هل العبرة في مدة المشي أم في نوعيته؟ وكيف تحقق أقصى فائدة جسدية ونفسية؟

3 دقائق
فوائد المشي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: وفقاً لدراسة نُشرت في المجلة العلمية ساينس ديلي؛ فإن المشي بالوتيرة المعتادة لمدة 40 دقيقة يومياً من شأنه أن يحسّن الوظائف المعرفية ويساعد على مكافحة آثار الشيخوخة. وعلى الرغم من ذلك، أظهرت دراسات جديدة أنه ثمة معايير علينا الالتزام بها لتحقيق الاستفادة الكاملة من المشي، فما هي؟

لا شك في أن فوائد المشي باتت معروفة للجميع لكن دراسات حديثة أوضحت شروط المشي الفعال.

في السنوات الأخيرة، أصبح الرأي العام يعتبر المشي حلاً للأمراض جميعها، فهو مفيد للجسم والروح والذهن. وبالفعل، المشي مفيد لصحتنا الجسدية والنفسية، ووفقاً لدراسة نُشرت في المجلة العلمية ساينس ديلي (Science Daily) ؛ فإن المشي بالوتيرة المعتادة لمدة 40 دقيقة يومياً من شأنه أن يحسّن الوظائف المعرفية ويساعد على مكافحة آثار الشيخوخة. وعلى الرغم من ذلك، أظهرت دراسات جديدة أنه ثمة معايير علينا الالتزام بها لتحقيق الاستفادة الكاملة من المشي، فما هي؟

المشي مفيد لكن ثمة بعض المبالغة

ووفقاً لمدير الدراسة، الأستاذ آرت كرامر (Art Kramer)؛ فإن المشي نحو 40 دقيقة، ولو لـ 3 مرات فقط في الأسبوع، من شأنه أن يعزز قدراتنا المعرفية، ولا سيما المهمات التنفيذية للدماغ مثل: التخطيط والبرمجة، والحفظ وحل المشكلات المعقدة، وكذلك القدرة على أداء مهمات متعددة. قد يكون المشي مفيداً أيضاً للصحة النفسية؛ إذ يقلل مستويات التوتر والقلق ويحسّن جودة النوم، وهي فوائد لا تقدَّر بثمن في ظل البيئة الاجتماعية المثيرة للقلق التي نعيش فيها.

يزداد تحفيز نشاطنا العصبي في أثناء المشي؛ ما يجعل أفكارنا أكثر وضوحاً وملاءَمة، ويقول الأستاذ كرامر: "لا تعمل مناطق الدماغ وأجزاؤه منفردة؛ بل كدائرة كاملة وشبكات متصلة، وقد تفقد هذه الشبكات اتصالها ببعضها بعضاً وبخاصة مع تقدمنا في السن"؛ ولهذا السبب تزداد أهمية ممارسة النشاط البدني مع تقدمنا في السن.

المشي إذاً هو سلاحنا في مواجهة الأمراض كلها؟ ليس تماماً، وذلك وفقاً لدراسة جديدة نُشرت في فبراير/شباط 2023 في المجلة العلمية المتخصصة في السلوك البشري، "نيتشر هيومن بيهيفير" (Nature Human Behavior)؛ إذ حلل الباحثون القائمون على الدراسة أكثر من 24 دراسة سابقة حول فوائد المشي وخلصوا إلى أنها مبالغ فيها إلى حد ما لأنها تستند إلى بيانات واهية، وتسلط هذه الدراسة الضوء على فكرة جديدة تماماً وهي أن الفائدة التي نجنيها من المشي تختلف باختلاف طريقته. إذاً ما شروط المشي المفيد؟

كيف نحقق أقصى فائدة من المشي؟

ثبتت فوائد المشي من جديد، ولا سيما للدماغ من خلال استطلاع كبير أجراه باحثون من جامعة جنيف (University of Geneva)؛ إذ أخذوا عينات من الحمض نووي لـ 350 ألف شخص بصرف النظر عما إذا مارسوا نشاطاً بدنياً أو لا.

ووفقاً لأحد مدراء الدراسة الدكتور بوريس شيفال (Boris Cheval)؛ فقد ظهر أن المشي المعتدل أو السريع من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز أداء نظامنا المعرفي، ويقول: "ممارسة النشاط البدني من أفضل ما يمكنك فعله لتعزيز صحة دماغك"؛ لذا فإننا لا نشكك في فوائد المشي بل في الطريقة التي نمارسه بها، وهو ما ركزت عليه دراسة جديدة أخرى نُشرت في دورية مجلة الفيزيولوجيا (The Journal of Physiology)؛ إذ أظهرت أن ثمة شروطاً للحصول على فوائد المشي،

وفي ما يلي 3 خطوات بسيطة قائمة على الأبحاث يمكنك اتباعها لجني هذه الفوائد:

مارس المشي في الطبيعة

يمنحك المشي في الطبيعة فوائد بدنية وذهنية أكثر من المشي في المدينة، فصحيح أن النشاط البدني يعزز الذاكرة، والحس التنظيمي والمرونة العقلية؛ لكن اختيار البيئة التي نمارسه فيها لا يقل أهمية. وتقول الباحثة كاترين بوير (Katherine Boer): "أشكال المشي كلها مفيدة، ومع ذلك، فقد ظهر أن المشي في الهواء الطلق يعزز درجات الانتباه المعرفي".

لتكن خطواتك سريعة

قارن الباحثون نتائج 90 دقيقة من المشي البطيء إلى حد ما، مع نتائج 6 دقائق من المشي السريع، ووجدوا أن الفوائد الملحوظة لم تظهر في الحالة الأولى إلا بعد 30 دقيقة من المشي، أما في الحالة الثانية، فقد ظهر تأثير المشي في الأداء الإدراكي خلال 6 دقائق، ويقول الأستاذ غيبونز: "النشاط البدني مفيد للدماغ لكن حينما نمارسه لمدة أطول أو بجهد أكبر تتعاظم فوائده".

امشِ بين 6,000 إلى 8,000 خطوة يومياً

أصبح رقم الـ 10 آلاف خطوة رمزاً للمشي المفيد، ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات الجديدة أن هذا خطأ؛ إذ إن المشي ما بين 6,000 و8,000 خطوة كافٍ لتحقيق فوائد المشي بالنسبة إلى معظم الأشخاص، ويقول الدكتور بالوش (Paluch) وهو أحد مدراء الدراسة: "المشي خطوات إضافية يومياً أفضل بالتأكيد لصحتك، ومع ذلك، فإن مقدار المشي المطلوب للحد من خطر الوفاة بين البالغين يتراوح بين 6,000 و8,000 خطوة".