هل ضعف الشخصية سمة فردية أم اضطراب نفسي؟ وكيف تتخلص منه؟

3 دقيقة
ضعف الشخصية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: ضعف الشخصية سمة فردية وليس اضطراباً نفسياً؛ لكنه يؤثر سلباً في حياة الفرد، وقد يكون مؤشراً إلى الإصابة ببعض اضطرابات الشخصية؛ مثل اضطراب الشخصية التجنبية، واضطراب الشخصية التابعة. وغالباً ما يتسم الفرد الضعيف الشخصية بالخجل والتردد والخوف من الفشل والانتقاد؛ ما يمنعه من البوح بما يجول في خاطره أو اتخاذ القرارات. ومن أهم أسباب ضعف الشخصية عدم تقدير الإنجازات، والتأثّر بموروثات تربوية منذ الصغر، والحاجة المستمرة إلى الآخرين للشعور بالأمان والنجاح، وتهويل العيوب الشخصية، والنظرة الدونية إلى النفس، وممارسة سلوكيات التجنّب. وتوجد عدة خطوات للتغلّب على هذه السمة السلبية؛ أهمها تعزيز الثقة في النفس عن طريق تحديد نقاط القوة والقدرات التي يتمتع بها الشخص، والتركيز عليها، إلى جانب التسلح بالعلم للحد من التأثر بالانتقادات والشعور بالضعف، والاحتفال بالإنجازات والافتخار بها لزيادة قوة الشخصية، والعمل دوماً على مواجهة المخاوف تدريجياً.

يُشار إلى ضعف الشخصية على أنه نقص في القدرة على التعبير عن القناعات الشخصية. بعبارة أخرى: الشخص الذي ينوي فعل شيء محدد ولا ينفذه يعد ضعيف الشخصية؛ أي أن ضعف الشخصية يمثل الفشل في تنفيذ قناعاته الأخلاقية والانصياع إلى رغبات الآخرين وطلباتهم. غالباً ما ترتبط هذه الشخصية بنقص الثقة بالنفس والخجل والانطواء وعدم الحزم، ويمكن أن تعوق هذه الصفة النمو الذاتي وتطور العلاقات.

لكن ماذا لو أخبرتك بأن قوة الشخصية التي تعجب بها في الآخرين تكمن بداخلك وتنتظر أن تستيقظ؟ في الواقع، ثمة بعض الخطوات التي يمكنك باتباعها التخلص من الشخصية الضعيفة.

هل ضعف الشخصية سمة فردية أم اضطراب نفسية؟

تعد الشخصية الضعيفة سمة شخصية وليست اضطراباً، فهي تصف الفرد الذي يتأثر بسهولة بالآخرين، ويواجه صعوبة في اتخاذ القرارات، وغالباً ما يشعر بالخجل وعدم الارتياح في المواقف الاجتماعية. عموماً، يميل الأشخاص الذين يعانون هذه السمة إلى أن يكونوا شديدي الوعي الذاتي، ولديهم احترام ذاتي منخفض، وغالباً ما يكونون مترددين ومطيعين وخجولين يخافون النقد والفشل.

وفقاً للمختص النفسي، خالد السعدي؛ يواجه ضعيف الشخصية صعوبة في تأكيد الذات؛ أي أنه قد يرغب بقول "نعم" لكنه لا يستطيع، أو يقول "لا" للشيء الذي يريده، أو يمتنع عن طلب ما يرغب به.

ومع ذلك، تُمكن رؤية سمات الشخصية الضعيفة هذه في بعض اضطرابات الشخصية المختلفة، فتعدّ مؤشراً إلى الإصابة بها. ومن هذه الإضطرابات التي أشارت إليها المختصة النفسية، تركية الشهراني:

  • اضطراب الشخصية التجنبية: يشعر المصاب به بالخجل الشديد وعدم الكفاءة والحساسية للرفض.
  • اضطراب الشخصية التابعة: يتميز بالحاجة الدائمة والمفرطة إلى الرعاية والشعور بالطمأنينة المستمرة، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات؛ ما يؤدي إلى سلوك خاضع خوفاً من الانفصال.

اقرأ أيضاً: 5 مفاتيح للتوقف عن تدمير الذات

ما هي أسباب ضعف الشخصية؟

يمكن أن تُعزى أسباب ضعف الشخصية إلى:

أسباب داخلية تتعلق بالفرد، تشمل:

  • مقارنة الشخص بغيره باستمرار.
  • عدم تقدير الإنجازات.
  • تجاهل جوانب القوة في الشخصية.
  • الحديث السلبي مع النفس.
  • تهويل العيوب الشخصية.
  • الاستسلام للأفكار السلبية.
  • الاعتقاد الجازم أنه لن يكون بخير أو بأمان أو بنجاح إلا بالاعتماد على إنسان بعينه أو جهة بعينها.
  • الإصابة باضطراب الشخصية؛ مثل اضطراب الشخصية الاعتمادية أو التجنبية.

أسباب خارجية تتعلق ببيئة الفرد؛ وتضم:

  • نوع تعامل الوالدين؛ كما في الحماية الزائدة، أو التعنيف أو الإهمال أو التسلًط.
  • الأصدقاء السلبيون والمحبطون.
  • التعرض إلى أحداث صادمة وتعميم أثرها على سائر المواقف.
  • التعرّض إلى التنمر.
  • الموروثات الاربوية منذ الصغر الاي حُفِرَت في أذهان الصغار مثل "لا بد أن أكون طويلاً لأكون ذا شخصية قوية" أو " لا بد أن أكون عبقرياً لأتميز" أو "لا بد أن أكون صاحب نكتة ليحبني الناس".

اقرأ أيضاً: 6 صفات و24 نقطة تدلّ على قوة الشخصية

4 نصائح للتخلص من ضعف الشخصية

وضح استشاري العلاقات الأسرية، جاسم المطوع، إن ضعف الشخصية أو قوتها مهارة اجتماعية، ولا سبب وراثي لها؛ أي أنه يمكن التخلّص من ضعف الشخصية واكتساب مهارة الشخصية القوية بالتعلم وتنمية الذات، وذلك باتباع الخطوات التالية:

1. عزز ثقتك في نفسك

لتزيد ثقتك بنفسك، عليك تحديد نقاط القوة التي تتمتع بها وتركز عليها أكثر وتدعمها بما يساعدك على رؤية ذاتك بصورة أخرى. على سبيل المثال؛ إن كانت لديك نقطة قوة في مجال العلاقات الاجتماعية؛ أي أنك اجتماعي تحظى بصحبة العديد من الأصدقاء وتحب الناس مجالستك، فإن هذه ميزة قد لا يمتلكها فرد آخر يتمتع بتحصيل دراسي عالٍ لكن جانبه الاجتماعي ضعيف؛ كما أن زميلك الذي يمتلك بنية قوية ويتميز عنك في مواهبه الرياضية، قد يكون أفضل منك في هذا الجانب؛ لكن ذلك لا يلغي ميزتك الأساسية. إن إدراكك لما تمتلكه ثم محاولة تقويته، يعزز من ثقتك في نفسك.

اقرأ أيضاً: لماذا لا تثق بنفسك؟ وكيف تتجاوز عقبة الشك الذاتي؟

2. تسلّح بالعلم

"المعرفة قوة"، وبها بُنيت الأمم والحضارات المتقدمة، فعندما يتسلح الفرد بالعلم، سواء كان هذا العلم علماً تخصصياً أو علم ثقافة عامة، فإنه لا يتأثر بأي انتقاد ولا يشعر بالضعف، علاوة على أن ثقته بنفسه تصبح أكبر، فتزداد قوة شخصيته.

3. احتفل بإنجازاتك

أياً كان نوع الإنجاز الذي حققته؛ سواء كان رياضياً أو علمياً أو مهنياً، ومهما كان حجمه، احتفل به وهنئ نفسك على تحقيقه؛ بل حتى كافئ نفسك بهدية لتعبر لذاتك عن إعجابك بها وتراها بعين التميز؛ ما يعزز ثقتك بها. يمكن تشبيه ذلك بمن يؤطر شهاداته ويعلقها أو يزين غرفته بميدالياته وصور لأهم المحافل التي شارك بها، ليذكر نفسه بما حققه من إنجازات ويفتخر بها، فتزداد قوة شخصيته.

اقرأ أيضاً: "ما حك جلدك مثل ظفرك": كيف تدعم نفسك وتشجعها؟

4. واجه مخاوفك

يعاني ضعيف الشخصية مخاوف تقلّل ثقته بنفسه، وهي نقاط ضعف تعوق تقدمه ونجاحه وتزيد ضعف شخصيته. لكسر هذه الحلقة، والتخلّص من نقاط الضعف هذه، واجه تلك المخاوف. على سبيل المثال؛ إذا كنت تخاف ركوب الطائرة، عليك فعل ذلك في رحلة قصيرة بما يسمح لك بمواجهة المخاوف وتهدئة نفسك، ثم كرر تلك المواجهة حتى تتخطى حاجز الخوف والقلق.