كيف تجعل شريك حياتك صديقك المفضل؟ وكيف يؤثر ذلك في الحياة الزوجية؟

الحب الرفيق
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: بعض قصص الحب بين الأزواج يبدأ بشغف عاطفي جارف يجتاح الطرفين، ويُغرقهما في قصة عشق رومانسية. لكنّ هذا الزخم العاطفي لا يضمن استمرار العلاقة الزوجية إلى الأبد، إذا لم تتطوّر نحو حب أكثر عقلانية وهدوءاً. إنه الحب الرفيق الذي تنصح به خبيرة نفسية، ويعرض هذا المقال فوائده وسبل الوصول إليه.

الشغف بالآخر شعور رائع إلى درجة قد تقلب حياة الإنسان رأساً على عقب وتُغرقه في دوّامة من المشاعر والعواطف المحفّزة؛ لكنّ شعلة الشغف الفريدة تبقى عابرة كهرمون الأدرينالين والإثارة اللذين يصاحبانها. وتختلف الإثارة العاطفية التي نشعر بها في البدايات كثيراً عن المشاعر التي تنمو شيئاً فشيئاً مع نضج العلاقة؛ لأن الشغف قد لا يدوم ولا يسمح بتعميق الصلة مع الآخر.

لهذا؛ تنبّه المعالجة النفسية، جوردان ترافيرز (Jourdan Travers)، إلى هذا الطّابع العابر والسامّ أحياناً الذي يميّز الشغف العاطفي بالآخر، وتنصح الأزواج بدلاً منه بالتفكير في تطوير علاقاتهم للوصول إلى ما تسمّيه “الحب الرفيق”. يركّز هذا النوع من الحب على قوة الاستقرار المستدامة والفوائد العديدة للحب العميق القائم على الاحترام المتبادل بين الشريكين. وفي هذا الإطار، تقدّم ترافيرز بعض التوضيحات والنصائح بالاعتماد على دراسة علمية. فكيف يمكن أن نعيش علاقة حب مستقرّة ودائمة؟ وما فوائد الحب الرفيق؟

كيف نعوّض الشغف بالحب المستدام والصحّي؟

تحويل الحب بشغف إلى علاقة مستقرة عمل محفوف بالمخاطر لكنّه ليس مستحيلاً. وفقاً لدراسة نُشرت في المجلة العلمية دراسات السعادة؛ فإن الأزواج الذين لا يعتبرون أنفسهم مجرد عشاق وينظرون إلى أنفسهم باعتبارهمأصدقاء هم الأكثر رضا وسعادة.

معاملة شريك الحياة كالصديق

من المهم إذاً أن تعتبر شريك حياتك صديقاً بالاعتماد على السلوكيات التالية التي تؤسّس صداقة فعلية بين الزوجين:

  • التواصل: أخذ الوقت الكافي لخوض حوار صريح، وتبادلا الثقة دون أحكام وبلطف.
  • قضاء أوقات مميّزة معاً: شاركا في الأنشطة التي تحبانها؛ مثل تحضير وصفات جديدة للغداء أو التنزه مشياً على الأقدام أو حضور بعض الحفلات. توضّح المعالجة النفسية جوردان ترافيرز: “التجارب المشتركة تقوّي الروابط بين الأزواج وتترك ذكريات جميلة”.
  • التركيز على روح الدعابة: أوقات الضحك والصحبة الحميمية الصادقة التي تسودها النكات المتبادلة بين الأصدقاء كثيرة؛ لذا حاولا إضفاء جوّ المرح والبهجة على علاقتكما. حسّ الدعابة المتبادل يساعد الزوجين على تخطّي تحديات الحياة معاً ويخلق تفاهماً ضرورياً لاستمرار علاقة الحب بينهما.
  • المساندة المتبادلة: احرصا على أن يكون بعضكما أكبر سند للبعض الآخر. احتفلا بإنجازاتكما وتبادلا التشجيع والمساندة في الأوقات الصعبة. وأنشئا في إطار علاقتكما الزوجية مساحة أمان وعطف حتّى تتمكّنا من مشاركة أحلامكما وتطلعاتكما. تقول المعالجة النفسية: “الدعم المتبادل الدائم من أسس الحب الرفيق، إنه يسهم في تعزيز الشعور بالأمان والثقة بين الزوجين”.

أهمية بناء علاقات اجتماعية خارج إطار الزواج

أظهرت الدراسة أهمية الحفاظ على علاقات اجتماعية خارج إطار الزواج لضمان علاقة حب صحية ومُرضية للزوجين. وجود شبكة من علاقات الصداقة والعلاقات العائلية أو غيرها من أنواع الصلات الاجتماعية، يمكن أن يساعد الزوجين على مواجهة أفضل للتحديات والخلافات التي تحدث بينهما. تشرح ترافيرز ذلك قائلة: “تمثل هذه العلاقات الخارجية حماية ضد الآثار السلبية مثل التوتر والانعزال اللّذين يؤثران في الصحة النفسية والعضوية للزوجين عند نشوب الخلافات”. ولخلق علاقات اجتماعية أو تعزيزها، إليك النصائح التالية:

  • تخصيص الوقت للأصدقاء: خصصا وقتاً للقاءات مع الأصدقاء والصديقات دون حضور شريك الحياة، فهذه الأوقات المستقلة تسمح لكليكما بالحفاظ على هويته الخاصة. ويعزز ذلك أيضاً التوازن الصحي بين العلاقة العاطفية وباقي العلاقات الاجتماعية الأخرى.
  • تَشارك التجارب والخبرات: لا تتردّدا في الحديث، بعضكما لبعض، عن صداقاتكما. تشاركا القصص والنكات والأفكار التي تسمعانها من الأصدقاء والصديقات، فهذا سيقوي عاطفة الحب بينكما، وسيُظهر أيضاً الثقة والصراحة التي تسود علاقتكما الزوجية.

ما فوائد الحب الرفيق؟

تقول المعالجة النفسية جوردان ترافيرز: “يستمدّ الحب الرفيق قوّته من التجارب المشتركة والاحترام المتبادل والتفاهم العميق بين الزوجين؛ ما يقود إلى ارتباط دائم ومثمر بينهما”. ويؤدي رضا الزوجين عن حياتهما دوراً أساسياً في الشعور بالسعادة أو عدم الشعور بها، وله تأثير في الصحة العضوية وفقاً للدراسة العلمية. ويسمح الحب الرفيق الخالي من مشاعر الشغف المؤلمة بالحفاظ على رفاهة شاملة، وله فوائد عديدة من بينها:

  • تنمية المرونة العاطفية العلاقة المستقرة تساعدنا على الثبات خلال الأوقات الصعبة. تؤكد المعالجة النفسية في هذا الإطار إن: “استقرار علاقة الحب مصدر دعم عاطفي لا يمكن تجاهله، فهو يعزز المرونة ويسمح بتطوير قدرات التكيّف التي تساعد الزوجين على تخطّي عقبات الحياة”.
  • الحفاظ على علاقة طويلة الأمد: يتميّز الحب الرفيق بالقدرة على الرسوخ والتطوّر مع مرور الوقت، فأحداث الحياة المشتركة بين الزوجين تخلق صلة فريدة بينهما، وتزرع حميميةً تتعزّز بمرور السنوات. الأحاديث الصريحة والقدرة على إظهار الضعف أمام شريك الحياة، علاوة على الفهم الحقيقي لرغباته، يخلق أيضاً علاقة حقيقية بين الطرفين، وهذه هي أركان العلاقة السعيدة والمستدامة.
  • مساعدة الشريك على التطوّر الشخصي: في إطار العلاقة المستقرة، يتمكّن الزوجان من التطوّر واكتشاف القدرات الذاتية بفضل الدعم الراسخ الذي يتبادلانه، ويخلق ذلك ظروف التشجيع المتبادل والتطوّر الشخصي.

لهذا؛ تخلُص المعالجة النفسية إلى أن : “الحب الرفيق يمكّننا من التغلب على تحديات الحياة برويّة ومرونة.