ملخص: الأشخاص الأقوياء ذهنياً، هم أولئك الذين حققوا إنجازات كبيرة في ظروف صعبة، لكن من النادر أن نتحدث عما نتمتع به من قوة ذهنية ربما لأننا نفتقر إلى الثقة بالنفس ونركز على عيوبنا أو لا نرى أن لنجاحاتنا قيمة كبيرة.
محتويات المقال
تتجلى قوتك الذهنية في أوجه عدة ويمكنك ملاحظتها إذا أوليتها انتباهاً كافياً. لمساعدتك على ذلك، يوضح لك أستاذ علم النفس ستيفين هيز (Steven C. Hayes) أهم 4 سمات تميز الأشخاص الأقوياء ذهنياً، وبحسب رأيه، ينبغي ألا تعتبر هذه السمات معياراً للتقييم، بل فرصة للتنمية الشخصية.
1. الانفتاح على الفرص الجديدة
لا يعيش أصحاب القوة الذهنية حياتهم بطريقة واحدة فلا يقيدون أنفسهم بمفاهيم مسبقة حول كيف عليهم أن يفكروا أو يشعروا أو يكونوا أو حول اهتماماتهم.
كما لا يتبعون قواعد ذاتية صارمة بل هم منفتحون ويتمتعون بحرية اختيار أكبر ولذلك فهم سباقون إلى اكتشاف الفرص الجديدة. قد يكون لديهم أفكار مختلفة في في الوقت نفسه ولا يطيعون الفكرة التي تبدو بديهية، فيبقون عندما يطلب منهم عقلهم الرحيل أو يتخلون عندما يطلب منهم عقلهم التمسك. ومن ثم فإنهم يخوضون مجموعة واسعة من التجارب سواء كانت سارّة أو لا.
2. القدرة على اختيار الفرص الملائمة
إضافة إلى انفتاحهم على الفرص الجديدة، يتمتع أصحاب القوة الذهنية بقدرة أكبر على اختيار الملائمة منها، وفي حين قد يبدو الأمر بسيطاً، فإن هذه السمة تتضمن في الواقع عدة مهارات ثانوية أولها قدرتك على معرفة الأهداف والقيم العميقة ويتطلب منك ذلك اتباع اتجاه واضح يمكنك من خلاله تحديد الفرصة الملائمة.
يتطلب الأمر أيضاً مستوى معيناً من الوعي الذاتي، لتعرف إذا كنت تقترب من أهدافك بالفعل أو تتوهم ذلك. ومن ثم، من الضروري أن تستعين بآراء شخص تثق به سواء كان فرداً من العائلة أو صديقاً أو مختصاً في الصحة النفسية.
3. القدرة على تبني عادات إيجابية
إذا سبق لك أن قرأت مقالات حول التنمية الشخصية، فأنت غالباً تعرف الباقي، ربما سمعت هذه الكلام كثيراً ولكنه واقع: ليس الحصول على القوة الذهنية مصادفة، عليك أن ترغب في ذلك، ومن ثم ينبغي أن تقرب نفسك باستمرار من أهدافك التي حددتها.
نؤكد هنا أهمية الاستمرارية لأن الخطوات العرضية من النادر أن تحدث تأثيراً دائماً، فمن خلال تحويل الخطوات الناجحة إلى عادات حقيقية، ستكتسب الزخم الذي تحتاج إليه لتحسين قوتك الذهنية وحياتك عموماً. جدير بالذكر أن ما يهم ليس النتيجة النهائية بل المواظبة على العادات الإيجابية.
4. القدرة على التكيف مع الظروف
أخيراً يتسم أصحاب القوة الذهنية بأنهم يتكيفون بسهولة مع الظروف، فلا ينتظرون تحسنها لبدء العمل ولا يصرون على استخدام الأسلوب ذاته متجاهلين آراء الآخرين، إذ يقدرون بدقة المتطلبات التي يفرضها الظرف وقدراتهم الخاصة، ثم يعدلون أفعالهم وتوقعاتهم وفقاً لذلك. وبهذه الطريقة، يتمكنون من الحفاظ على قابلية أهدافهم للتحقق، مع مراعاة الظروف الداخلية والخارجية الحالية.
من جهة أخرى، يدرك أصحاب القوة الذهنية أن القرار الحكيم في سياق ما قد يكون كارثيا في سياق آخر، والعكس صحيح، وأنه من النادر أن تكون هنالك إجابات سهلة ومحددة فالإجابة الصحيحة تعتمد دائماً على الظروف.