ملخص: حبّ الاستطلاع ميزة من مزايا الإنسان الناجح في عصرنا الحالي؛ بل أصبح في منظور خبراء التطوير والإدارة قوة خارقة جديدة. هذا ما يؤكده رائد إدارة الأعمال، بيتر دراكر؛ الذي حقّق مساراً أكاديمياً ومهنياً ناجحاً بفضل حبّ الاستطلاع والمعرفة. فكيف يمكن تطوير هذه المهارة؟ وما الفرص التي تتيحها للباحث عن النجاح وتحقيق الذات؟ هذا ما يجيب عنه المقالي التالي.
محتويات المقال
في عالمنا الذي يتغير باستمرار وأصبحت فيه المعلومة في متناول الجميع، ثمة مهارة تمثّل ميزة حقيقية سواء على المستوى الشخصي أو المهني: إنها حبّ الاستطلاع. ليس حبّ الاستطلاع مجرّد تعطّش إلى المعرفة؛ بل هو محفّز نموّ وسِمة شخصية تفتح أبواب النجاح وتوسّع الآفاق وتُثري الحياة. ويمكن أن يتحوّل إلى "قوة خارقة" متاحة للجميع وفقاً لمقال أستاذ علوم الإعلام، بروس روزنشتاين (Bruce Rosenstein)، في موقع سايكولوجي توداي (PsychologyToday).
قوّة متاحة للجميع
ليس حبّ الاستطلاع قدرة نخبوية تتطلّب تعليماً نظامياً؛ بل هو كفاءة متاحة لأيّ شخص يرغب في استكشافها. بدأت قيمة هذه الكفاءة التي يتجاهلها الناس أحياناً تحظى بالمزيد من الاهتمام، ولا سيّما في المجال المهني؛ حيث تُعدّ ميزة ضرورية للقادة والمبتكرين.
لقد عاش رائد إدارة الأعمال بيتر دراكر (Peter Drucker) حياة يقودها حبّ الاستطلاع، وقد أدّى هذا الحبّ دوراً حاسماً في نجاحه حيث جعله يحافظ على تركيزه وصِلته بمساره المهني. وعزّز دراكر حبّه للاستطلاع بالاعتماد على أساليب عدّة مثل التعلّم المستمر أو الاطّلاع على المصادر المتنوعة أو التفاعل مع أشخاص من التخصّصات كلّها. وتؤكد هذه الممارسات أهمية تبنّي سلوكَي الانفتاح والتساؤل حيث يفتح كلّ سؤال على حدة احتمالات عديدة.
الإبداع والابتكار
يشجع حبّ الاستطلاع على الإبداع والابتكار والبحث عن المعلومة خارج منطقة الراحة. وقد دعا دراكر نفسُه إلى التفاعل مع مجموعات متنوعة من الناس والمشاركة في فعاليات مختلفة لاستلهام الأفكار والتعلّم من وجهات نظر جديدة، وأكّد أن الانخراط في القراءة الانتقائية التي تشمل مجموعة متنوعة من الكتب يثري الفكر ويحفز الخيال.
تعزيز الدهشة
يسمح لنا تعزيز حبّ الاستطلاع بتجربة وجودية مفعمة بالاهتمام والدهشة. تكمن القوة الخارقة لحبّ الاستطلاع في هذا السعي الدائم إلى المعرفة والرغبة في التعلّم من الأخطاء والانفتاح على فرص الحياة العديدة. إنه إمكانية متاحة دون أيّ حواجز تشجّع على تغيير العقليات والاكتشاف اللامحدود لجوانب عوالمنا المختلفة. ليس حبّ الاستطلاع مجرد رغبة في المعرفة؛ بل هو أسلوب حياة أو نمط تفكير يدفعنا باستمرار إلى البحث والتعلّم والنموّ.