ملخص: في معظم الأحيان، تُبعدنا وتيرة الحياة السريعة عن أحبائنا وحتى عن أنفسنا أيضاً؛ إذ يعاني كثيرون حالة من الانفصال عن حيواتهم اليومية وفقداناً لمعنى الوجود. لعيش حياتك برضا وسعادة أكبر تقدم لك مختصة علم نفس أميركية طريقة تسمَّى "تشانغ" (jeong)، فما هي؟
محتويات المقال
في معظم الأحيان، تُبعدنا وتيرة الحياة السريعة والقيود المهنية عن أحبائنا وحتى عن أنفسنا أيضاً؛ إذ يعاني كثيرون حالة من الانفصال عن حيواتهم اليومية وفقداناً لمعنى الوجود. وفي حين أنه ليس من السهل أن نجتمع مع أصدقائنا وأحبائنا حينما ننشغل بالعمل وهموم الحياة، فإننا جميعاً بحاجة إلى التواصل الاجتماعي وتبادل المحبة مع الآخرين، ووفقاً لما أوردته مختصة علم النفس الأميركية من أصل كوري، الأستاذة جيهي تشو (Jihee Cho) في الدورية العلمية سايكولوجي توداي (Psychology Today)؛ يُغفل الناس الكثير من الفرص الطيبة التي تمكّنهم من تعزيز الروابط مع أحبائهم.
ولذلك؛ تنصح باتباع فلسفة تشانغ؛ وهي فلسفة كورية عمرها 2,000 عام يُقال إنها تقوي الروابط وتزيد السعادة. تشانغ هي إحدى أهم القيم الثقافية الكورية ويمكن وصفها بأنها الشعور بالولاء والارتباط العاطفي القوي بالأشخاص والأماكن. تقول الأستاذة تشو: "تنطوي فلسفة تشانغ على مشاعر أعمق من الحب والصداقة، وهي تزداد قوة بمرور الوقت، وتتمحور هذه الفلسفة حول التعاطف وإظهار الضعف والتحلي باللطف والعطاء للنفس والآخرين".
ينتج من ذلك شعور ارتباط عميق بالأشخاص، ويتطور هذا الشعور بصورة أساسية من خلال التجارب المشتركة التي تولد رغبة في حماية الآخر ومساعدته. فيما يلي، 6 نصائح قائمة على فلسفة تشانغ ينبغي اتباعها لعيش حياة أسعد وتنمية روابط شخصية عميقة ومثرية.
أمضِ أوقاتاً طيبة مع أحبائك بانتظام
خصص وقتاً للقاء أحبائك وجهاً لوجه، فهذا يعزز علاقتك بهم ويمنحها عمقاً لا يمكن لأي أسلوب تواصل رقمي منحها إياه. حدد مواعيد أسبوعية أو شهرية للقاء أصدقائك أو أفراد عائلتك، وأعطِ أولوية للوقت الذي تقضيه معهم، سواءٌ أكان ذلك لتناول العشاء، أم التنزه في عطلة نهاية الأسبوع، أم إجراء محادثة صريحة. تقول تشو: "هذا الوقت لا يقدَّر بثمن، فهو يتيح لك التواصل مع الآخرين وإخبارهم عن تجاربك وتبادل الدعم معهم ويخلق شعوراً بالانتماء بينك وبينهم".
ساعد الآخرين وادعمهم
ابحث عن سبل مساعدة الناس، سواءٌ من خلال الجمعيات الخيرية، أو مد يد العون إلى جارك المسن ببساطة، أو الإصغاء إلى صديقك الذي يواجه مشكلة ما دون أن تحكم عليه، أو تقديم المشورة إلى شاب صغير يبحث عن مساره المهني. المهم هو أن تساعد الآخرين بسخاء ودون انتظار مقابل وأن تهتم بهم بصدق.
خُضْ تجارب ذات مغزى
رتب أنشطة جماعية مع الأشخاص الذين تحبهم تترك لديك ولديهم ذكريات طيبة لا تُنسى. مثلاً؛ رتب غداء مع أصدقائك واطلب من كل شخص تحضير طبق ما لتجتمعوا وتتشاركوا وقتاً لطيفاً معاً. يمكنك أيضاً أن تجرب ممارسة رياضة جديدة أو نشاط ثقافي رفقة صديق. تقول مختصة علم النفس: "يسمح لك خوض التجارب مع أحبائك بالتعرف إليهم أكثر ويعزز الروابط بينك وبينهم".
وسع دائرتك الاجتماعية
حاول التعرف إلى أشخاص جدد وتفاعل مع جيرانك وزملائك بألفة أكثر، يمكنك أيضاً الانضمام إلى مجموعة محلية تتوافق مع اهتماماتك.
لا تخف الكشف عن ضعفك
تشير فلسفة تشانغ إلى ضرورة توخي الصدق والانفتاح في التفاعلات الاجتماعية. أفصح عن أفكارك ومشاعرك وتحدث عن تجاربك حتى لو شعرت أنك مكشوف لمن حولك، عندما تتخلص من هذا الخوف، فإنك تخلق فرصاً لفهم نفسك والآخرين فهماً أفضل.
كن حاضراً وأصغِ إلى الآخرين
تؤكد فلسفة تشانغ أهمية التركيز على اللحظة الحاضرة، يمكنك فعل ذلك ببساطة من خلال تجنب المشتتات والإصغاء باهتمام إلى ما يقوله الآخرون. تقول تشو: "في المرة القادمة التي تتناول فيها الغداء مع صديق، لا تكتف بتوجيه أسئلة سطحية له بل قل له: "أود الاطمئنان عن حالك بالفعل"، فكل منا يريد من الآخرين الاستماع إليه والاهتمام بمشاعره. تشانغ هي رابطة لا تقدَّر بثمن تزداد قوتها تدريجياً مع مرور الأيام، وتساعد على التعمق في التفاعلات الإنسانية ومن ثم تعزيز التفاهم المتبادل بين الناس.