ما تمرين تعقب المعنى؟ وكيف يساعدك على تحديد الغاية من حياتك؟

2 دقيقة
تعقب المعنى
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: الحياة من دون غاية أو هدف لا معنى لها. وهذا المعنى الذي يبحث عنه الإنسان منذ بدء الخليقة هو ما يضفي على تجاربنا الشخصية قدراً ضرورياً من الجدوى والفائدة. فهل وجدت معنىً لحياتك أم تواصل البحث عنه؟ من الضروري أن تسأل نفسك هذا السؤال لأن الإجابة هي وقود حماسك أو رغبتك الدائمة في مواصلة رحلة الحياة. وإذا كنت تجد صعوبة في العثور على هذا المعنى، يقدم لك المقال التالي تمريناً عملياً يساعدك على ذلك.

هل وجدت معنىً لحياتك؟ قد تبدو فكرة المعنى وفقدانه أو عدم القدرة على استلهامه، وفكرة الغايات أو الأدوار التي يمكن أن نؤديها في حيواتنا الشخصية ممزوجة بقدر من التكلف؛ لكن المؤكد أن لها تأثيراً في صحتنا النفسية أكثر مما نتصور.

تقول الكاتبة ميغ سيليغ (Meg Selig) في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): "لتبسيط الموضوع، فإن مصطلح "الغاية" يعني الشعور بفعل شيء يستحق التعب في هذه الحياة، وعندما تكون لديك غاية في هذه الحياة فإنك تشعر بأنك اخترت عن قصد التصرف وفقاً لقيمك وأهدافك". للعثور على معنىً للحياة، تنصح الكاتبة والمعالجة النفسية، إلويز سكينر (Eloise Skinner)، في مقابلة أجرتها مع موقع ستايلست (Stylist) بالمواظبة على تمرين تعقب المعنى.

كيف تمارس تمرين تعقب المعنى؟

توضح إلويز سكينر: "أعتقد جازمة أن البحث عن المعنى في الحياة مصدر أساسي ومهم من مصادر الرفاهية". وإذا كان تحديد العنصر المحدد لمعنى حياتك مهمة صعبة، فإن تمرين تعقب المعنى يمكن أن يساعدك على رؤيته بوضوح.

لممارسة هذا التمرين، خذ ورقة ودوّن المحاور التالية: الأشخاص والأماكن والأشياء والتجارب والآمال. خذ وقتاً كافياً ودوّن كل ما يدور في بالك بأي شكل شئت (نصاً أو رسماً أو في شكل مخططات انسيابية إلى غير ذلك). اكتب على سبيل المثال العلاقات المهمة في نظرك والأماكن التي تشعر فيها بالارتياح، والمجالات التي تأمل أن تجد فيها معنى أكثر.

راجع هذه الورقة بانتظام لإضافة عناصر أخرى أو تقييم النتائج أو إجراء تحليل موضوعي لها أو إنشاء محاور جديدة. تضيف إلويز سكينر التي تواظب على هذا التمرين: "لقد منحني فرصة تأمل حياتي من زاوية خارجية، ورؤية المصادر العديدة للمعنى المتوفرة أصلاً، ومعرفة الجوانب التي تفتقر إلى مصادر، وقد منحني هذا التمرين انطباعاً بالسيطرة الخلاقة على مساري الشخصي؛ وهذا ما يسمح لي بالتطور في الحياة بعمق وازدهار أكبر".

ما فائدة هذا التمرين لحياتك؟

تقول المعالجة النفسية فرانسواز موران مالكور (Françoise Morin-Malcor): "العثور على معنىً لحياتك الشخصية، يعني أولاً التريث قليلاً ثم التقدم بإيجابية في معرفة الذات لتحديد رغباتها الدفينة وجعلها ممكنة تدريجياً، وإبراز المواهب الشخصية وتطويرها، ثم تغيير نمط الحياة بالاعتماد على هذا التقدم الذي حققته".

يتيح لنا البحث عن المعنى فرصة التطور والتحسن بفضل هذا الزخم. في هذا السياق، أكدت دراسة أُنجزت سنة 2013 أن امتلاك هدف في الحياة ومعنىً للوجود يسمح للفرد بتفاعل عاطفي أفضل مع أحداث حياته، ويعرضه إلى مستويات أقل من التوتر في الحياة اليومية.

يوضح الطبيب النفسي بوريس سيرولنيك (Boris Cyrulnik) هذه الفكرة قائلاً: "هذا المعنى هو أساس التحفيز؛ ومن هنا تأتي الحاجة إلى العوالم المثالية وأحلام اليقظة والمشروعات المستقبلية والإيمان، فعندما ينهار مشروع ما ويصبح المستقبل غامضاً؛ بسبب حِداد ما مثلاً، فإن المعنويات تنهار أيضاً، فيتساءل المرء: ما فائدة العيش؟ لمن؟ ولماذا؟ فقدان الأمل والاهتمام هذا؛ هو السبب في ظهور متلازمة الموت النفسي المنشأ التي نلاحظها لدى الأشخاص المسنين أو غيرهم".

المحتوى محمي