يجب أن ترتكز علاقات العمل على التعاون والود والاحترام، لكن هذا لا يحدث دائماً على أرض الواقع، ففي بعض الأحيان، سوف تقابل أنواعاً مختلفة من الشخصيات في بيئة عملك. على سبيل المثال، هناك زميل العمل متصنع الود، والذي يخفي وراء ابتسامته المشرقة في وجهك الكثير من المكائد التي يصنعها لك في الخفاء، أو يزرع في طريقك العقبات وهو يتظاهر بتقديم يد العون والمساعدة، والحقيقة أن التعامل مع هذا النوع من الزملاء ليس سهلاً، فماذا تفعل مع زميل العمل الذي يدبر لك المكائد؟ الإجابة تجدها في هذا المقال.
محتويات المقال
كيف تتعامل مع زميلك في العمل الذي يدبر لك المكائد؟
زميل العمل الذي يدبر لك المكائد هو شخص يستخدم أساليب مضللة محاولاً التلاعب بك نفسياً، وقد يسبب صراعات أو مشاعر غير مرغوب فيها في بيئة العمل، مثل القلق أو التوتر. وحتى تتعامل معه، جرب النصائح التالية:
1. تأكد من شكوكك
قبل أن تخرج عن مسارك وتتهم زميلك، من المهم التحقق من موقفك أولاً، هل تعلم يقيناً أن زميلك في العمل يصنع لك المكائد؛ أي هل شهدت ذلك بنفسك؟ أم سمعت ذلك من مصادر غير موثوقة؟ لذا، بدلاً من التصرف بناءً على افتراضات واستنتاجات متسرعة، تأكد من صحة معلوماتك ومواقفك، واسأل نفسك: هل هذا الزميل يصنع المكائد خلف ظهرك بالفعل؟ حيث إن هذا الفعل البسيط وحده سيوفر عليك الكثير من المتاعب، والمشاكل غير الضرورية.
2. قيم مشاعرك
بعد التأكد من شكوكك جيداً، وحين تدرك أنك تتعامل مع زميل يتلاعب بك نفسياً ويصنع المكائد خلف ظهرك، حاول أن تأخذ لحظة للتفكير في مشاعرك تجاه هذا الموقف، وذلك لأن تقييم مشاعرك سوف يسمح لك بالتحكم في التأثير العاطفي لهذا الموقف، على سبيل المثال، جرب التحدث إلى صديق تثق به، أو إلى أحد أفراد عائلتك، وتأكد من أن التعبير عن مشاعرك يمكن أن يساعدك في الحصول على رؤية واضحة لما يجب فعله بعد ذلك.
3. قلل التعامل قدر الإمكان
أفضل طريقة للتعامل مع هذا النوع من زملاء العمل؛ هي تقليل التعامل الشخصي قدر الإمكان. على سبيل المثال، اطلب العمل مع زملاء آخرين في مشاريع جماعية، بالإضافة إلى ذلك، خذ استراحات غداء وقهوة بحضور الآخرين، ولا تحضر معه في مساحة واحدة، أغلق جهاز الكمبيوتر الخاص بك عندما تكون بعيداً عن مكتبك، وتجنب تماماً التحدث إليه في أي أمور تخص الصعوبات والتحديات التي تواجهك في العمل، خصوصاً إن كنت تواجه مشكلات مع المدير.
4. احتفظ بكافة سجلات التعامل
إذا كانت هناك مشروعات مشتركة بينك وبين زميل العمل الذي يصنع لك المكائد، فابدأ بحفظ كافة سجلات التعامل بينكما؛ احفظ رسائل البريد الإلكتروني، ودون ملاحظات بعد المحادثات، واحتفظ بسجل ورقي، لأن هذا يحميك في حال تفاقم الأمور ويظهر جديتك، حيث إن التوثيق الواضح يعد أفضل دفاع لك في مثل هذه المواقف.
5. ابتعد عن جلسات النميمة
الشخص الذي يصنع المكائد يحب جر الآخرين إليها، كما يفضل جلسات النميمة من أجل التحدث عن زملائه، ولهذا لا تنجر لهذه الجلسات، وإذا حاول أحد زملائك النميمة حاول تغيير الموضوع أو اعتذر، ولا تبالغ في انفعالك، وحافظ على نبرة احترام واحترافية، بالإضافة إلى ذلك، تجنب الأحاديث الشخصية غير الضرورية، وضع حدوداً واضحة، ومع مرور الوقت، سوف يحافظ هذا السلوك على سمعتك؛ لهذا ركز في أهدافك، ودع عملك يتحدث بصوت أعلى من الكلمات.
اقرأ أيضاً: 7 نصائح لحماية نفسك من النميمة في العمل
6. واجه زميلك بحزم وهدوء
إذا بدأ سلوك زميلك يؤثر في عملك، ويسبب لك التوتر والقلق، ففكر في مواجهته بهدوء، تجنب الاتهامات، والتزم بالحقائق، يمكنك أن تقابل زميلك منفرداً، أو اطلب من أحد زملائك الذين تثق بهم أن ينضم إليكما، وخلال اللقاء، حاول الالتزام بالتالي:
- أظهر الاحترام لزميلك ولكن كن حازماً.
- عالج المشكلة بوضوح وبطريقة مباشرة.
- اشرح لزميلك كيف يؤثر سلوكه في عملك.
- اسمح للشخص الآخر بالرد أو التوضيح.
- قدم حلولاً وضعا معاً خطة من أجل التعامل في المستقبل.
7. تحدث إلى مديرك
إذا لم يفلح الحل الذي توصلت إليه واستمر زميلك في صنع المكائد، فقد يكون الوقت قد حان لمناقشة المشكلة مع مديرك، وحين تتواصل مع المدير، فأنت تتيح له استخدام مهاراته القيادية لمعالجة المشكلة والتأكد من أنها لا تؤثر في بقية الفريق، ووقتها يمكن إخباره بأن سلوك زميلك يؤثر بالسلب في أدائك بالعمل، ويسبب لك القلق والتوتر، وإليك بعض الخيارات لإبلاغ مديرك بما يحدث في العمل:
- كتابة خطاب شكوى رسمية.
- تقديم تقرير إلى قسم الموارد البشرية.
- طلب اجتماع شخصي مع مدير الشركة.
8. ركز على بناء العلاقات الإيجابية في العمل
في أثناء حل النزاع بينك وبين زميلك الذي يصنع المكائد، حاول قدر الإمكان عدم الانخراط في مشاعر القلق والتوتر، وعوضاً عن ذلك، ركز على بناء العلاقات الإيجابية، وجوانب وظيفتك التي تمنحك الإحساس بالإنجاز والتطور والنمو. اطلب من أحد زملائك الذين تثق بهم أن تخرجا معاً من أجل شرب القهوة في الهواء الطلق، وجه طاقتك بالشكل الذي يعزز حالتك المزاجية ورضاك الوظيفي، ويساعدك على التعافي من تجربتك السلبية.
اقرأ أيضاً: الصحة النفسية للموظفين في خطر! كيف تنقذ نفسك؟
10 علامات تخبرك أن زميلك في العمل يدبر لك المكائد
هناك 3 أنواع من زملاء العمل الذين يدبرون لك المكائد؛ النوع الأول هو الذي يمر بوقت عصيب في حياته، ويحس بالتعاسة، وعوضاً عن التعامل مع مشاكله الشخصية، فإنه يقرر أن يخرب حياتك المهنية، والنوع الثاني، هو الذي يضع نفسه في المرتبة الأولى بالمكتب ولا يحب أن يحقق أحد غيره النجاح، لهذا يصنع لك المكائد حتى لا تتقدم عليه، أما النوع الثالث والأخير، فهو الذي لا يدرك ما يفعله، هو فقط يتصرف وفقاً للطريقة التي يراها صحيحة من وجهة نظره.
ويوضح الطبيب النفسي، إبراهيم حمدي، أن أخطر أذى مهني يأتيك من زميل عملك الذي يشوه سمعتك، وينتقد تفوقك، ويتآمر عليك، وغالباً ما يكون عدوان هذا الزميل مبطناً ونابعاً من تقدير مهزوز للذات، وبالإضافة إلى ذلك، هناك علامات مهمة أخرى تخبرك أن زميلك يصنع لك المكائد، منها على سبيل المثال:
- يقلل قيمة مساهمتك في العمل، ويتجاهل أفكارك وإنجازاتك أمام الآخرين.
- يتصرف بلطف في وجهك ثم يتحدث عنك بالسوء أمام الآخرين.
- يجعلك تشعر بالسوء تجاه نفسك وتجاه عملك.
- قد تلاحظ تغيرات في تعابير وجه زميلك، وفي تواصله البصري، وإيماءاته عند دخولك المكتب.
- يستبعدك من المناسبات الاجتماعية في محاولة لإضعاف ثقتك بنفسك أو تشويه انطباع الآخرين عنك.
- التحدث بفظاظة عن أخطائك في العمل خاصة أمام المدير.
- الإدلاء بالتعليقات الناقدة أو الساخرة أمام الجميع.
- يشكو منك أمام المدير باستمرار خاصة في مهام المشاريع الجماعية.
- يستبعدك من رسائل البريد الإلكتروني التي تحتوي على تعليمات مهمة أو اجتماعات عاجلة.
- ينسب الفضل إلى نفسه عند عرض أفكارك ومساهماتك.
اقرأ أيضاً: كيف تحافظ على هدوئك وراحتك النفسية في بيئة العمل التنافسية؟