ملخص: تستيقظ صباح يوم السبت وتحضّر وجبة الإفطار، ثم تلقي نظرة خاطفة على المنبه الذي تشير عقاربه إلى الساعة 10:00 صباحاً؛ ما يعني أن أمامك 4 ساعات كاملة يمكنك استغلالها قبل أن يحين الموعد المحدَّد لزيارة طبيبك في الساعة 2:00 ظهراً. ماذا ستفعل خلال هذه المدة؟ هل سبق أن شعرت بأن حركتك مشلولة في أثناء انتظار حدث مهم، حتى إذا كان موعده لن يحين إلا بعد ساعات؟ تُعرَف هذه الظاهرة باسم "وضع الانتظار". تعالوا نتعرف إلى تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع من خلال السطور التالية.
هل سبق أن شعرت بأن حركتك مشلولة في أثناء انتظار حدث مهم، حتى إذا كان موعده لن يحين إلا بعد ساعات؟ تُعرَف هذه الظاهرة باسم "وضع الانتظار" الذي يتم تنشيطه على الفور لدى البعض، فيجد نفسه عاجزاً عن فعل أي شيء آخر بخلاف انتظار الموعد المحدّد للحدث المرتقب. فما هذه الظاهرة؟ تعالوا نتعرف إلى تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع من خلال السطور التالية.
تستيقظ صباح يوم السبت وتحضّر وجبة الإفطار، ثم تلقي نظرة خاطفة على المنبه الذي تشير عقاربه إلى الساعة 10:00 صباحاً؛ ما يعني أن أمامك 4 ساعات كاملة يمكنك استغلالها قبل أن يحين الموعد المحدَّد لزيارة طبيبك في الساعة 2:00 ظهراً. ماذا ستفعل خلال هذه المدة؟ هل ستنخرط في نشاط مثمر مثل ممارسة الرياضة أو أداء المهمات التي كنت تؤجلها منذ الأسبوع الماضي؟ أم على العكس من ذلك، ستشعر بالضياع دون أن تعرف ماذا تفعل بخلاف تصفح مواقع التواصل الاجتماعي على شاشة هاتفك؟ إذا كنت تلجأ إلى الخيار الثاني في أغلب الأحيان، فذلك لأن عقلك ينتقل إلى "وضع الانتظار". فما سبب هذه الظاهرة؟
آلية شديدة الشبه بظاهرة التسويف
لماذا تعمل هذه الآلية؟ إن المدربة المحترفة التي أجرت معها مجلة "مدموزيل" (Madmoizelle) مقابلة شخصية، ديان بالوناد رولو (Diane Ballonad Rolland) ترى أن هذه الآلية مرتبطة بظاهرة "التسويف" التي تصفها بأنها ظاهرة "معقدة للغاية ومتعددة الأوجه". وتوضح قائلة: "هناك الكثير من الأسباب للتسويف، فقد يكون ذلك بسبب الخوف من الفشل، أو الخوف من مظهرنا أمام الآخرين".
وفيما يخص "وضع الانتظار"، فإنه يُعتبَر ظاهرة "مختلفة قليلاً لكنها شديدة الشبه بها". وتوضح ذلك بقولها: "يهيمن الموعد النهائي على الحيز العقلي؛ ما يتسبّب في شل قدرة الإنسان على فعل أي شيء آخر نتيجة انشغال تفكيره بهذا الحدث. قد يُعزى هذا الشلل أيضاً إلى الرغبة في السيطرة والتحكم، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بموقف لا نملك السيطرة على مجرياته؛ حيث ينصب اهتمامنا حينئذٍ على الحدث المرتقب ونجد صعوبة في إبعاده عن تفكيرنا والتركيز على شيء آخر في هذه الأثناء، وكلما زاد حجم التوتر الذي يفرضه الحدث علينا، زادت الطاقة التي نكرسها له، وزاد الوقت الذي سنحتاجه بغية الاستعداد لما ينتظرنا".
وهكذا، فقد يؤدي انتظار موعد مع الطبيب أو موعد رومانسي أو حتى مقابلة عمل، إلى تنشيط وضع الانتظار.
الوعي بهذه الظاهرة للتغلب عليها
إذا وجدت صعوبة في انتظار مواعيد الأحداث المهمة، فهناك طرائق لجعل الأمر أسهل وأكثر متعة، ويُعد الوعي بهذه الظاهرة وإدراكها خطوة ممتازة للتغلب عليها. ولتحقيق هذه الغاية، فإن ديان بالوناد رولو تنصح بما يلي: "يمكننا العمل على المسائل المؤجَّلة، ويمكننا على وجه التحديد وضع مسافة نفسية بيننا وبين الحدث المنتظَر حتى لا نظل عالقين في انتظاره ونضع الأمور في نصابها ولا نمنع أنفسنا من فعل شيء آخر".
وتقول المدربة إن ثمة طريقة أخرى أكثر واقعية من خلال اتخاذ "الإجراء الصحيح". وتوضح قائلة: "يتعلق الأمر كله بمعرفة الوقت المناسب للعمل. ويسمح لك تخصيص فترة زمنية محدَّدة تعرف أنه يمكنك تكريس جهودك خلالها لأداء مهمة معينة، بأن تبعد تفكيرك عن الحدث المنتظَر وتستفيد من الوقت مدركاً أن كل شيء سيُنجز في الوقت المناسب".
ويُعتبَر إعداد جدول مواعيد بمهمات محدَّدة والالتزام بمقرراته التي تحددها بنفسك فكرة جيدة جداً للتخلُّص من ظاهرة "وضع الانتظار".