هل نصبح أكثر حكمة مع تقدمنا في السن؟ دراسة حديثة تكشف نتائج مثيرة

1 دقيقة
الحكمة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: تقترن الحكمة في أذهاننا بالتقدم في السن، لكن ألا يمكننا اكتسابها في الصغر؟ وهل التقدم في السن يكسبنا إياها بالضرورة؟

تعرف إلى النماذج المعرفية للحكمة

تصف النماذج المعرفية للحكمة التفكير الحكيم بأنه الوعي بعدم اليقين وبعدم القدرة على التنبؤ وبحدود معرفة الفرد، وبوجهات النظر المتنوعة التي تنشأ من خلال الاختلافات في القيم وظروف الحياة.

ووفقاً لنموذج عالم النفس الأميركي روبرت ستيرنبرغ (Robert Sternberg)، فإن الاستجابة بحكمة لمشكلة مطروحة، تعني تحقيق توازن بين المصالح الذاتية الداخلية، والمصالح بين الأشخاص، والمصالح الخارجية، فضلاً عن النتائج القصيرة والطويلة الأجل، بما يصبّ في تحقيق الهدف الكلي المتمثل في تعظيم الصالح العام.

استناداً إلى هذين التعريفين، تساءلت جوديث غلوك (Judith Glück) عن العلاقة بين الحكمة والسن وذلك ضمن دراسة نشرت في مجلة "الآراء الحالية في علم النفس" (Current Opinion in Psychology).

اكتساب الحكمة تحكمه عدة عوامل

أدركت جوديث غلوك نقص البيانات حول هذا الموضوع، لكنها اعتمدت على الأبحاث الحديثة حول العلاقة بين الحكمة والسن الزمنية والحكمة بوصفها مورداً يتيح مواجهة التحديات المرتبطة بهذه السن. وبفضل التحليل المتعمق للبيانات التي بحوزتها، تمكنت أستاذة علم النفس النمو من استخلاص استنتاجات معينة.

كتبت جوديث غلوك في دراستها: "الخبرة الحياتية المتراكمة أساس مهم لاكتساب الحكمة ولكن ليس الأشخاص الحكماء كلهم من كبار السن، كما أن العديد من كبار السن لا يتمتعون بالحكمة". من الممكن اكتساب الحكمة بالفعل مع التقدم في السن لأنها تتعزز بالخبرة المتراكمة، ولكنها يمكن أن تتراجع أيضاً مع التقدم في السن.

في الواقع، تشير الباحثة إلى أن أساس الحكمة وهي القدرة على فهم المشكلات المعقدة أو تنظيم العواطف في المواقف العصيبة، تنخفض مع التقدم في السن. لا تعتمد الحكمة على التجارب الفردية فقط، بل تعتمد أيضاً على ظروف الحياة ومجموعة من الموارد الشخصية والموارد النفسية الاجتماعية. وفي الختام، كتبت جوديث غلوك التي تأمل إجراء بحث جديد حول هذا الموضوع: "من المهم معرفة المزيد عن كيفية تطور الحكمة وكيفية تعزيزها، ليس فقط لتحسين رفاهة الأفراد، بل أيضاً لزيادة فرص البشرية في البقاء".

المحتوى محمي