أنا من هؤلاء الأشخاص الذين يحبون العام الجديد، أحب فكرة وضع الخطط والأهداف وأحاول دوماً التطور إلى الأفضل، ولدي إضافة لذلك طقوس سنوية؛ حيث أشعل شمعة، وأشغل بعض الموسيقى وأتركها تتدفق بينما أفكر في كل ما أريد إنجازه في العام المقبل، حتى لو أن أهدافي لم تصمد دائماً، فهذا لا يعني أنها لا تستحق أن أتخذها. لهذا قررت هذا العام أن أعتمد مبدأ المرونة والتغيير المستمر، فبدلاً من التخلي عن خططي الجديدة ربما عليّ فقط أن أراجعها باستمرار، لكن كيف يمكن أن تعتمد مبدأ المرونة والتغيير المستمر عند وضع خطط للعام الجديد؟ الإجابة تجدها في هذا المقال.
محتويات المقال
ما هو المقصود بالأهداف والخطط التي ترتكز على مبدأ المرونة؟
المرونة في تحديد الأهداف هي القدرة على تكييف خططك وأهدافك وتعديلها استجابة للظروف المتغيرة، وعادة ما يمتد هذا المفهوم إلى ما هو أبعد من مجرد تغيير الخطط التي وضعتها؛ إنه يتعلق بالحفاظ على جوهر أهدافك مع الانفتاح على مسارات واحتمالات مختلفة لتحقيقها، وعلى الجانب الآخر، هي إدراك أن الرحلة إلى وجهتك قد تتطلب طرقاً ومنعطفات غير متوقعة، وعلى الرغم من ذلك، تظل الوجهة نفسها ثابتة، ما يعني أن هدفك سيظل ثابتاً وفي الوقت نفسه يتكيف بسهولة مع التطورات الجديدة والأولويات المختلفة والبيئات المتنوعة.
اقرأ أيضاً: لا تخطط للعام الجديد قبل قراءة هذا المقال!
كيف يساعدك وضع أهداف العام الجديد وفقاً لمبدأ المرونة على تعزيز نجاحك؟
يعدّ وضع الخطط والأهداف أمراً مهماً مع بداية العام الجديد، وعلى الرغم من ذلك، قد تتوقف عن عملية تحقيق تلك الأهداف إما بسبب الافتقار إلى الدافع وإما جراء عوامل خارجية، في هذه الحالة ستشعر بالفشل وخيبة الأمل، ولهذا عليك وضع خططك وأهدافك وفقاً لمبدأ المرونة الذي يمكن أن يساعدك على:
1. تقليل حدة التوتر والقلق
يمكن أن تقلل المرونة القلق والتوتر المرتبطين بالخطط والأهداف الجديدة؛ فعندما تعلم أنك قادر على تعديل خططك، لن تشعر بالخوف أو الإرهاق بسبب التغييرات غير المتوقعة.
2. استغلال الفرص الجيدة
تمكّنك المرونة من اغتنام الفرص غير المتوقعة التي تتوافق مع أهدافك، ولكنها لم تكن جزءاً من الخطة الأصلية.
3. استمرار الدافع
عندما تكيّف أهدافك مع المواقف والتحديات الجديدة، سوف يتجدد دافعك والتزامك، إذ تشعر أن أهدافك وخططك التي وضعتها في بداية العام يمكن تحقيقها وفقاً لوضعك الحالي.
4. التعلّم من النكسات
إن تحديد الأهداف بطريقة مرنة لا يتعامل مع النكسات باعتبارها إخفاقات، بل باعتبارها فرصاً للتعلم، ما يشجعك على تبنّي موقف إيجابي تجاه التحديات التي يمكن أن تقابلها على مدار العام.
5. تعزيز نموك الشخصي
يسهم كل تكيف وتعديل خلال رحلة تحديد الأهداف والخطط في النمو الشخصي والمهني، حيث تتعلم مهارات ووجهات نظر جديدة، وتختبر شجاعتك وتدفع نفسك إلى نقطة بعيدة عن حدود إمكاناتك وقدراتك، ما يعزز شعورك بالثقة في النفس والإيمان بالذات.
7 نصائح تساعدك على وضع خطة مرنة للعام الجديد
من المعروف أن التغيير صعب، وخاصة أن عقلك يحب فكرة الاستقرار والألفة، وعلى الرغم من ذلك، فإن رفض التغيير يعوق تطورك، لهذا إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على اعتماد مبدأ المرونة والتغيير المستمر في أثناء وضع خطة العام الجديد وأهدافه:
1. انظر إلى التغيير بصفته فرصة للتحسّن والتطور
لا يمكنك منع التغيير، لكن يمكنك تغيير منظورك إليه؛ هل تعتبره أمراً صعباً أم جزءاً طبيعياً من الحياة؟ كل الأمور تعتمد على تفكيرك ووجهة نظرك، لهذا حاول تقبّل فكرة أن التغيير أمر لا مفر منه، وأعِد صياغة معتقداتك الراسخة حوله، وتذكّر جيداً أن التغيير يجلب معه عدم اليقين والشعور بعدم الراحة، ولكنه أيضاً يأتي بصحبة الفرص الجديدة.
ويوضح الطبيب النفسي، محمد اليوسف، أن الظروف والتحديات التي تواجهك لا تقهرك أو تدمرك، ما يفعل ذلك هو عقلك الذي يستقبل تلك الظروف ويتعامل معها، فإذا كان مهيّأ للنمو والتطور فإن الضغوط ستجعلك أكثر مرونة مع مرور الزمن.
2. تتّبع أهدافك بعناية
ينصح المختص النفسي، بول مارسيانو (Paul Marciano)، بضرورة تتبُّع أهدافك ومتابعة تقدمك، إذ يساعدك هذا التتبع على الشعور بالتحفيز والرغبة في استكمال ما بدأته، خاصة حين تتذكر المكان الذي بدأت منه وذلك الذي تقف فيه الآن، على الجانب الآخر يساعدك التتبع أيضاً على تعديل جهودك وتغيير خطتك حين يلزم الأمر.
3. كن صبوراً
حين تجلس مع نفسك في بداية العام، وتضع أهدافك الكبرى وخططك التقدمية بوضوح، عليك أن تدرك أمراً مهماً للغاية، وهو أن التقدم ليس خطياً، قد تكون خطواتك الأولى بطيئة جداً لكن مرحلة الانطلاق سوف تأتي فيما بعد، وذلك لأن التغيرات تستغرق وقتاً.
4. ركّز على هدفك النهائي
على الرغم من أنك مرن، من المهم أن تضع هدفك النهائي في الاعتبار، وتُذكّر نفسك به دوماً؛ حيث يساعد هذا الأمر على ضمان أن أي تكيفات أو تغييرات لا تزال متوافقة مع أهدافك الأساسية.
5. طوّر عقلية الخطط البديلة
عند وضع خطتك وأهدافك للعام الجديد، خطّط للتغييرات المحتملة، وهذا يعني تحديد أهداف أوسع نطاقاً يمكن أن تتكيف مع ظروف مختلفة أو تتضمن خطوات أصغر يمكن تعديلها حسب الحاجة، وحين تواجه تحديات أو صعاب في أثناء تنفيذ إحدى الخطط، فكن مستعداً للانتقال إلى خطة أخرى.
اقرأ أيضاً: كيف تعزز المرونة في بيئة العمل المشاعر الإيجابية والإنجاز؟
6. لا تقارن نفسك بالآخرين
ينشر الكثير من أصدقائي في هذا الوقت من كل عام إنجازاتهم التي حققوها على مدار السنة، إحداهن نالت درجة الماجستير، وأخرى سافرت خارج البلاد، ومنهن من اشترت سيارة جديدة، أتابع منشوراتهم وأن أحس بالفخر ولكن ثمة غصة في حلقي؛ إذ يبدو أنني توقفت على طريق الحياة أشاهد بقية العالم وهو يمر بسرعة، وهنا تكمن المشكلة الكبرى، في الحقيقة إنك بصفتك كائناً اجتماعياً يمكن أن تقارن نفسك بالآخرين، لكن تلك المقارنة سوف تدفعك إلى انتقاد نفسك وجلد ذاتك.
لذلك تأكد أنك تسير بالسرعة التي تناسبك أنت وحدك، قد يتحرك بعض الأشخاص أسرع منك، لكن إنجازات الآخرين لا تعني بأي حال من الأحوال عيباً في أهدافك. وعليه، يمكنك تهنئة أصدقائك بإنجازتهم والمضي قدماً وفقاً للظروف التي تحكم حياتك، وتأكد أن المقارنة قد تدفعك إلى وضع أهداف لا تناسبك ومن ثم التوقف في منتصف الطريق دون تحقيقها. وإذا حدث معك هذا الأمر ووضعت أهدافاً بسبب ضغط الأقران ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، يمكنك تغييرها ووضع خطة جديدة.
7. احتفل بالتقدم وليس بالكمال
تذكر أن الكمال ليس الهدف؛ بل التقدم هو الهدف، لذلك احتفل بإنجازاتك، مهما كانت صغيرة، واعترف بالجهد الذي تبذله في تحقيق أهدافك، وذلك لأن تنمية عقلية إيجابية تجاه التقدم الذي تحرزه يمكن أن يخفف التوتر ويعزز ثقتك بنفسك.