ملخص: يهتم التحليل النفسي بمفهوم المعتقدات المقيدة وتأثيرها السلبي في حيواتنا، وهناك عبارات ذات تأثير معوق في تطورنا الشخصي؛ مثل 1) "إذا لم أتحكم في كل شيء، ستسوء الأمور"؛ حيث تفاقم مشاعر القلق. 2) "عليّ أن أكون مثالياً كي أكون محبوباً"؛ التي تؤكد الضغط المجتمعي الذي يؤثر في المهووسين بالكمال. 3) "أنا المسؤول عن سعادة الآخرين"؛ فهي تجعلنا نتحمل عبئاً غير ضروري. ويكمن الحل في تعلم "فن التخلي" الذي يدعونا إلى قبول حقيقة وجود أمور خارج نطاق سيطرتنا، وأن علينا تقدير ذواتنا كما هي، مع احترام استقلالية الآخرين.
محتويات المقال
تزعزع المعتقدات المقيدة سلوكياتك اليومية، وتعوق مزالق الفكر هذه تطورك، مُبعدةً إياك عن تحقيق أحلامك. إنها تسهم في عملية التدمير الذاتي التي تمارسها دون أن تشعر. وتتردد تلك العبارات نفسها في ذهنك مراراً، فتبتعد بك شيئاً فشيئاً عن امتلاك مهارات "فن التخلي"؛ أي ممارسة سلوكيات وأفعال تتغلب بها على الألم العاطفي والتفكير السلبي الذي يفسد جودة حياتك.
يقول المحلل النفسي، كريستيان ريشوم: "المعتقدات المقيدة هي أفكار لا واعية أحياناً؛ لكنها ذات تأثير عميق في أسلوب تعاملنا مع الحياة، فهي تحكم ردود أفعالنا، وتوجّه توقعاتنا وخياراتنا. وتصبح بعض هذه المعتقدات عقبة حقيقية أمام ممارسة فن التخلي".
"إذا لم أتحكم في كل شيء، يفسد كل شيء"
ينبثق هذا المعتقد عادةً من القلق. يغذي الخوف من المجهول، الذي يأتي على حين غرة، الرغبة في توقع كل شيء والسيطرة الكاملة عليه؛ سواء كان ذلك في مجال العمل، أو العلاقات، أو حتى تفاصيل الحياة اليومية. بيد أن فكرة السيطرة المطلقة ليست إلا وهماً؛ لأن الحياة عشوائية في جوهرها. ويؤكد ريشوم إن السعي المحموم إلى التحكم في الأمور كلها يؤدي إلى تفاقم التوتر، ويصعّب إدارة المواقف.
ولا يعني التخلي الاستسلام؛ بل يعني قبول أن هناك أموراً تفوق نطاق تحكمنا، والإيمان بقدرتنا على مواجهة المفاجآت بثقة.
"عليّ أن أكون مثالياً كي أكون محبوباً"
ينشأ هذا التفكير غالباً من المعتقدات المجتمعية والثقافية، فيتحول هذا السعي نحو الكمال في العمل، أو العلاقات، أو حتى المظهر، إلى عبء ثقيل يفرض ضغطاً دائماً. ويوضح ريشوم إن هذا المعتقد يقود إلى فكرة مفادها أن الحب والقبول مشروطان بالكمال، وهذا بحد ذاته تصور زائف.
ويعني تعلم التخلي، في هذا الصدد، تقبل النقص باعتباره من طبيعتنا البشرية، فلا يتطلب الحب الحقيقي كمالاً؛ بل ينبع من الأصالة والمصداقية، وقدرتنا على أن نكون على طبيعتنا، دون أقنعة أو زيف.
اقرأ أيضاً: كيف تأخذ استراحة فعلية من أعباء الحياة اليومية؟
"أنا مسؤول عن سعادة الآخرين"
يحمل هذا الاعتقاد الكثير من النساء اللواتي غالباً ما يتأثرن بالأدوار الاجتماعية التي تقدر الرعاية والاهتمام بالآخرين. سواء كانت المرأة أماً، أو زوجة، أو صديقة، تتحول فكرة تحمل مسؤولية سعادة الآخرين إلى عبء ثقيل؛ لكن ريشوم يؤكد إن كل شخص مسؤول عن رفاهته الشخصية فحسب.
وفي هذا السياق، يعني التخلي الإقرار بأننا نستطيع دعم الآخرين، دون أن نكون مسؤولين عن مشاعرهم أو خياراتهم.
اقرأ أيضاً: 5 تمارين لتتخلص من شعورك بعدم التقدم في حياتك