7 سلوكات يستخدمها الشخص الأناني للتلاعب بالآخرين

4 دقائق
التلاعب بالآخرين
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)

ملخص: من المعروف أن الشخصية النرجسية تتمتع بقدرات هائلة على التلاعب بالآخرين إما باستغلالهم وإما باحتقارهم وإما بالسيطرة عليهم؛ لكنها تعبّر عن ذلك بتقمص أدوار متنوعة في الحياة اليومية يتطابق كل دور منها مع الغايات وراءه، وإليك في هذا المقال 7 أدوار يتقمصها المنحرف النرجسي للتلاعب بمَن حوله.

يتقن المنحرفون النرجسيون فن استغلال مَن حولهم من أجل الحصول على ما يريدونه، ويعرّفك هذا المقال إلى 7 أدوار يتقمصونها ابتغاءَ ذلك.

اضطراب الشخصية النرجسية

يطور الأشخاص الذين يعانون اضطراب الشخصية النرجسية نوعاً من إدمان السيطرة النفسية على الآخرين، ويظهر ذلك من خلال ما يشبه تقمص الأدوار المؤذي الذي يقوم به النرجسي ليفرض معاملَته معاملةً خاصة كي يشعر بالأهمية في نظر المقربين منه ويثبت ذاته باستمرار حتى يشعر بالراحة النفسية.

هذه الحاجة الشديدة إلى "التعظيم" تفسر إلى حد كبير غرور الشخص النرجسي وأنانيته، ورغبته الدائمة في تلبية احتياجاته أولاً وقبل الآخرين.

ويلجأ النرجسيون إلى تلبية احتياجاتهم الدائمة والخبيثة من خلال خلق مواقف في الحياة اليومية يمكنهم أن يحظَوا من خلالها بالاهتمام ويشعروا أنهم المسيطرون؛ ولهذا يستهدف هؤلاء ضحايا من الأشخاص المتأثرين بجاذبيتهم ومن الأشخاص السُّذَّج والضعفاء الذين يسهل التلاعب بهم.

كما يرغب المنحرفون النرجسيون باستمرار في أن يتملقهم الآخرون، سواء في حياتهم الخاصة أو المهنية، ويتعلقون كثيراً بهذه "المعاملة الخاصة" لأنها تمكّنهم من تعويض الفراغ الداخلي الهائل الذي يشعرون به وتعويض ضعف تقديرهم لذواتهم.

وحدّد الأستاذ في جامعة ستانفورد، بريستون ني (Preston Ni) 7 أدوار يتقمصها المنحرف النرجسي للتلاعب بالآخرين؛ وذلك من أجل المساعدة على الوقاية من هذه السلوكات السامة.

كيف يتلاعب المنحرف النرجسي بضحاياه؟

وفقاً لمجلة المكتبة الوطنية للطب (National Library of Medicine)؛ فإن اضطراب الشخصية النرجسية: "اضطراب نفسي يشعر فيه الإنسان بمشاعر غير متناسبة مع مكانته الحقيقية وحاجة بالغة إلى نيل إعجاب الآخرين". ومع أن الأشخاص غير النرجسيين يمكنهم أحياناً التصرف وفقاً للسلوكات الموضحة أدناه، فإن المصاب باضطراب الشخصية النرجسي المزمن هو الذي يتبنى بانتظام أحد هذه السلوكات أو أكثر لتحقيق الرضا.

يوضح الأستاذ ني ذلك قائلاً: "يعتقد المنحرف النرجسي أنه شخص متفوق على الآخرين، ولا يعير اهتماماً لمشاعرهم، ووراء قناع الثقة الزائدة هذا يختفي تقدير ضعيف للذات، وحساسية تجاه أبسط انتقاد".

1. النرجسي الذي يعرف كل شيء

يقدم هذا النوع من الشخصيات النرجسية نفسه خبيراً وذا سلطة معرفية سواء في البيت أو العمل، فيعمل باستمرار على تصحيح وجهات نظر الآخرين أو تبيان خطئها أو التقليل من شأنها. ويحمل الأشخاص النرجسيون دائماً نظريات عظيمة يدافعون عنها هنا وهناك مع استمتاع ماكر بمقاطعة الآخرين من أجل التحدث.

ويظهر ذلك خاصةً من خلال السلوك السام التالي: حتّى عندما لا يصحح الأشخاص النرجسيون وجهات نظر الآخرين أو ينتقدونها، فإنهم يتصنعون الإصغاء لوقت وجيز ثم يعودون مباشرة إلى ما كانوا يقولونه؛ وكأن كلام الآخر لا أهمية له!

2. النرجسي المسيطر

يستمد النرجسي شعوره بالأهمية من خلال التحكم بالآخرين وإخضاعهم، ويحرص على أن يقرّب منه أشخاصاً تسهل السيطرة عليهم، ويسمحون له بإصدار الأحكام وممارسة الانتقاد بانتظام. ويمكن أن تكون السيطرة التي يمارسها الشخص النرجسي مهنية إذا كان من أرباب العمل، أو تظهر في حياته اليومية عندما يكون زوجاً أو أباً أو أماً.

وثمة نوعية أخرى من هذه الشخصيات النرجسية هي شخصية "المسيطر المنقذ" الذي يغذي أنانيته "بإنقاذ" الآخرين أو إصلاح المواقف، ويقدم نفسه باعتباره شخصاً "لا يمكن الاستغناء عنه"، ويُعرف هذا النوع من الشخصيات بأقوال من قبيل: "مرة أخرى أنقذتُ الموقف، لا قيمة لكم من دوني"!

3. النرجسي المغرم بنفسه

قد يختار الأشخاص النرجسيون، عَمداً، أنشطة مهنية حيث يمكن أن يُعجب بهم الآخرون أو يخافوهم، وتمثل هذه الأنشطة مواقع سلطة تمكّن النرجسيين من الظهور بمظهر السند الاجتماعي، وهامش مناورة للتأثير في مَن حولهم. ومن الضروري بالنسبة إليهم أن يكون تفوقهم وأهميتهم وتميّزهم أمراً ملموساً (وليس مجرد شعور).

4. النرجسي الذي ينتهك القواعد

يمثل الحصول على ما يريدونه دون أي اعتبار للآخرين أحد السمات الأساسية في شخصيات النرجسيين، فيوظفون جاذبيتهم وقدراتهم الإقناعية من أجل الضغط على الآخرين والفوز في صراعاتهم. يوضح الأستاذ ني ذلك: "يحب بعض النرجسين التلاعب بالآخرين لدفعهم إلى التنازل عن القواعد التي يفرضها؛ حيث يستمد النرجسي من ذلك شعوراً بالمتعة والرضا عن الذات الذي يغذي الأنا الكامنة في نفسه". ويخضع الأشخاص الضعفاء من حوله إلى طلباته غير المعقولة والخبيثة لأنهم ينظرون إليه مثل "منتصر" تجب عليهم طاعته، علماً أن الشخص النرجسي لا يعزز صِلات فعلية بالآخرين بل يستغلهم فقط.

5. النرجسي المفرط في الأنانية

تتفاخر هذه النوعية من الشخصيات النرجسية باستمرار بموقعها الاجتماعي ومنجزاتها المزعومة وعظمة أفعالها وحياتها دون تردد في الظهور وتصدر الواجهة بتواضع مصطنع؛ وهكذا تسعى هذه الشخصية إلى الحصول على الثناء والتقدير والاهتمام، ليس من المقربين فقط بل من المجتمع أيضاً؛ كما ترغب في أن يحسدها الآخرون على نمط حياتها من أجل تعويض نقص التقدير الذاتي الذي تشعر به.

6. الفظّ الذي يصعب إرضاؤه

يتبنى هذا النرجسي باستمرار سلوكاً فظاً عن عمد تجاه الآخرين، فيرفض التعاون ويبحث عن الصراع معهم. كما يعتقد أن خوف الآخرين منه وكراهيتهم له، يمثلان شكلاً من أشكال السيطرة عليهم، ويفضّل أن يكون فظاً في تعامله معهم بدلاً من أن يراهم غير مبالين به.

ويفسر الأستاذ ني ذلك قائلاً: "يؤكد الطبع القاسي الذي يتعامل به النرجسي مع الآخرين كرهه لنفسه على الرغم من أنه قد لا يعي ذلك، ويعزز ذلك اعتقاده أنه لا يستحق حب الآخرين وتقبلهم له، وأنه لا يتمتع بالصفات المطلوبة من أجل بناء علاقات سليمة وإيجابية".

7. النرجسي بالوكالة

وأخيراً، هناك النرجسيون الذين يعيشون على حساب الآخرين من أجل تلميع صورهم المشوهة، أو يحاولون تحقيق أحلامهم ونزواتهم باستغلال من حولهم، وخاصة أطفالهم. يقول بريستون ني: "في هذه الحالة يظهر اضطراب الشخصية النرجسية في شعور النجاح والرضا الذي يحس به النرجسي باستغلال الآخرين".

هذه إذاً هي الأدوار الـ 7 التي يتقمصها المنحرفون النرجسيون للتلاعب بمَن حولهم والمقربين منهم لإرضاء حاجتهم الملحّة والمرضية إلى الشعور بالتفوق على الآخرين، وعندما يسهل التعرّف إليهم فإن ذلك يساعد ضحاياهم على التحرّر من العلاقات المؤذية والسّامة التي تربطهم بهم.