ما علامات التعلّق المفرط بالآخرين؟ وكيف يمكن التخلّص منه؟

2 دقيقة
التعلّق المفرط بالآخرين
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يتعلّق بعض الناس بالآخرين تعلّقاً مزمناً ومفرطاً يجعله حريصاً باستمرار على إرضائهم وعاجزاً عن رفض طلباتهم. تسمّى هذا السمة الشخصية “التعلق المفرط بالآخرين”، وثمة إشارات تميّزها يتعين الانتباه إليها. هذا المقال يعرض هذه الإشارات ويفسّر أسباب هذا السلوك.

يقدّر مجتمعنا المعاصر صفتي اللطف والإيثار ويعترف بهما. لكن المبالغة في التحلّي بهما إلى درجة تجعلك طيّباً “أكثر” من اللازم قد تولّد نتائج عكسية. هذا ما يحدث على وجه التحديد عندما تعطي أولوية لاحتياجات الآخرين قبل احتياجاتك. يسمّى هذا السلوك “التعلق المفرط بالآخرين”، ويتجلّى في انخراط مفرط في العلاقات مع الآخرين، وغالباً ما تعود رغبة أصحاب هذه السمة في إرضاء الآخر “بأيّ ثمن” إلى الخوف من فقدانه أو الحرمان من عاطفته أو نهاية العلاقة به. كما تسيطر عليهم أيضاً رغبة كبيرة في نيل التأييد والقبول الاجتماعي.

يؤدي إعطاء الأولوية لاحتياجات الآخرين على حساب الاحتياجات الشخصية “إلى الشعور بالاستياء والإرهاق وضعف التقدير الذاتي، وتمثّل هذه الظواهر إشارات تحذيرية تكشف الأشخاص المهووسين بإرضاء الآخرين” وفقاً لما ذكرته المعالجة النفسية الأميركية، جولي فراغا (Juli Fraga)، في مقال لها بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post). تقول فراغا: “لقد لاحظت أن الحرص المزمن على إرضاء الناس مشكلة يعانيها بعض المرضى، مع أنه سلوك قابل للتغيير، ولا سيّما عندما يكتشف المريض هذه الإشارات”. فيما يلي الإشارات الرئيسية التي يمكن أن تساعدك على كشف هذه السمة الشخصية.

ما علامات التعلّق المفرط بالآخرين؟

  • الإفراط في الاعتذار: تعتذر مراراً وتكراراً عن أخطاء بسيطة أو حتّى دون ارتكاب أيّ خطأ. غالباً ما يكون هذا السلوك مرتبطاً بالخوف من “إزعاج” الآخرين.
  • الشعور بالمسؤولية عن مشاعر الآخرين: الشعور بالمسؤولية عن تعاسة الآخر أو غضبه أو خيبة أمله مع محاولة العثور على “حلّ”.
  • إعلان الاتفاق مع آراء الآخرين واختياراتهم على الرغم من أنك لست متفقاً معهم فعلاً في قرارة نفسك.
  • إعلان الموافقة على أمر ما لتجنّب الصراع، على الرغم من أنك ترفض هذا الأمر في الحقيقة.
  • الشعور بأن احتياجاتك ليست ذات أهمية. تقول جوليا فراغا: “كثيراً ما تعتقد أن التعبير عن احتياجاتك قد يمثّل عبئاً على الآخر أو قد يدفعه إلى التخلّي عنك”.

كيف تتسامح مع ذاتك؟

وفقاً للمعالجة النفسية جولي فراغا فإن تحديد احتياجاتك الشخصية أول خطوة في رحلة التخلّص من هذا اللطف الزائد. وتنصح مرضاها باستمرار بتعلّم التعاطف الذاتي. تقول فراغا: “يتسامح الأشخاص الذين يرغبون في إرضاء الآخرين بسهولة مع الناس؛ لكنّهم لا يتسامحون مع ذواتهم، لذا أشجّع مرضاي على التدرّب على قول لا“.

تؤكد المعالجة النفسية أيضاً إن المخاطَب لا يحتاج إلى تفسيرات كما إنك لست بحاجة مستمرة إلى تبرير سلوكياتك عندما تقرّر قول لا. وتعتقد جوليا فراغا أيضاً أن تحديد المواقف التي قد تميل فيها أكثر إلى إرضاء الآخرين على حساب نفسك قد يساعدك على تحديد أسباب هذا السلوك والتغلّب عليها. كما أن التعوّد على طلب الدعم ممّن حولك يمكن أن يذكّرك أن احتياجاتك ومشاعرك ذات أهمية أيضاً.