ينتشر بين الحين والآخر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه شخص يصرخ بأعلى صوته في المدى المفتوح معبراً عن غضبه، والحقيقة أنني تابعت التعليقات على هذه النوعية من الفيديوهات فوجدت الكثير من المعلقين يتمنون لو كانوا مكان ذلك الشخص نظراً لما يكتمونه بداخلهم من آهات ناتجة عن الضغوط الحياتية المختلفة.
محتويات المقال
الحقيقة أن تلك المقاطع المصورة تعكس نمطاً واحداً من الأنماط المتبعة للتنفيس عن المشاعر السلبية، فهناك أيضاً غرف الغضب التي بدأت تنتشر مؤخراً في بعض البلدان العربية، وهي عبارة عن غرف بداخلها أجهزة قديمة وأثاث متهالك يدخل إليها اللاعب مصطحباً مطرقته بعد أن يرتدي وسائل الحماية ليبدأ بتكسير كل ما حوله بهدف تفريغ شحنات الغضب المحبوسة داخله، لكن هل تلك وسيلة صحية للتعبير عن المشاعر السلبية؟ الإجابة في المقال.
اقرأ أيضاً: هل الغضب موروث أم مكتسب؟ وكيف نتحكم فيه؟
هل تعد غرف الغضب اختياراً صحياً للتنفيس عن المشاعر السلبية؟
يشير أستاذ علم النفس الاجتماعي كيفن بينيت (Kevin Bennett) إلى أن غرف الغضب تعكس مفهوماً شائعاً لدى الكثير من الأفراد، وهو أنهم إذا لم ينفسوا عن غضبهم في الوقت المناسب فسيظهر لاحقاً بشكل مفاجئ وخطير، وربما يصابون بالجنون نتيجة كتمان غضبهم. لكنه يرى أن اتباع هذه الطريقة السريعة في تنفيس الغضب تجعل الشخص أكثر عدوانية عندما يزداد قلقه مستقبلاً، لذا فهي برأيه استراتيجية غير صحية على المدى البعيد.
أي ببساطة، ذهابك إلى غرف الغضب للتنفيس عما تكتمه داخلك ربما سيجعل وضعك أسوأ، فهي لا تمنحك سوى شعوراً لحظياً بالراحة. لكنها بحسب الطبيب النفسي برنارد غولدن (Bernard Golden) لن تعطيك أي تفاصيل عن جذور المشاعر والأفكار التي أثارت غضبك، ولن تقدم لك رؤية واضحة لكيفية التعامل معها أو إدارتها، إنما سترسخ بداخلك قناعة أن هناك حلولاً سحرية سريعة وجاهزة لمشكلاتك.
اقرأ أيضاً: ما هو سبب الرغبة في تكسير الأشياء عند الغضب؟
8 خطوات فعالة للتعامل مع الشعور بالغضب
يوضح المعالج النفسي أسامة الجامع أن الوسيلة الأفضل للتعبير عن الغضب ليست الشجار والصراخ، إنما الحركة والرياضة والكتابة وتغيير المكان والمشي والتحدث إلى شخص مقرب، وإلى جانب ما سبق هناك خطوات عملية يمكنك اتباعها عندما ينتابك الغضب، أهمها:
- راقب العلامات التحذيرية الجسدية التي تخبرك بأنك على وشك الانفجار مثل تسارع نبضات قلبك أو ارتفاع حرارة وجهك، كي تتخذ خطوات استباقية لتهدئة نفسك.
- فكر في عواقب غضبك وفائدته أو ضرره، فغالباً ما نندم بعد غضبنا على ما قلناه أو فعلناه، وحين نتذكر تلك المرات التي ندمنا فيها سنتعامل مع مشاعرنا بأسلوب أكثر انضباطاً.
- فتش عن محفزات غضبك حتى تكون واعياً بتأثيرها فيك الآن ومستقبلاً. على سبيل المثال، إذا كان ما أخرجك عن هدوئك هو الزحام المروري فربما سيكون الأفضل أن تسعى إلى تخطيط حياتك اليومية بحيث تقلل تعرضك له قدر الإمكان.
- خذ استراحة لتهدئة نفسك وابتعد عن مكان ما يسبب غضبك، وفي حال كان السبب هو شخص ما فأخبره ببساطة أنك غير مستعد للحديث حالياً.
- تحدث عن مشاعرك الغاضبة إلى الأشخاص المقربين لك، لكن احرص أن يكون ذلك بهدف الوصول إلى حلول عملية تساعدك على علاج المشكلة.
- جرب ممارسة الرياضة فهي تستطيع تخفيف توترك، ولا يعني ذلك بالضرورة ذهابك إلى النادي، إنما يمكنك المشي في محيط سكنك أو ممارسة بعض التمارين داخل منزلك.
- ركز على الحقائق الواضحة لا الظنون المحتملة، وكن حاضراً في اللحظة الحالية حتى لا تترك العنان لدماغك فينغمس في الأفكار السلبية.
- ابحث عن نشاط مختلف تمارسه لتهدئة غضبك: ما رأيك ببعض الأعمال المنزلية؟ أو طهي وجبة تفضلها؟