5 علامات تدل على عدم التعافي من صدمات الطفولة

2 دقيقة
صدمة الارتباط
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: تترك صدمات الطفولة آثاراً نفسية بالغة تصاحب الإنسان بعد بلوغه وتنعكس على سلوكياته وعلاقاته. وتعدّ صدمة الارتباط أخطر هذه الصدمات التي تقوّض الثقة في الآخرين وتصعّب على الضحايا عملية بناء علاقات صحية وطبيعية. يقدّم هذا المقال 5 سلوكيات تميّز الأشخاص الذين تعرّضوا إلى صدمة الارتباط لمساعدتهم على الوعي بهذه المشكلة النفسية.

ما تأثير الصدمات في مرحلة الطفولة؟

يمكن أن تترك كلمةٌ أو فعل أو سلوك متكرر نتعرّض إليه أثراً بالغاً في نفوسنا مدى الحياة. فما نعيشه خلال فترة الطفولة قد تكون له تداعيات على المدى البعيد. ومن بين الصدمات الشائعة خلال هذه المرحلة تلك الناجمة عن الارتباط بالآخرين.

يحدث هذا النوع من الصدمات “عندما يتضرّر شعور الطفل بالأمان وتوقّعاته من الآخرين وثقته فيهم نتيجة الإساءة أو الإهمال أو عدم استقرار الرعاية التي يقدّمها له الأشخاص الذين يشرفون على تربيته” وفقاً لمقال نشرته الطبيبة النفسية آني تاناسوغارن (Annie Tanasugarn) في موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today). وقد تنعكس نتائج هذا النوع من الصدمات على العلاقات المستقبلية، ولا سيّما العاطفية منها.

5 إشارات تدل على عدم التعافي من صدمات الطفولة

تقول الطبيبة النفسية غرانت برينر(Grant Brenner) في تصريح لموقع فيري ويل مايند (VeryWellMind): “عندما تكون صلة الارتباط بالآخرين آمنة وموثوقة فإنها توفر الأسس اللازمة للشعور بالأمان وبناء نظرة مستقرّة إلى الذّات وإدارة المشاعر والاحتياجات الشخصية بفعالية”.

تسمح الصلة الموثوقة ببناء علاقات ناجحة مع الآخرين، ومع الذات أيضاً. لهذا تترك الصدمات الناجمة عن الارتباط آثاراً على المدى البعيد. توضّح آني تاناسوغارن ذلك قائلة: “قد يكون لصدمة الارتباط التي لم تُعالج آثار مدمرة لجودة حياة شخص ما، وقدرته على الالتزام بعلاقاته واختياراته الشخصية”. ونظراً إلى صعوبة التمتّع بالنظرة الموضوعية اللازمة للوعي بالصدمات الشخصية التي تعرّضنا إليها في الماضي إليك 5 إشارات قد تساعدك على ذلك:

  • سلوكيات التجنّب: يميل ضحايا صدمة الارتباط إلى حماية أنفسهم من خلال تبنّي سلوكيات تُشعرهم بالارتياح وتُنسيهم معاناتهم وعواطفهم. تظهر هذه السلوكيات القهرية في صورة اضطراب غذائي أو إدمان على المخدرات أو الكحول أو الإفراط في العمل أو الميل إلى بناء علاقات “لإخفاء جروحهم” النفسية.
  • الحاجة إلى السيطرة: الأشخاص الذين نعدّهم “مهووسين بالسيطرة” ليسوا كذلك بالصدفة. تضيف آني تاناسوغارن: “قد يميل هؤلاء إلى محاولة السيطرة على كلّ ما يتعلّق بحيواتهم للشعور بأنها منظمة أو التخلّص من مشاعر القلق أو المخاوف؛ إذ غالباً ما يتحوّل الشعور الجارف بالعجز خلال الطفولة إلى سيطرة مفرطة بعد سنّ الرشد”.
  • صعوبة تحمّل العواطف: يجد الأشخاص الذين تعرّضوا إلى صدمة صعوبة في الاعتراف بعواطفهم أو عواطف الآخرين وقبولها. يظهر ذلك من خلال الصعوبة التي تواجههم في فهم عواطف من حولهم والتعبير عن المودّة إليهم والحرص على البحث عن أبسط إشارة دالة إلى تغيّر عواطف الآخرين والمبالغة في تفسيرها علاوة على المعاناة التي يشعرون بها عند التقرّب منهم وفقاً لما أورده موقع ميديكال نيوز توداي (Medical News Today).
  • الأحكام المتشدّدة: يمكن أن تدفع الصدمة صاحبها إلى تبنّي آراء متشدّدة في التعامل مع الشريك الحالي أو المحتمل. ينظر هذا الشخص إلى الآخرين نظرة متطرّفة ويرى “الأمور بيضاء أو سوداء، جيدة أو سيئة” وفقاً لما كتبته المختصّة في الطبّ النفسي السريري إميلي غوارنوتا (Emily Guarnotta) في مقال لها بموقع تشوزينغ ثيرابي (Choosing Therapy).
  • تدمير العلاقات الشخصية: تذكّر آني تاناسوغارن قائلة: “نظراً إلى عدم وعي الكثير من الأشخاص الذين تعرّضوا إلى صدمات الارتباط بجروحهم النفسية فإنهم يبنون علاقات غير مستقرة” حيث يختبرون دون وعي مدى الالتزام العاطفي لشركائهم ثم يبتعدون عنهم لتجنّب التعرّض للنبذ.

اقرأ أيضاً: