شارك
الرئيسية
4 دقيقة
وفقاً لمدربة للذكاء العاطفي في القيادة والعميدة السابقة في قسم التعليم المستمر في جامعة هارفارد، مارغريت أندروز، فإن "الذكاء العاطفي مهم جداً في بناء العلاقات والحفاظ عليها والتأثير في الآخرين، فهو مهارة أساسية تساعد الأشخاص طوال حيواتهم المهنية؛ وفي أي مكان يجدون فيه هيكلاً تنظيمياً". لكن أهمية الذكاء العاطفي لا تقتصر على الحياة الشخصية والمهنية، بل ينعكس على أداء فريقك ومؤسستك أيضاً! وإليك كيف يؤثر الذكاء العاطفي في طريقة إدارتك للفريق.
محتويات المقال
اقرأ أيضاً: الأمان النفسي سر إبداعك في وظيفتك
4 أسباب توضح كيف يغير الذكاء العاطفي إدارة الفريق
أثبتت الأبحاث أن القادة الذيم يمتلكون الذكاء العاطفي يؤسسون بيئات عمل إيجابية، ويسهمون في تحسين أداء الفريق ورفاهيته. وإليك كيف يحدث الذكاء العاطفي تحولاً في إدارة الفريق، مدعوماً بدراسات محكمة.
1. تعزيز التفاهم وصنع بيئة عمل إيجابية
يتفوق القادة أصحاب الذكاء العاطفي العالي في فهم مشاعرهم وتنظيمها وإدارتها وفهم مشاعر أعضاء الفريق والاستجابة لها، وهذه السمات لا تعزز المشاعر الإيجابية عند الآخرين فحسب؛ بل تحسن فاعلية القيادة، وتعزز مشاركة الموظفين، وتشجع العمل الجماعي والحوار المفتوح والتعاون.
وهو ما أثبته تحليل تلوي (دراسة تجمع بيانات من دراسات متعددة) منشور في مجلة تطوير القيادة والمؤسسة؛ إذ أوضح أن القادة الذين يتمتعون بذكاء عاطفي مرتفع أكثر عرضة لإظهار القيادة الأصيلة؛ أي إن أسلوبهم في القيادة يتسم بمعايير عالية من النزاهة، وتحمل مسؤولية أفعالهم، وأخذ قراراتهم بناء على المبادئ وليس على النجاح قصير الأجل.
ومن ناحية أخرى، وجدت دراسة منشورة في مجلة القيادة والتطوير التنظيمي أن الموظفين حينما يلاحظون أن قادتهم صادقون وشفافون ومتعاطفون وملتزمون بقيم أخلاقية راسخة، فإن ذلك يزيد شعورهم بالرضا عن وظائفهم، ويؤثر على نحو إيجابي في سلوكياتهم وسعادتهم في العمل.
تسهم هذه السمات بتحقيق السلامة النفسية في بيئة العمل؛ أي البيئة التي يشعر فيها الموظفون بالراحة في التعبير عن أنفسهم دون خوف من العواقب السلبية، ما يؤدي إلى زيادة الثقة والمشاركة وتماسك الفريق.
اقرأ أيضاً: 7 خطوات للتغلب على التوتر المزمن في العمل
2. حل النزاعات بمهارة
أظهرت مراجعة منشورة في مؤسسة النشر العلمي البحثي أن أعضاء الفريق أصحاب الذكاء العاطفي العالي يبدعون بدرجة ملحوظة في حل النزاعات والمشكلات الجماعية.
فهم قادرون على تمييز الأفكار أو المشاعر الخفية، وتنظيم ردود أفعالهم، والاستجابة بصورة بناءة للإشارات العاطفية لدى الآخرين. إضافة إلى أنهم أقل عرضة لتصعيد التوترات، فبدلاً من الانفعال، يتعاملون مع الإحباط أو الخلاف بهدوء، ما يساعد على إبقاء النقاشات على مسارها الصحيح والتركيز على الحلول المقبولة لدى الجميع.
3. تحسين أداء الفريق وتعزيز الانخراط في العمل
يدرك القادة أصحاب الذكاء العاطفي العالي ما يحفز أعضاء فريقهم، ويصممون الملاحظات والتقدير بما يتناسب مع احتياجاتهم. هذا ما بينته نتائج مراجعة منشورة في مجلة هيليون عام 2023، حللت أكثر من 100 دراسة محكمة حول الذكاء العاطفي والقيادة وديناميكيات الفريق؛ وتوصلت إلى أن هؤلاء القادة يستطيعون تحفيز الموظفين وتحسين رضاهم الوظيفي وأدائهم.
كما يستطيعون فهم الدوافع العاطفية والتحفيزية لكل فرد من أعضاء الفريق، سواء كانت هذه الدوافع هي الاستقلالية أو التقدير العلني أو المكافآت، والاستجابة لها. بكلمات أخرى، يراعي هؤلاء القادة الاحتياجات الفريدة لكل موظف، ويقدمون الحوافز المصممة خصيصاً لكل واحد منهم، ما يعزز الدافع الداخلي وأداء المهام وتماسك الفريق ككل.
لا يتعلق الأمر بالقادة فحسب، فقد أشارت دراسة منشورة في "الحدود في علم النفس" عام 2022 إلى أن الذكاء العاطفي للموظفين يرتبط على نحو إيجابي بكل من الأداء الوظيفي والالتزام بالعمل والرضا الوظيفي، ويرتبط سلباً بضغوط العمل؛ أي إن الأفراد الأذكياء عاطفياً يستطيعون إدارة ضغوط العمل بصورة أفضل.
اقرأ أيضاً: كيف تنجح في تحقيق التوازن النفسي بين الولاء للشركة والولاء لنفسك؟
4. تعزيز مرونة الفريق وقدرته على التأقلم
يظهِر القادة أصحاب الذكاء العاطفي العالي رباطة الجأش والقدرة على إدارة التوتر والضغوط بفعالية حينما يواجهون أوقاتاً من عدم اليقين، الأمر الذي يسهم في استقرار الفريق. كما يمتلكون الاستعداد الكافي للاعتراف العلني بحدودهم وعدم يقينهم، مع التمتع بالشجاعة الكافية لتحمل المخاطر الضرورية، واتخاذ القرارات في مواجهة الغموض.
وتراهم منفتحين على الملاحظات والأفكار الجديدة، ما يمكنهم من تغيير استراتيجياتهم بفعالية، فضلاً عن قدرتهم على معالجة مخاوف الفريق وتقديم الدعم العاطفي اللازم لتعزيز المرونة وتخفيف وطأة الظروف، محافظين بذلك على الإنتاجية على الرغم من التحديات.
اقرأ أيضاً: هل أصبح عملك يهدد حياتك الاجتماعية؟ إليك ما يجب فعله
7 نصائح لتطبيق الذكاء العاطفي في إدارة الفريق
إذاً، باتت أهمية الذكاء العاطفي لكل من القائد وأعضاء الفريق واضحة؛ لكن كيف يمكن ترجمة ما سبق على هيئة خطوات عملية وتطبيقها للاستفادة منها؟ إليك 4 نصائح:
- اعمل على تنمية الوعي الذاتي: عليك بداية التعرف إلى مشاعرك وتسميتها وفهم المحفزات العاطفية الخاصة بها، والتأمل في استجاباتك. يمكنك فعل ذلك عبر الاحتفاظ بمذكرة تدون فيها بانتظام عواطفك وردود فعلك وقراراتك، بغية معرفة كيف تؤثر مشاعرك في قراراتك.
- تعلم ضبط النفس: أي القدرة على إدارة مشاعرك وسلوكياتك، والسيطرة على ردود الفعل الاندفاعية والحفاظ على هدوئك وموضوعيتك في المواقف المجهدة والمتوترة. ووفقاً للمعالج النفسي، أسامة الجامع، فإن ضبط النفس وقت احتدام النقاش مهارة هائلة، وقوة في الشخصية عظيمة، لا يحصل عليها إلا من استطاع توطين نفسه على الرغبة المستمرة بأن يكون نسخة أفضل من شخصيته، والقدرة على التعلم من الخطأ، والوعي بأفكاره ومشاعره وسلوكياته، وكيف يمكن أن كون رد فعله أفضل، وكأنه يرى نفسه من أعلى الشرفة، أو يقرأ نفسه منفصلاً وكأنه يقرأ قصة من كتاب.
- طور قدرتك على التعاطف: ضع نفسك مكان الآخر من أجل فهم مشاعره وتقديرها. يمكنك عقد لقاءات فردية مع أعضاء الفريق كل أسبوعين، وطرح أسئلة مثل: "ما التحديات التي تواجهها؟" أو "كيف يمكنني دعمك؟" لإظهار الاهتمام الحقيقي.
- استمع بفعالية: أصغ إلى الآخرين عندما يتحدثون بنية الفهم وليس تجهيز الردود، وحاول فهم سياق القضايا بوضوح، وقدم حلولاً متوازنة وعادلة وشفافة ترضي الآخرين.
- الجأ إلى التحفيز المخصص: حدد ما يحفز كل عضو في الفريق من الناحية الشخصية والمهنية، وخصص نهجك في إظهار التقدير بما يتناسب مع احتياجاتهم.
- أنشئ مساحات آمنة للتواصل: من أجل تشجيع الموظفين على الانفتاح ومشاركة مشاعرهم والتحديات التي يواجهونها. إضافة إلى ذلك، حاول دائماً أن تتعرف إلى علامات الإرهاق أو التوتر في فريقك وتقديم الدعم على نحو استباقي.
- احتضن عقلية النمو: هي العقلية التي تنطوي على الاعتقاد بإمكانية تطوير القدرات والذكاء والمهارات من خلال الجهد والتعلم والمثابرة. إذ يرى أصحاب عقلية النمو التحديات فرصاً للنمو، ويعتبرون الأخطاء خطوة في طريق التعلم، كما يكونون أكثر مرونة في مواجهة النكسات.