّعي: إن العمل التطوعي هو وسيلة جيدة للقاء أشخاص جدد شغوفين بنفس الأشياء التي تهتم بها.
  • التخلص من الخجل أو القلق الاجتماعي: قد يحرمك هذان الأمران من الاستمتاع بالعديد من فوائد تكوين العلاقات الاجتماعية والاستفادة منها. وبالتخلُّص منهما؛ سوف تكتشف أشياء جديدة عن نفسك وقدرتك على فعل أشياء كنت تظن أنك غير قادر على فعلها.
  • كن متفتح الذهن: قد يكون بعض الأشخاص الذين تقابلهم مختلفين عنك؛ لكن هذا لا يعني أنهم ليسوا أشخاصاً مثيرين ويمكنك تكوين صداقات معهم. كل ما عليك فعله هو أن تتعرُّف على المزيد من اهتماماتهم بدلاً عن الحكم عليهم وعلى أفعالهم.
  • كن منفتحاً مع الناس بشأن هويتك: إن الصدق هو أساس العلاقات الاجتماعية الناجحة. لذلك إذا سألك أحد الأشخاص سؤالاً عن نفسك، فمن الأفضل أن تكون صادقاً في إجابتك. أما إذا كنت لا ترغب في الحديث عن شيء ما؛ فقط قل ذلك من دون مراوغة أو كذب. كذلك؛ لا تتصرف مثل أي شخص آخر لإثارة إعجاب الناس باختلاق الأكاذيب، فقد ينتهي بك الأمر مع أشخاص يحبونك لأسباب خاطئة، وعلاقات مزيَّفة.
  • كن ودوداً: الابتسام وإلقاء التحية عند مقابلة شخص جديد طريقة جيدة لتكوين الصداقات.
  • امدح الآخرين، دون تملُّق: على الرغم من أنه قد يبدو شيئاً بسيطاً، فالثناء على المظهر الجديد أو تصفيفة شعر شخص آخر أمر جيد.

اقرأ أيضاً: 5 مفاتيح لتكوين صداقات طويلة الأمد

كيف تحافظ على صداقاتك؟

إن الحفاظ على علاقات الصداقة أمر لا يقل أهمية عن كيفية تكوينها. فيما يلي بعض الطرق للحفاظ على قوة صداقاتك:

  • تخصيص وقت لأصدقائك: إن الالتقاء بالناس من وقت لآخر مهم؛ لكن الحفاظ على الصداقة قد يتطلب منك أن تلتقي بهم بصورة دورية. لا يعني ذلك أنه يجب عليك قضاء عدد ساعات محدد معهم كل يوم؛ حاول ببساطة أن تخطط للاجتماعات على مدار الشهر والتزم بها.
  • كن صديقاً أفضل: إذا كنت تريد تكوين صداقات، فيجب أن تكون صديقاً جيداً أيضاً. يعني ذلك عدم إلغاء الخطط من تلقاء نفسك دون إخبارهم، الحضور في الوقت المحدد، الاستماع عندما يتحدثون، الاهتمام بشؤونهم، وما إلى ذلك.
  • ابقَ على اتصال: العيش في مكان آخر لا يعني بالضرورة عدم رؤية أصدقائك القدامى مرة أخرى. يمكنك محاولة مراسلتهم على وسائل التواصل الاجتماعي للاطمئنان عليهم ومعرفة ما إذا كانوا يريدون أي نوع من المساعدة أو الدعم.

وأخيراً؛ تختلف احتياجات الرفقة من شخص لآخر. في حين يحتاج بعض الأشخاص إلى قضاء الكثير من الوقت بصحبة الآخرين، فلا يحتاج آخرون إلى مثل ذلك القدر. لكن من المهم في كلتا الحالتين محاولة الانفتاح على الآخرين وتكوين صداقات حقيقية لما لها من آثار إيجابية في الصحة النفسية والعقلية.

المحتوى محمي