هل لديك حساب على منصة "تيك توك"؟ لماذا تستخدم هذه المنصة؟ هل فكرت يوماً في الأسباب التي دفعتك لتثبيت التطبيق على هاتفك وقضاء الساعات في تصفحه؟ هل لاحظت انتشار استخدام التطبيق بين الصغار والمراهقين؟
حصل تطبيق "تيك توك" على المرتبة الأولى في المواقع التي تمت زيارتها في عام 2021، لدرجة أنه تفوق على محرك البحث "جوجل" من حيث عدد الزيارات.
وهذه النتيجة في تزايد عدد الزيارات تطرح سؤالاً مهماً؛ وهو كيف يعمل "تيك توك"؟ أو ما هي الخوارزمية التي يتبعها التطبيق لجذب هذا العدد الهائل من الزيارات؟
كيف يعمل "تيك توك"؟
يجذب التطبيق المستخدمين بسبب الخوارزمية السرية التي يعتمدها. في تجربة أجراها موقع "وول ستريت جورنال" لتحليل خوارزمية "تيك توك"، كشف التحقيق أن "تيك توك" لا يحتاج إلا لمعلومة واحدة مهمة لمعرفة ما تريد؛ وهي مقدار الوقت الذي تقضيه في مشاهدة أي محتوى. في كل ثانية تتردد فيها أو تعيد المشاهدة، يتتبعك التطبيق.
لماذا ينجذب الصغار والمراهقون تحديداً إلى "تيك توك"؟
إن بنية التطبيق وطريقة عرض المحتوى وسهولة الاستخدام، تجعل المستخدمين يرتبطون بالتطبيق عاطفياً، وهي أخبار جيدة للمشاركة؛ ولكن الأخبار السيئة تكمن في تحكم الخوارزمية فيك، لذا من المهم الانتباه، لأن الإعجاب والمشاركات وقضاء الساعات على التطبيق، قد يؤثر سلباً على صحتك وصحة الصغار والمراهقين. ويلبي التطبيق حاجة الصغار والمراهقين في الاتصال مع الآخرين والاستكشاف وإعجاب الغرباء بهم، وخاصةً بعد العزلة التي فرضَتها جائحة "كوفيد-19".
يكمن الخطر في تأثر الصغار والمراهقين بالمحتوى الذي يشاهدونه وكيف يتفاعلون معه، فهم لا يمتلكون النضج المعرفي للتشكيك في كل ما يشاهدونه.
وتوضح المختصة النفسية باميلا روتلدج في مقال منشور على موقع "سايكولوجي توداي"، أن قشرة الفص الجبهي هي الجزء من الدماغ الذي يتعامل مع التفكير العقلاني والقدرة على الانخراط في التخطيط بعيد المدى وتقييم المخاطر. وهو لا يكتمل تطويره إلا بعد منتصف العشرينات؛ هذا هو السبب في أن المراهقين يميلون إلى أن يكونوا أكثر تفاعلاً وتسرعاً قبل التأني في التفكير، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتأثير الاجتماعي.
ونتيجةً لهذا التأثير الاجتماعي؛ ظهرت صيحة جديدة على تطبيق "تيك توك"، فقد أصبح المراهقون يشخصون أنفسهم بأمراض نفسية عن طريق التطبيق، وإذا نظرنا في سبب هذا الاتجاه من تشخيص الأمراض عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي؛ يجب علينا أن نفكر في كيفية تكوّن الثقة لدى الصغار والمراهقين.
في حين أن تناول كل ما هو متعلق بالصحة النفسية والأمراض النفسية ساعد في محاربة وصمة العار المتعلقة بأولئك الذين يعانون من الأمراض النفسية، يبدو أيضاً أنه أحدث تأثيراً غير مستحب وشديد الخطورة. يقرأ الناس الأعراض عبر الإنترنت أو يسمعون شخصاً ما يناقش تجربتهم، ويشعرون بالارتباط بها لدرجة أنهم يعتقدون الآن أنه يجب أن يكون لديهم نفس التشخيص. فقد بدأ مجتمع من الشباب في أخذ هذه الأعراض على أنها أعراض خاصة بهم، وأعلنوا أن لديهم العديد من التشخيصات الخطيرة التي قد لا تكون لديهم في الواقع بسبب تأثرهم بهذا النوع من المحتوى.
أصبحت التشخيصات؛ بما في ذلك اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط واضطراب طيف التوحد ومتلازمة توريت واضطراب الهوية التفارقي، شائعة للغاية على منصات التواصل الاجتماعي، وقد كان ذلك واضحاً جداً في حالة اضطراب القلق عالي الأداء الذي لم يتم التعرف عليه بعد في "الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية النسخة الخامسة". التعرف على تشخيصات الصحة العقلية ليس جديداً بالنسبة للجيل زد والجيل ألفا؛ حيث بدأ استخدام ألفاظ وتركيبات مثل "أنا شديد الوسواس القهري" لوصف تقاربهم تجاه التنظيم والنظام، أو انتشار الميمز التي توضح فكرة الولع بالتنظيم حتى في أثناء تناول الطعام خارج المنزل. يبدو أن الفرق بين الماضي والحاضر هو التصريحات الجريئة للتشخيص، وتوقع علاج أو تجهيزات معينة بسبب التشخيصات المعلنة ذاتياً.
ما الحل إذن للخروج من هذا المأزق؟
استمتع بكون "تيك توك" هو وسيلة للتواصل مع الآخرين، لكن احرص على اتباع النصائح الآتية لتلافي الأضرار:
- اعترف بشعور الانتماء من خلال المساهمة والتفاعل على المنصة.
- تعلم حركات الرقص والأغاني والحرف اليدوية الجديدة.
- أنشئ محتوى ترفيهياً وتمتع به.
- ابحث عن تحديات آمنة وممتعة -ادعُ العائلة بأكملها للنقاش فيها ونقدها.
- انظر إلى إعدادات الخصوصية وأدوات الرقابة الأبوية للتحكم فيما يراه الصغار والمراهقين.
- ناقش مع طفلك في التحديات التي يراها في التطبيق والتي تركز على صورة الجسم ويمكن أن تؤدي إلى مقارنة اجتماعية غير صحية.
- اشرح الأخطار والمخاطر التي يمكن تجنبها بمجرد مناقشة المحتوى مع الآباء.
- تجنب ردود الفعل الأبوية المفرطة والمطاردة والمراقبة والحظر التي ستدفع الأطفال إلى التخفي.
اقرأ أيضاً: هل يمكن أن تسبب مواقع التواصل الاجتماعي إدماناً حقيقياً؟
سل نفسك الآن في عدد المرات التي فكرت فيها أنك مصاب بمرض ما لمجرد رؤية محتوى عنه، وناقش مع أطفالك أو مع أقاربك المراهقين لماذا يجب التشكيك في بعض الأشياء التي نتعرض لها في بيئتنا المحيطة، وراقب أيضاً عدد الساعات التي تقضيها على منصات التواصل الاجتماعي حتى تكون واعياً بما تفعله الخوارزمية بحياتك.