ملخص: نعيش اليوم في عالم متسارع، وعلينا مسابقة الزمن يومياً حتى نشعر بالرضا والإنجاز، ولكن ثمة أثراً جانبياً ربما ينبثق عبر عيش الحياة بهذه الطريقة وهذا الأثر هو ضغوط الحياة، فكيف يمكن التعامل مع تلك الضغوط اليومية؟ الإجابة من خلال هذا المقال.
محتويات المقال
أستيقظ من نومي صباحاً مع موعد ذهاب أطفالي إلى المدرسة ثم أنهمك في مهام عملي اليومية لأعود بعدها مرة أخرى إلى متابعة شؤون البيت ومنها إلى محاولة اللحاق بالمواعيد النهائية للمشروعات المطلوبة، ومع نهاية كل يوم ثمة يقين يترسخ بداخلي مفاده أن الحياة صعبة ومليئة بالضغوط، وفي بعض الأحيان تصبح أصعب من اللازم، وعلى الرغم من ذلك علينا إدراك حقيقة أن الضغوط والتحديات تعد جزءاً طبيعياً من الحياة، فإذا كنت تشعر بأن حياتك صعبة ومليئة بضغوط الحياة إليك طرائق التعامل معها من خلال المقال.
ما ضغوط الحياة؟
ضغوط الحياة هي أي حدث أو تجربة تسبب التوتر والقلق، ويمكن أن تكون بعض الضغوط صغيرة يسهل التعامل معها؛ مثل يوم ضاغط في العمل أو خلاف بسيط مع أحد أفراد أسرته، أو مواجهة بعض المخاوف والتحديات المالية، وفي بعض الأحيان تكون الضغوط كبيرة يصعب تجاوزها بسهولة مثل الطلاق أو فقدان أحد أفراد الأسرة أو الإصابة بمرض شديد.
وفي سياق متصل تُعرف جمعية علم النفس الأميركية (APA) الضغط النفسي بأنه استجابة عاطفية لمحفز خارجي، والحقيقة أن ضغوط الحياة يمكن أن تؤثر سلباً في صحتنا النفسية والجسدية وذلك لأنها تسبب التوتر المزمن غير المعالج الذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بالصداع واضطرابات النوم وارتفاع ضغط الدم وضعف جهاز المناعة.
ويوضح المعالج النفسي أحمد هارون إن استجابات الأفراد لضغوط الحياة تختلف بشكل كبير، وأضاف هارون أن هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في تلك الاستجابة مثل السن والنوع والحالة الاجتماعية والمستوى الاقتصادي، فالنساء على سبيل المثال أكثر عرضة للضغوط من الرجال، ويحذر هارون من أن عدم حل ضغوط الحياة والسيطرة عليها يمكن أن يجعلها تتفاقم وتتحول إلى اضطرابات نفسية.
اقرأ أيضاً: هل إدمان العمل خيار صحي للتأقلم مع ضغوط الحياة؟
علامات تفيد تعرضك للكثير من ضغوط الحياة
مواجهة ضغوط الحياة أمراً لا مفر منه، ولكن التعرض للكثير من تلك الضغوط يمكن أن يؤدي إلى إطلاق هرمونات التوتر مثل النورادرينالين والكورتيزول، وتسبب هذه الهرمونات تغيرات فسيولوجية في الجسم، ما يؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية، وهذه أهم علامات التعرض لضغوط الحياة:
- سرعة دقات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- اضطرابات النوم.
- تغيرات في السلوك بما في ذلك الانسحاب الاجتماعي والعزلة.
- فقدان السيطرة العاطفية.
- الإحساس بالإحباط.
- اضطرابات الجهاز الهضمي.
- آلام الصداع.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- ضيق التنفس.
- فقدان الوزن أو زيادته.
اقرأ أيضاً: 5 نصائح للتخفيف من ضغوط الحياة بعد العطلة الصيفية
تعرف إلى أهم طرائق التعامل مع ضغوط الحياة
إن تجربة الكثير من ضغوط الحياة خلال فترة زمنية قصيرة قد يجعلنا نشعر أن الأمور تخرج عن السيطرة، ويسهم هذا التصور في تدني احترام الذات والشعور بالقلق والاكتئاب، وإليك أهم طرائق التعامل مع ضغوط الحياة:
- تقبل مشاعرك: الهروب من ضغوط الحياة لن يجعلها تختفي، ولهذا عندما تشعر بالتعب والإنهاك، توقف للحظة واسمح لمشاعرك بالظهور، امنح نفسك الوقت الكافي وتعمق في معرفة مصدر تلك الضغوط، ويمكن أن يقودك هذا إلى فهم جذور الضغوط التي تواجهك وبالتالي تأتي بعد ذلك مرحلة التعامل معها.
- كن واقعياً: إذا كنت تشعر بالإرهاق بسبب ضغوط الحياة، فتعلم أولاً قول "لا" وتخلص من كل الأنشطة غير الضرورية، ثم اسأل نفسك إذا كنت تتحمل الكثير من المسؤوليات، وعلى الجانب الآخر كن واقعياً ولا تتوقع الكمال من نفسك أو من الأخرين.
- ضع خطة: يعد وجود خطة جيدة التنظيم طريقة فعالة للتعامل مع ضغوط الحياة اليومية والبقاء على المسار الصحيح؛ لأنك عندما تفهم مهامك وأهدافك ومسؤولياتك بوضوح، ستقل حدة تلك الضغوط وستصبح قادراً على إكمال مهامك اليومية، ما يمنحك شعوراً بالإنجاز والرضا وإحساساً بالسيطرة على أمور حياتك.
- ضع روتيناً يومياً وحاول الالتزام به: يمكن أن يقلل الروتين اليومي بشكل كبير من شعورك بضغوط الحياة؛ حيث تؤدي المشاركة المستمرة في أنشطة مثل الطهي أو ممارسة الرياضة أو كتابة اليوميات إلى تخفيف العبء النفسي، وعندما نتمكن من تحديد الأولويات وتخصيص الوقت لإنجاز المهام المهمة والأنشطة الإيجابية، سشعر بمزيد من السيطرة، ووقتها يمكننا الاستمتاع بزيادة الإنتاجية دون الشعور بالإرهاق.
- حاول تفكيك الضغوط التي تواجهك: اتخذ خطوة حتى لو كانت صغيرة جداً صوب تفكيك الضغوط التي تواجهك، يمكنك كتابة قائمة بكل الأفكار التي تدور في ذهنك حول تلك الضغوط، بعد ذلك صنفها جيداً، وحاول تقسيمها إلى مشكلات أصغر يسهل التعامل معها، المهم أن تتخذ أي إجراء بدلاً من انتظار حدوث شيئاً ما، وهذا الأمر سيساعدك جداً على التحسن.
- تعاطف مع ذاتك: ممارسة التعاطف مع الذات هو أسلوب من أساليب الرعاية الذاتية التي تتضمن معاملة أنفسنا بلطف وتفهم وقبول، خاصة في الأوقات التي نواجه فيها ضغوطاً كبرى، ويعني التعاطف مع الذات؛ الاعتراف بعيوبنا والتحديات والصعاب التي تواجهنا دون نقد ذاتي قاس، ومن خلال تعاطفك مع نفسك يمكنك قبول ذاتك وتعزيز شعورك بقوتك الداخلية.
- مارس الامتنان يومياً: نعيش حالياً في عالم شديد السرعة حيث يبدو أن كل يوم مليء بالتحديات التي تلقيها الحياة في طريقنا؛ فبعد أن نستيقظ صباحاً نبدأ على الفور في التفكير بالمهام اليومية، ولكن هذا السباق اليومي المحموم لإنجاز كل شيء يسبب في بعض الأحيان ضغوطاً نفسية هائلة، ولذلك حاول أن تلتقط أنفاسك، وقبل أن تفتح بريدك الإلكتروني من أجل الاطلاع على رسائل العمل، أحضر أجندة صغيرة واكتب ثلاثة أشياء تجعلك تشعر بالامتنان، بالطبع هذا ليس حلاً سحرياً للضغوط التي تواجهك ولكنه سوف يساعدك على تنمية الشعور بالإيجابية حتى في ظل أوقاتك الصعبة.
- كن مرناً: إن المرونة هي ما يمنح الناس القوة النفسية للتعامل مع ضغوط الحياة وصعابها، والحقيقة أن الأشخاص المرنين لا يرون الحياة من خلال عدسات وردية اللون؛ إنهم يفهمون أن الضغوط تحدث وأن الحياة في بعض الأحيان تكون صعبة ومؤلمة، كما أنهم يعانون المشاعر السلبية لكن نظرتهم إلى الأمور تسمح لهم بالتعافي والتغلب على هذه المشاعر.
- أعد صياغة أفكارك: لا تركز على التفكير في الأمور التي لا يمكن تغييرها، ولا تحاول إلقاء اللوم على الآخرين، وبدلاً من النظر إلى ضغوط الحياة التي تواجهك على أنها غير قابلة للحل ولا يمكن التغلب عليها، أعد صياغة هذه الأفكار وابحث عن طرق مختلفة لإجراء التغييرات التي يمكن أن تساعدك.
- تناول الطعام الصحي: يفرز الجهاز العصبي المركزي عند مواجهة ضغوط الحياة هرموني الأدرينالين والكورتيزول، ويؤدي إطلاق هرمون الكورتيزول أثناء الشعور بالإجهاد والتوتر إلى الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالسكر، ومع مرور الوقت يساعد ارتفاع الكورتيزول مع ارتفاع استهلاك السكر على ترسب الدهون حول أعضائنا الداخلية، وهي الدهون الحشوية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ولذلك في أوقات التوتر والضغط النفسي حاول قدر الإمكان الالتزام بتناول الأطعمة الصحية وابتعد عن السكر لأنه لن يحل مشكلتك بل سيؤدي إلى تفاقهما.
- احصل على قسط كافي من النوم: يؤثر التوتر أثناء النهار على جودة نومك بالليل، كما أن جودة نومك ليلاً تؤثر أيضاً على تركيزك وحالتك المزاجية نهاراً، إنها دورة ذاتية التكرار، ولهذا حاول أن يكون لديك روتين ثابت ومريح للنوم، ضع هاتفك جانباً منعاً للضوء الأزرق لأنه يثبط هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النعاس، وخُذ حماماً دافئاً، ولا تتناول الكافيين في وقت متأخر من النهار حتى لا تشعر بالأرق.