على طريق السعادة: الخطوات الأولى التي علينا سلكها

3 دقائق
على طريق السعادة
shutterstock.com/Prostock-studio

الشعور بالسعادة، أمر يُقرر ويحتاج للتعلم، هذا ما يؤكده أنصار علم النفس الإيجابي. لكن السؤال المطروح، مِن أين نبدأ؟ وما هي الخطوات الأولى التي علينا أن نسلكها على طريق السعادة؟ مراسِلتنا جربتْ بعض التمارين، وتروي لنا أحداث هذا اليوم الأول على هذا الدرب، وتأثيراته.

  • القهوة، المترو ودفتر ملاحظاتي
  • المشاعر الإيجابية والنكهات

"إذا كنتَ تريد أن تكون سعيداً، كن سعيداً!". هذه الجملة من تولستوي، لطالما استهوتني، مع قناعتي بأن سعادتنا تعتمد علينا إلى حد كبير، لكني كثيراً ما أجد نفسي أميل إلى تبديد لذة حياتي، من خلال التفكير المفرط وكثرة التوتر... لذلك قررتُ أن أتبع نمط حياة خاص، أشعر فيه بسعادة أكبر، من خلال عمل يومي، أبدأه فوراً، اليوم دون تأخير.

القهوة، المترو ودفتر ملاحظاتي

7 صباحاً. المنبه يرّن. بدلاً من مغادرة فراشي على الفور، أبقى بضع دقائق مستلقية، أتخيّل صورة يومي المثالي، كما نصحتني بذلك المدربة صوفي ماشو. "يسير المرء حيث يقرر الذهاب. إذا قلتِ لنفسك، "هذا اليوم بدأ بداية سيئة"، فلا تتفاجئين إن مرّ يومكِ فعلاً سيئاً. لأنه بهذه النظرة المتشائمة، حتى لو صادفتِ أشياء جيدة، فلن تتمكنين من الانتباه إليها". يومي يبدو زاخراً بالأشغال، خاصة بالنسبة للاجتماعات المهمة، لكن بعد تصوّرها أمام أعيني، أشعر بنفسية أكثر هدوء.

7:30 صباحاً. أمام فنجان قهوتي، أبدأ تمريني الثاني: أضع قائمة الأشياء التي أرغب في تحقيقها، ثم أبدأ الكتابة على دفتر صغير "العيش في قلب الطبيعة، وتأليف كتاب، والسفر حول العالم...". هذا التمرين، الذي كان يبدو لي سهلاً للوهلة الأولى، لم يكن في الواقع بتلك البساطة... "لا يسمح الناس لأنفسهم بترف الحلم بالحياة التي يرغبونها"، تشرح صوفي ماشو. وقليلون هم من يسألون حقاً أنفسهم، "ماذا أريد؟" عندما يقوم الإنسان بإحصاء أحلامه، من الأكثر واقعية إلى الأكثر خيالاً، فذلك يمنحه طاقة داخلية، تمنحه في حياته اليومية، كل ما له معنى ولذة. حان الوقت الآن لأتوّجه إلى العمل. لقد سجلتُ حتى الآن تسعة أحلام.

8.45 صباحاً. وسائل النقل العامة، وازدحامها كالعادة، ثم هناك العطب التقني الذي لا مناص منه. بدأت معنوياتي المرتفعة تتأثر سلباً على الفور، وشعرتُ مباشرة بالتوتر والإحباط يتعاظمان بداخلي. قررتُ اختبار طريقة (R.O.S.I.T.A)، وهي طريقة مُجربَة لمواجهة حالة التوتر، مختصرة في الأحرف الأولى التي ترمز إلى تنفس، ملاحظة، استشعار، تحديد، تحويل وتصرف، أوصتني بها مدربتي للتعامل مع الحالات العصيبة. ما هي الفكرة المتضمنة في هذه الطريقة؟ أن تأخذ وقتاً للتريث، من خلال خمسة إجراءات. أتنفس أولاً، ثم أحاول تحديد المشاعر التي بداخلي، ما الذي تحدثه في نفسي ولماذا. وأخيراً، تحديد ماذا يمكنني فعله. هنا، في هذه الحالة، لا شيء... ما عدا اغتنام الفرصة، لأشغل نفسي بفعل شيء ممتع. أفتح دفتر ملاحظاتي وأواصل تدوين رغباتي: "إنشاء مؤسسة عائلية، امتلاك مكتب خاص..."، أخيراً وصلت إلى المكتب، متأخرة بأربعين دقيقة. لكني أشعر بأني أقل إرهاقاً عن المعتاد.

اقرأ أيضا: كيف نجد السعادة في حياتنا؟

المشاعر الإيجابية والنكهات

يمر اليوم بسلاسة، وتسير الاجتماعات بشكل جيد عموماً. وفي الخارج، يبدو الطقس رائعاً، لذا قررتُ الذهاب بعد الغداء للاستمتاع بدفء الشمس. بعيون مغلقة، أستمتع بأشعتها التي تلامس جسدي فتدفئني. أستذكر هذه الجملة من كريستوف أندريه، أخصائي السعادة، حيث قال: "السعادة هي الوعي براحة البال والطمأنينة". كما تضيف صوفي ماشو، "إحدى الخطوات الأولى لتكون أكثر سعادة تفرض عليك ألا تبخل على نفسك بفعل الأشياء الجيدة". وأن تدرب نفسك على المشاعر الإيجابية، وترسخها في نفسك، لكي تستطيع اللجوء إليها في اللحظات والمواقف الصعبة. قد يكون ذلك عبارة عن فكرة، أو عمل ما، أو دفء أو رائحة... من شأنها أن تمنحك شعوراً بالاسترخاء على الفور.

7:30 مساءً. بعد العودة إلى البيت، أقررُ تحقيق إحدى أمنياتي: أدخل المطبخ وأعد طعاماً بنفسي. لقد رغبتُ في ذلك لفترة طويلة جداً، لكنني كنتُ أتخلى عن هذه الأمنية في كل مرة بسبب ضيق الوقت. اليوم سأمنح نفسي الوقت اللازم، لأتذوق باستمتاع هذه التجربة الجديدة.

11:45 مساءً. قبل الذهاب إلى الفراش، أفكر مجدداً في ذلك اليوم. بالطبع، لم يمض كل شيء بالطريقة التي أردتها بالضبط، لقد واجهتني بعض المضايقات. لكن لدي شعور بأنني أوليتها اهتماماً أقل، ولم أسمح لها بأن تغمرني وتعكر صفوي، بل ويمكن القول حتى أنني شعرتُ أنني تحررتُ منها قليلاً، إلى جانب ذلك كله، لدي خمس عشرة أمنية مسجلة في دفتر ملاحظاتي!

أشعر أنني في خطواتي الأولى على طريق السعادة الطويل، وعازمة كل العزم على استئناف المشوار غداً!

اقرأ أيضا: تمارين استرخاء للتخلص من التوتر.

المحتوى محمي