إن حب الذات وتقبّلها كما هي، بجميع مميزاتها وعيوبها، لا يعني عدم محاولة تغييرها أو تطويرها؛ ولكنه يجعلنا أقل احتياجاً لشرح أوجه القصور في شخصياتنا، فالأشخاص الذين يتمتعون بحب الذات هم الأقدر على فهم مشاعرهم وما يفكرون فيه وما الذي يحتاجون إليه تحديداً، فيوجهون طاقاتهم وفقاً لمعرفتهم بأنفسهم بدلاً من ما يريده الآخرون. ويؤدي تعزيز تقدير الذات إلى زيادة سعادة المرء وراحة باله، وعلى الرغم من أن تعلّم حب الذات قد لا يكون سهلاً فإن كاتبةً ابتكرت طريقةً تعِد من خلالها بمساعدتك على ذلك بمدة لا تتجاوز 21 يوماً. يمكن للإنسان تعزيز رفاهته وحبه لذاته من خلال عدة طرق بسيطة تزيد ثقته بنفسه ومن ضمنها "طريقة المرآة". ابتكرت هذه الممارسة الأستاذة والمحاضرة في الميتافيزيقيا (علم ما وراء الطبيعة)، لويز هاي (Louise Hay) وأفردت لها كتاباً نُشر في عام 2017 يحمل الاسم ذاته "طريقة المرآة" (La méthode du miroir).
ما هي طريقة المرآة؟
وفقاً للويز هاي؛ تهدف طريقة المرآة إلى تدريبك على حب نفسك وتقبُّلها وتبنّي نظرة أكثر إيجابيةً إلى العالم من حولك في غضون ثلاثة أسابيع فقط، وتشرح الأستاذة هذه الطريقة في كتابها.
خلال الأسبوع الأول تنصحك لويز هاي بأن تنظر إلى المرآة وتقول: "أنا أحبك، أنا أحبك حقاً"، بصوتٍ عالٍ وبأكبر قدر ممكن من الإخلاص؛ كما يمكنك أن تهنئ نفسك على أي خطوات إيجابية اتخذتها خلال اليوم، حتى ولو كانت متناهية الصغر، وفي نهاية الأسبوع الأول ستلاحظ تأثير المرحلة الأولى في تقديرك لذاتك ونظرتك الإيجابية إليها.
ابتداءً من الأسبوع الثاني تنصح المتخصصة بالانتقال إلى مرحلة أعلى وهي البحث عن "الطفل الداخلي" في أثناء النظر إلى المرآة، والهدف هو إدارة الآثار النفسية التي خلّفها الماضي في أنفسنا ثم طمأنة الطفل القابع داخل كل منا.
أخيراً، تتسم المرحلة الثالثة من التمرين بخلق حالة من السلام الداخلي في نفسك، ولتحقيق ذلك تشارك المختصة تفاصيل التدرب أمام المرآة في كتابها "طريقة المرآة".
طريقة المرآة لتحب نفسك وتتحكم في عواطفك
تستند هذه الممارسة إلى مبدأ التفكير الإيجابي الذي يختلف تأثيره من شخص إلى آخر، ووفقاً للويز هاي فإن هذه الطريقة تسمح لك بالتخلص من المشاعر السلبية، ويمكننا تلخيصها بالخطوتين التاليتين:
1. الخطوة الأولى: هنئ نفسك بنجاحاتك مهما كانت متواضعة وبسيطة.
2. الخطوة الثانية: يُمثل الأسبوع الثاني من الممارسة نقطةً فارقة وفقاً للمختصة؛ إذ تخوض خلاله في عواطفك المكبوتة وحالما تتمكن من التعرف إليها سيصبح التحكم فيها خلال حياتك اليومية أسهل.
وتؤكد لويز هاي إن تمرين المرآة طريقة فعالة لتحقيق السلام الداخلي. من جهة أخرى فقد أكد العلم أيضاً نجاعة هذه الممارسة؛ إذ أبدى باحثون يابانيون اهتمامهم بطريقة المرآة، ونشروا نتائج دراستهم حولها بمجلة أكاديمية أوكسفورد (Oxford Academy) في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021؛ حيث أوضحت أن النظر في المرآة ينشط إفراز الدوبامين المعروف بهرمون السعادة.
ختاماً؛ سوف تحبّ ذاتك أكثر إذا كنت تسير بخطىً ثابتة نحو فهم ما تفكر فيه أو تشعر به في أعماقك، ثم تقبُّل كلّ ذلك!