ملخص: يتميز بعض الناس بقدرة هائلة على التعاطف مع الآخرين والتفاعل مع معاناتهم وآلامهم. يمتصّ هذا النوع من الأشخاص هذه العواطف ويمتلك حدساً مميّزاً يجعله مصاباً بفرط التعاطف. وإذا كانت هذه القدرة ميزة اجتماعية فإنها قد تترك آثارا سلبية على نفسية من يتمتع بها. هذا المقال يوضّح خصائص فرط التعاطف ويقترح كيفية التعامل مع هذه الميزة وتجنّب أضرارها.
محتويات المقال
كثيراً ما نتحدث عن فرط الحساسية لكنّنا قليلاً ما نتطرّق إلى فرط التعاطف علماً أن الثاني مظهر من مظاهر الأول وقد يشغل حيزاً كبيراً من حياتنا اليومية. إليك إذاً الإشارات المميّزة لحالة فرط التعاطف.
ثمّة أعراض عدّة تميز فرط الحساسية الذي يظهر بسبب عوامل منها الحساسية الشديدة تجاه الأصوات والضوضاء وبعض المواد والنكهات والروائح وغيرها. من بين خصائص فرط الحساسية الأكثر شيوعاً الارتباك العاطفي الذي نشعر به خلال المواقف التي تُوصف بأنها حسّاسة. يحدث هذا التفاعل القوّي سواء في أثناء الشعور بالعواطف السلبية أو الإيجابية. يمثّل هذا الجانب من فرط الحساسية مصدر قوة أحياناً، لكنه قد يُضعف قدرة بعض الأشخاص في الوقت ذاته على التعامل مع مجريات حياته اليومية والشخصية والاجتماعية. ويمكن أن تزيد حدّة فرط الحساسية العاطفية في مواجهة عواطف الآخرين، وهذا ما نسمّيه: فرط التعاطف.
قابلية امتصاص عواطف الآخرين
فرط التعاطف ميزة حقيقية في الحياة الشخصية أو الاجتماعية: إذا كانت الإشارات التالية تنطبق عليك فاعلمْ إذاً أنك تتمتع بقوة خارقة لا سيّما إذا أدَرْتها جيداً.
إليك الإشارات التي ينبغي لك الانتباه إليها إذا كنت تعتقد أنك مصاب بفرط التعاطف:
- تشعر أحياناً أنك موهوب جداً في التفاعل مع عواطف الآخرين الذين يعتقدون أنك تتمتع بالحاسة السادسة. إذا كان صديقك حزيناً فإنك تدرك ذلك، بل تشعر بحزنه بقوة تقودك إلى الدخول في حالة عاطفية مماثلة. أنت تمتصّ عواطف الآخرين كالإسفنجة.
- أنت سريع التعاطف: تمتص قدراً من العواطف والأحاسيس أكثر من غالبية الناس، وتتخذ ردود فعل مفرطة سواء في الفرح أو الحزن.
- تتمتع بحدس قويّ تجاه المواقف التي قد لا تبدو للوهلة الأولى مفعمة بالعواطف الشديدة. غالباً ما يكون حدسك صحيحاً وهذا ما يساعدك على تعزيز ثقتك بنفسك.
- تشعر بالسعادة عندما تُسعد الآخرين: هذا خارج نطاق إرادتك حيث تحتاج إلى مساعدة الآخرين عندما تشعر أنهم يمرّون بظروف صعبة. يلقبونك بفاعل الخير. تتمتع بدرجة عالية من الإيثار الذي يولّد لديك متعة ومعاناة في الوقت نفسه، لأنك تميل أحياناً إلى التشدّد في التعامل مع الآخرين حيث تنتظر منهم أن يُظهروا تجاهك درجة عالية من الالتزام كما تُظهر تجاههم.
- تشعر بالإرهاق في أغلب الأوقات لا سيّما في الأيام التي يتزايد فيها نشاطك الاجتماعي: هذا طبيعي فكلّما زاد تعاملك مع الناس أرهقتَ حواسّك في استشعار عواطفهم وأصبحت قدرتك على "جذب العواطف" في حالة تأهب قصوى.
- تحتاج في أغلب الأحيان إلى الانعزال: تشعر أحياناً أن الخروج من البيت وملاقاة الناس أمر فوق طاقتك، وذلك بسبب قدرتك على امتصاص عواطف الآخرين: تُرهق حواسّك بسبب كثرة التعامل مع الآخرين والرغبة في مساعدتهم وامتصاص عواطفهم، وسرعان ما تشعر بالحاجة إلى الانعزال كي تستريح.
- تشعر بالاستياء: تجترّ الأفكار باستمرار وتُكثر من تحليل المواقف لا سيّما تلك التي ولّدت لديك عواطف سلبية. تجد صعوبة في النسيان وقد تشعر بالاستياء من الآخرين أحياناً.
- تتوتّر بسرعة وباستمرار: يولّد فرط التعاطف الكثير من التّوتر لأنه يقودك إلى تخزين الكثير من المشاعر السلبية التي يصعب التخلّص منها أحياناً. وعلاوة على الحدس القوي فإنك تتمتع أيضاً بذاكرة حسّية قوية. لذا فإن العاطفة التي تذكّرك بموقف مؤلم في الماضي تخلق لديك بسهولة حالة من التأهب والتّوتر.
كيف تُدير شعورك بفرط التعاطف؟
إذا انطبقت عليك هذه الخصائص فمن المحتمل أن تكون مصاباً بفرط التعاطف. لاحظتَ بناءً على ما سبق أن فرط التعاطف ميزة تسمح لك أولاً باستشعار العواطف السلبية ومساعدة الآخرين على الشعور بالرضا. إنها ميزة أيضاً في حياتك الاجتماعية والمهنية لأنها تمكّنك من التصرف على نحو استباقي في العديد من المواقف.
مع ذلك لا بدّ أن تعرف كيف تغتنم هذه القوة الخارقة بصورة صحيحة من خلال حماية نفسك من أثرها غير المرغوب، أي تفريغ العبء العاطفي الزائد الذي تشعر به. يمكنك أن تبكي إذا كنت بحاجة إلى ذلك أو تنعزل عن الناس عند الضرورة أو تتجنب بعض الأحداث والأخبار التي قد تسبب لك الكثير من القلق.
عندما تصقل شعورك بفرط التعاطف سيصبح ميزة حقيقية، فحافظْ عليها.