ملخص: في مجتمعاتنا المعاصرة غالباً ما يكون التعبير عن العواطف اختباراً صعباً بالنسبة إلى الأفراد بسبب الكثير من الصور النمطية والأفكار الجاهزة. وغالباً ما تكون هذه الصور والأفكار خاطئة وتحرمنا من الفهم السليم لعواطفنا وفوائدها وأبعادها. لهذا نشرت عالمة النفس الأميركية هيلاري جاكوبز هندل 5 حقائق عن العواطف لتصحيح هذه المغالطات. إليك التفاصيل.
محتويات المقال
يمثّل التعبير عن المشاعر والعواطف علامة ضعف في مجتمعاتنا المعاصرة. على الرغم من تنامي النقاش حول مواضيع مثل الحساسية النفسية المفرطة فإن عالم العواطف يظلّ لغزاً محيّراً بالنسبة إلى الكثيرين منّا، ويدفعهم إلى التساؤل باستمرار: كيف يمكننا تحسين فهمنا لهذه العواطف وإدارتها؟ ولماذا نتصرّف بهذه الطريقة أو تلك؟ وهل من الخطأ الشعور بعواطف معينة؟ إنها أسئلة ترافقنا طوال حيواتنا مند الطفولة حتّى مرحلة الرشد.
عانت عالمة النفس والمعالجة الأميركية هيلاري جاكوبز هندل (Hilary Jacobs Hendel) القلق خلال مراهقتها. وقد كشفت في مقال نشره موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) 5 حقائق أساسية في نظرها تتعلق بالعواطف التي تمنّت لو أن والديها علمّوها التعبير عنها في الصّغر. وفقاً لهندل فقد فشل المجتمع المعاصر والآباء في تمكين أبنائهم وبناتهم من الأدوات الضرورية للتمتّع بصحّة عاطفية جيدة. إليك إذاً الحقائق التي يجب عليك معرفتها للتمكّن من إدارة عواطفك جيداً في حياتك اليومية.
الحقيقة الأول: التعبير عن العواطف لا يعني الضعف
العواطف مكوّن أساسي من مكوّنات الكائن البشري. نحن جميعاً؛ رجالًا ونساءً؛ مبرمجون على الشعور بالغضب والخوف والاشمئزاز والفرح والإثارة والإثارة الجنسية. هذا ما تسمّيه المحلّلة النفسية هيلاري هندل "العواطف الأساسية". تقول هندل: "عندما نتعرّض إلى الانتقادات أو الهجر أو الخجل بسبب هذه العواطف، التي تمثّل نواتنا العاطفية المركزية فإننا نشعر بالقلق المزمن أو تظهر علينا بعض علامات الاكتئاب".
الحقيقة الثانية: عواطفنا تساعدنا على استشعار الحياة
تتميّز الأفكار بسطحيتها بينما تمثل العواطف تعبيراً عن حياتنا النفسية العميقة، فهي التي تُنوّع تجاربنا في الحياة وتجعلنا نشعر بحضور وحيوية كاملين. وفقاً لعالمة النفس تمثّل العواطف أساساً "تجارب محفّزة".
الحقيقة الثالثة: العواطف محركات قوية تحفّزنا على الفعل
تمثل العواطف استجابة إلى غرائز البقاء الطبيعية التي تميّز الكائنات الحيّة. بفضل هذه الغرائز يتفاعل الجسم بسرعة مع الخطر أو اللذة. على سبيل المثال يحمينا شعور التقزّز من خلال ردّ الفعل المتمثّل في القيء من التسمّم الغذائي. كما يدفعنا الشعور بالخوف إلى الفرار عندما نتعرض إلى بالخطر. ويدفعنا الغضب إلى التفاعل مع الهجوم والردّ عليه. هذا يعني أن عواطفنا هي الدوافع التي تمكّننا من اختبار العالم الذي نعيش فيه وعلاقاتنا الإنسانية.
الحقيقة الرابعة: المجتمع يدفعنا إلى تجاهل مشاعرنا وعواطفنا
تحذّرنا هندل من توجّه المجتمعات المعاصرة الذي "يدفعنا إلى تجاهل عواطفنا وإلغائها وكبتها، وهو أمر مضرّ للغاية بصحتنا النفسية" وفقاً لما أوضحته. إذا كبَتنا عواطفنا واستخدمنا عقولنا فقط فإننا سنحرم أنفسنا من طاقتنا الحيوية الضرورية لرفاهيتنا وسعادتنا.
إن السبب الأساسي لاضطرابات الشخصية مثل القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة وأمراض أخرى مثل الاكتئاب هو العواطف المكبوتة. تلجأ عقولنا وأجسامنا إلى حيل مختلفة لإخفاء العواطف وكبتها لا سيّما تلك التي تصعب علينا إداراتها. إنها آلية لا شعورية يلجأ إليها الأشخاص الذين تعرّضوا إلى الاعتداء الجنسي خلال الطفولة على سبيل المثال. مع ذلك فإن المعاناة الناجمة عن هذه الصدمات تظلّ حاضرة في اللاوعي وتَنتج عنها آلام جسدية مزمنة أو اضطرابات في الشخصية.
الحقيقة الخامسة: العواطف عنصر مساعد على التمتّع بحياة أفضل
قد تكون العواطف أحياناً مصدر معاناة كبيرة وقد نجد صعوبة في إدارتها أو نعجز عن التصرّف المناسب تّجاهها. لكنّها تمثل أيضاً عنصراً ثميناً مساعداً لنا على الحياة. بدلاً من محاولة إخفائها أو طمسها من خلال أشكال الإدمان المختلفة علينا أن نتعلّم الاعتراف بها وتأكيدها. فهذه العواطف تبرز للتعبير عن رسائل تتعلّق بذواتنا.
على سبيل المثال عندما نشعر بأن أحدهم "يستغلّنا أو يعتدي على حدودنا" يظهر غضبنا لينبّهنا إلى أن الوقت قد حان لفرض الذات ومعرفة احتياجاتها. كما أن القلق مثلاً يخفي في الغالب عاطفة أو أكثر من عواطفنا الأساسية التي ننكرها أو نديرها على نحو سيّئ أو نتجاهل إدارتها تماماً. لهذا السبب من المهم جدّاً لصحتنا النفسية أن نتعلم كيفية إدارة عواطفنا والتعايش معها بهدوء من أجل حياة صحّية ومُرضية.