الشيروفوبيا: ما الذي يجعل السعادة مخيفة؟ وما علامات ذلك؟

2 دقيقة
الشيروفوبيا
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: قائمة أنماط الرّهاب طويلة ولم ينته حصرها بعد؛ لكنّ آخر ما يمكن أن تتوقّعه هو أن تضمّ هذه القائمة الغاية التي يسعى إليها الإنسان سعياً حثيثاً: السعادة. نعم هناك أشخاص يعانون رهاب السعادة المعروف بالشيروفوبيا. ما سبب هذا النوع من الرّهاب؟ وما الأعراض التي تدلّ عليه؟ وما أنماط الشخصيات الأكثر إصابة به؟ تابع المقال التّالي لتجد الإجابات الشّافية.

هل سألك أحدهم من قبل عن هدفك الأساسي في الحياة؟ إذا حدث ذلك فربّما أجبت إجابات من قبيل: "بناء أسرة" أو "التعرّف إلى أصدقاء أوفياء" أو "الحصول على وظيفة مُرضية" أو "تشييد منزل"، وربّما قدّمت إجابة عامّة وقلت: "أن أكون سعيداً". لكن هل نحن جميعاً مهيؤون لبلوغ السعادة؟

تقول الطبيبة النفسية كلير بيتان (Claire Petin) في مقال لها: "كلّما زادت الظروف المقلقة تزايدت الدعوات إلى تحقيق السعادة باعتبارها الدّواء الشافي، ألاحظ أن عدداً كبيراً من الأشخاص الذين أستقبلهم في عيادتي يشعرون بأنهم فشلوا في هذا المسعى، ويقول بعضهم: إذا كنتُ لا أستطيع أن أقول إنني سعيد فهذا يعني أن هناك مشكلة ما. إنهم يحرصون على فعل ما يلزم للشعور بالسعادة ويتحسّرون على عدم الوصول إليها، فيولّد لديهم ذلك شعوراً بالعار أحياناً وبالذنب في كثير من الأحيان". ولكن ماذا لو كانت استحالة الوصول إلى هذه الغاية ناجمة عن الشيروفوبيا؟

ما هي الشيروفوبيا؟

يقول المختصّ النفسي ألكسندر ألفارادو (Alexander Alvarado) في تصريح لموقع ويل آند غود (Well and Good): "ينطوي رهاب السعادة أو الشيروفوبيا على خوف غير منطقي من الشعور بالسعادة اعتقاداً أن شيئاً سيئاً سيحدث بسبب ذلك، ويختلف هذا الخوف عن القلق العام الذي يعني انتظار المحتوم وتوقّع النتائج السلبية".

لا يتوقّع الأشخاص الذين يعانون هذا الخوف المفرط بسبب الشيروفوبيا أحداثاً سلبية فحسب؛ بل يقرنون هذه الأحداث بشعورهم بالسعادة. ويمكن أن تتجلّى الشيروفوبيا في عدّة أعراض ومظاهر:

  • عدم الشعور بالعواطف الإيجابية باعتبارها مشاعر مريحة وممتعة.
  • تجنّب العواطف الإيجابية أو غير الإيجابية.
  • الشعور بالانفصام في بعض المواقف.
  • الاجترار وسيطرة الأفكار الوسواسية حول ارتباط السعادة بالشّر أو الخطر.
  • ظهور بعض أعراض الاكتئاب.

من أين يأتي هذا الخوف؟

ثمة أنماط من الشخصيات أكثر عرضة إلى الشعور بالشيروفوبيا. وفقاً لموقع هيلث لاين (Healthline)؛ فإن الأشخاص الانطوائيين من بين هذه الأنماط، علاوة على الأشخاص المهووسين بالكمال الذين يتصورون الشعور بالسعادة تجربة غير مجدية. وقد تظهر الشيروفوبيا أيضاً لدى الأشخاص الذين يحاولون حماية أنفسهم بعد نزاع معين أو مأساة أو صدمة من صدمات الماضي.

هذا ما كشفته أيضاً دراسة نشرتها الدورية الهندية لعلم النفس (Indian Journal of Psychiatry) سنة 2019، فقد أظهرت النتائج أن الأشخاص الذي تعرّضوا إلى صدمات خلال الطفولة معرّضون أكثر من غيرهم إلى الشعور برهاب السعادة. وقد اتّضح أن النساء هنّ الأكثر عرضة، ولا سيّما ضحايا العنف الجنسي. وعلى الرغم من قلّة الأبحاث التي تطرّقت إلى الشيروفوبيا، فإنّ علاجها ممكن بفضل العلاج المعرفي السلوكي.

اقرأ أيضاً: الشيروفوبيا: لماذا يخاف البعض السعادة؟ وكيف يمكنه التغلب على هذا الشعور؟

المحتوى محمي