حين تواجه شركتك إحدى الأزمات الاقتصادية، ستشعر، بصفتك مديراً، بالضغوط من كل اتجاه، وهنا يصبح التوتر رفيق يومك، وذلك لأنك لست مسؤولاً فقط عن اجتياز تلك الأزمة الاقتصادية، بل أنت مسؤول أيضاً عن إدارة معنويات فريقك؛ ففي هذه الأوقات الصعبة لا يكفي أن تكون مديراً جيداً بل تحتاج أن تتحول إلى قائد مرن يعرف جيداً كيف يحافظ على هدوئه ويوجه فريقه بثقة في خضم العاصفة، ويمكن القول إن فن إدارة التوتر في وقت الأزمات الاقتصادية ضرورة من أجل البقاء والازدهار، لهذا استعد حتى تمسك بزمام الأمور، وتتعلم كيف تتعامل مع التوتر بذكاء، وتابع قراءة المقال.
محتويات المقال
7 نصائح فعالة تساعدك على إدارة توتر موظفيك خلال الأزمات الاقتصادية
تعد قيادة الفريق في أوقات الأزمات الاقتصادية من أصعب التحديات التي يواجهها المدير العربي؛ فعندما يكون الاستقرار المالي للمؤسسة في خطر، يزداد عليه الضغط النفسي، ولهذا إذا كنت مديراً داخل شركة تواجه أزمة اقتصادية، جرب النصائح التالية:
1. تواصل بوضوح وتعاطف مع فريق عملك
احرص في أوقات الأزمات الاقتصادية على التواصل مع فريق عملك بوضوح وتعاطف، وتفهم جيداً أن الموظفين قد يحسون بالقلق حيال المستقبل، لذلك كن صادقاً وواضحاً بشأن وضع الشركة والتحديات التي تواجهها، أخبر الموظفين بالمعلومات والأخبار السيئة والجيدة كافة، وامنحهم الفرصة من أجل التعبير عن مخاوفهم، وحاول طمأنتهم، ولا تنس بث روح الأمل من أجل رفع معنويات الفريق.
2. اعترف بمشاعرك
سوف تبدو الحياة اليومية صعبة للغاية في أثناء فترة الأزمات الاقتصادية، ومن الطبيعي أن تحس -أنت وباقي أعضاء الفريق- بالقلق والتوتر والغضب والحزن، وقتذاك تقبل هذه المشاعر، ولكن لا تسمح لها بالسيطرة عليك، وعوضاً عن ذلك حافظ على هدوئك، وذلك حتى تمنع تسارع معدل ضربات القلب، وإفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، حيث إن بقاء جسمك على هذه الحالة من التوتر يهدد صحتك النفسية والجسدية.
3. عزز الإيجابية في بيئة العمل
أحياناً يكون من الصعب الحفاظ على رؤية إيجابية في المواقف الصعبة، لكن هذه الرؤية مهمة للغاية لأنها توقف عملية تدفق الأفكار السلبية وتمنع تغذيتها، لهذا ذكر نفسك دائماً بأن الأمور إذا كانت صعبة الآن فهذا لا يعني أنها ستظل صعبة دائماً، ويمكن القول إن الإيمان بأن الأمور ستتحسن في المستقبل يساعدك على التركيز من أجل المضي قدماً. وإذا كنت في منصب قيادي، تأكد أن تعزيز بيئة عمل إيجابية داعمة يخفف الشعور بالتوتر، ويشجع فريقك على التواصل المنفتح، ويعزز ثقافة التعاون والدعم.
اقرأ أيضاً: الغناء في العمل: أداة غير متوقعة لتقوية الروابط بين الموظفين
4. حول الأوقات الصعبة إلى فرص حقيقية للنمو والتغيير
على الرغم من صعوبة أوقات الأزمات الاقتصادية، فإنها يمكن أن تكون فرصة جيدة للتغيير والنمو، لذلك ما رأيك لو جربت تقييم الوضع الحالي، ثم وضعت خطة استراتيجية مع فريق عملك، وأجريت التغييرات اللازمة؟ على الجانب الآخر جرب بعض استراتيجيات الرعاية الذاتية بصحبة فريقك، مثل المشي معهم حول مبنى الشركة، أو تناول عشاء عمل والتحدث بشأن خطط النمو بعيداً عن أجواء المكتب التي يمكن أن تكون ضاغطة.
5. ركز على التعلم
تمثل الأزمة المالية تغييراً كبيراً وتحدياً يجب التعامل معه، ولكنها قد تكون أيضاً تجربة تعليمية قيمة وثرية، ومحطة على الطريق نحو أوقات مالية أكثر استقراراً ونظرة استراتيجية أدق على المدى الطويل؛ لذلك ضع خطة لتجاوز هذه الأوقات الصعبة، وركز على الدروس التي تحاول الأزمة تعليمك إياها، واحرص على تبني عادات اقتصادية جديدة مع التحلي بنظرة إيجابية تجاه المستقبل.
6. حافظ على وصل الحاضر بالمستقبل
بالإضافة إلى محاولة تجاوز الأزمة الاقتصادية، والحفاظ على نظرة إيجابية، من المهم أن تبقي رؤيتك للمستقبل نصب عينيك، ومن ثم، ركز على وضع أهداف طويلة المدى وقصيرة المدى. على سبيل المثال، يمكنك الاجتماع مع فريق عملك من أجل رسم صورة ذهنية واضحة لما تأمل تحقيقه في المستقبل بعد تجاوز الوضع الراهن.
7. تقبل حالة عدم اليقين
تحمل الأزمات الاقتصادية في طياتها شعوراً قوياً بعدم اليقين، وفي هذا السياق، ينصح استشاري الطب النفسي، عبد الله بن سلطان السبيعي، بضرورة تقبل حالة عدم اليقين، وخاصة أن الحياة كلها مبنية على الاحتمالات، ويضيف السبيعي أن قبول هذه الحقيقة يمكن أن يقلل شعورك بالقلق والتوتر بدرجة كبيرة، ويشرح السبيعي أن القبول لا يعني الاستسلام لكن يعني فهم أن هناك بعض الأشياء خارجة عن نطاق سيطرتك.
ما هو تأثير الأزمات الاقتصادية في أداء الموظفين وصحتهم النفسية؟
أكدت دراسة بحثية نشرتها جامعة كامبريدج أن عواقب الأزمات الاقتصادية، مثل البطالة وزيادة أعباء العمل وانخفاض الأجور، تؤثر تأثيراً سلبياً في الصحة النفسية؛ حيث ترفع معدل الإصابة بالاكتئاب وتزيد خطر الانتحار، علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي الأزمات الاقتصادية إلى:
1. انخفاض تقدير الذات وضعف الثقة بالنفس
تؤدي الأزمات الاقتصادية إلى تقليل ثقتك بنفسك، خاصة إذا كانت تؤثر في قدرتك على الادخار أو دفع الفواتير الخاصة بك، وإذا استمرت الأزمة الاقتصادية في العمل، فقد يداهمك الشعور باليأس وانعدام القيمة، لأنك مهما بذلت من جهد فأنت لا تستطيع الشعور بالأمان المالي جراء الأزمة الاقتصادية.
2. ضعف القدرة على التطور والنمو
حين تواجه شركتك أزمة اقتصادية فسوف يكون تركيزك منصباً بالكامل على الخروج من هذه الأزمة، لذلك ربما تجد نفسك عالقاً في وضع البقاء على قيد الحياة، دون القدرة على التطور أو المخاطرة، أو محاولة الإبداع في العمل، إذ كل ما عليك إنجازه خلال هذه الفترة هو أداء المهام المطلوبة فقط بسبب الخوف من خوض التحديات.
3. الشعور بالخوف وعدم اليقين
تؤدي الأزمات الاقتصادية إلى شعور الموظفين بعدم اليقين، وهو الأمر الذي يؤثر سلباً في معنوياتهم ورفاهيتهم وإنتاجيتهم وولائهم للشركة، إذ قد يشعرون بأن المؤسسة سوف تخفض التكاليف على حسابهم أولاً، وهو ما قد يبدو غير عادل للأفراد المخلصين والمجتهدين الذين يسعون جاهدين لكسب عيشهم.
اقرأ أيضاً: كيف تقود فريقك باقتدار في فترات الأزمات وعدم الاستقرار
4. انعدام الأمان الوظيفي
إذا استمر حدوث الأزمات الاقتصادية في الشركة التي تعمل بها، فقد تحس مع مرور الوقت بانعدام الأمان الوظيفي، وهو الخوف من فقدان وظيفتك، وعدم القدرة على التحكم في استمرارك بالعمل. ويمكن القول إن انعدام الأمان الوظيفي يتجاوز عملك الحالي، إنه الشعور بأنك ربما فقدت السيطرة على مسارك الوظيفي، وغالباً ما يؤدي هذا الشعور إلى تفاقم مشاعر القلق والتوتر، وتدني احترام الذات.
5. انخفاض الإنتاجية
في أثناء أوقات الأزمات الاقتصادية، ومع انتشار حالة عدم اليقين في الشركة، يصبح الموظفون أقل قدرة على التركيز، هذا بالإضافة إلى فقدان الشعور بالحافز. ومع مرور الوقت تضعف معنويات الفريق بالكامل، ويحس الموظف بفقدان الهوية والانتماء، ما يؤثر بالسلب في المكانة الاجتماعية ثم يمتد هذا التأثير للصحة النفسية بسبب الإحساس بالضياع وفقدان الاتجاه.
كيف تعرف أن موظفيك يعانون جراء تعرض شركتك لأزمة اقتصادية؟
إذا كانت شركتك تواجه أزمة اقتصادية فقد يتسلل التوتر إلى موظفيك دون أن تشعر، وذلك قد يظهر في بعض المؤشرات التي يجب الانتباه إليها:
- الشعور بالتشتت ومواجهة صعوبة في التركيز والانتباه.
- التهيج وسرعة الغضب.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات بسهولة.
- صعوبة الالتزام بالمواعيد النهائية للمهام.
- الانخفاض المفاجئ في جودة العمل.
- كثرة الأخطاء في أثناء إنجاز المهام.
- الانسحاب الاجتماعي من أنشطة الفريق، وفقدان التواصل مع الآخرين.
- وجود الكثير من المهام غير المكتملة.
اقرأ أيضاً: 7 خطوات للتغلب على التوتر