4 استراتيجيات تساعدك على التوقف عن انتقاد ذاتك

2 دقيقة
النقد الذاتي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

يتولّد النقد الذاتي عن عدم قدرتنا على تقبل عواطفنا الأصيلة. نحن نعيش في ثقافة تقدر الإيجابية والسيطرة على الذات؛ وهذا ما قد يقودنا إلى رفض مشاعرنا السلبية بدلاً من تقبلها. يمكن أن تثير هذه العواطف السلبية دورة أفكار تلقائية، وقد تُنتج في بعض الأحيان سلوكيات العقاب الذاتي، علاوة على أنها تقوض تقديرنا لذواتنا وثقتنا بقدراتنا.

توضح المختصة النفسية، بيتسي هولمبيرغ (Betsy Holmberg)، في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today)، كيفية التوقف عن انتقاد الذات بسبب مشاعرها السلبية. فعلى الرغم من أننا قد نعدّ النقد الذاتي سلوكاً مفيداً، فإنه يؤدي في الحقيقة إلى تفاقم العواطف السلبية. إنه يعزز عمل الدارات الدماغية المرتبطة بانتقاد الذات؛ ومن ثمّ يزيد مخاطر القلق والاكتئاب.

لذا؛ فإن التعرّف إلى العواطف الشخصية وتقبلها دون انتقاد يمثل الخطوة الأولى نحو التمتع بصحة نفسية ممتازة. وفي السياق نفسه، فإن تطوير العادات التي تعزز تقبل الذات، وعلاج أسباب هذه العواطف، قد يقللان ميلنا إلى النقد الذاتي. فما الذي علينا فعله لطرد هذه الأفكار النقدية التلقائية؟ إليك إذاً 4 استراتيجيات يمكنك اتباعها للتخلص من النقد الذاتي:

1. تقبّل الأفكار التلقائية

أول خطوة للتوقف عن النقد الذاتي هي أن ندرك أنّ هذه الأفكار السلبية تلقائية في الغالب ولا تعكس قيمتنا الحقيقية. يمكن أن تبرز هذه الأفكار دون أن نكون واعين بها، وقد يساعدنا تقبلها دون انتقادها على الحد من تأثيرها.

يمكننا من خلال ممارسة اليقظة الذهنية الكاملة أن نتعلم مراقبة أفكارنا دون التفاعل الفوري معها؛ وهذا ما يحدّ من سيطرتها علينا.

2. افهم الأسباب التي تقف وراءها

من المهم جداً تحليل أسباب مشاعرنا السلبية. غالباً ما تؤثر العوامل الخارجية مثل التوتر أو التعب أو بعض الظروف الخاصة في عواطفنا. إن تحديد هذه المثيرات يساعدنا على فهم أفضل لعواطفنا وتجنب ظلم أنفسنا باللوم والانتقاد.

على سبيل المثال؛ إذا شعرت بالانزعاج بعد يوم طويل، فإن إدراك دور التعب في ظهور هذه العواطف يمكن أن يساعدك على التسامح أكثر مع نفسك.

3. ركّز على حل المشكلة الظرفية

بعد تحديد الأسباب، فإن المرحلة الثالثة تركز على حل المشكلات الظرفية التي تسهم في ظهور مشاعرنا السلبية. يمكن أن يشمل ذلك اتخاذ بعض الإجراءات الملموسة مثل أخذ قسط من الراحة أو الاختلاء بالنفس أو التحدث إلى صديق أو مختص نفسي.

إن التعامل مع العوامل التي تدخل في نطاق سيطرتنا، يساعدنا على تقليل تأثير هذه المثيرات في حالاتنا العاطفية؛ ومن ثم الحد من ميلنا إلى النقد الذاتي.

اقرأ أيضاً: لماذا لا تثق بنفسك؟ وكيف تتجاوز عقبة الشك الذاتي؟

4. أصلح النتائج السلبية

في النهاية، من المهم إصلاح النتائج السلبية لعواطفنا. إذا كانت مشاعرنا قد قادتنا إلى ارتكاب أفعال مؤذية للآخرين، فمن الضروري أن نعتذر، ونوضح الظروف التي أدت إلى هذا السلوك. لا يؤدي هذا الاعتذار إلى المصالحة مع الآخرين فحسب؛ بل إلى التعاطف مع الذات أيضاً.

إن تبني هذه العادات الأربع يمكّننا تدريجياً من تعلم التوقف عن النقد الذاتي بسبب مشاعرنا، وتطوير علاقة صحية مع ذواتنا.