شارك
الرئيسية
كيف يمكننا تخفيف التوتر الذي ينشأ بيننا؟ كيف يمكننا تخفيف نار الخلاف عندما لا يريد الآخر ذلك؟ مرة أخرى؛ أفضل طريقة هي اللجوء إلى ذكاء القلب. اكتُشِفَ تمرين تأمل قلبي لتهدئة الخلافات مصمماً من قبل باتريك درو وماري بوريل؛ مؤلفيّ كتاب “دليل الممارسة العملية لتماسك القلب” (The Practical Guide to Cardiac Coherence).
في بعض الأحيان، وعلى الرغم من بذل قصارى جهدنا لتجنب ذلك فقد يحدث بيننا سوء فهم أو اتصال. قد لا ينجح المتحاورون في الوصول إلى نقطة اتفاق بينهم، ونتيجة لذلك قد يحملون ضغينة داخلهم لا يتخلون عنها بسهولة في بعض الأحيان. تعد إدارة الخلاف أمراً صعباً لأنها تشتمل دائماً على شخصين (أو حتى أكثر)، وفي غياب حل مشترك للخلاف يسعى أحد الأطراف فقط إلى تحسين التواصل مجدداً مع الطرف الآخر.
يستمتع البعض بالخلافات لأنهم يشعرون بالقوة والسعادة فيها ولا يرغبون بوضع حدّ لهذا الوضع الذي يُشعرهم بالرضا. لكن قد تكون الخلافات بالنسبة للآخرين مصدر معاناةٍ وألم، وتتسبب لهم بالكثير من الأذى النفسي والعاطفي إذا تكررت. سواء كانت تحدث في سياق الأسرة أو في العمل أو بين الأصدقاء فإن خصائص هذه الخلافات هي نفسها دائماً،
فضلاً عن الإجهاد الدائم الذي تسببه عندما تستمر لفترة طويلة من الزمن. هذا الضغط هو الأكثر إثارة للإزعاج لأنه، وفي معظم الحالات، لا يعود بإمكاننا التعامل مع الخلافات بسبب تكيف أجسادنا مع إحدى الاستجابتين الرئيسيتين: القتال أو الهروب. لذلك نُضطر للبقاء عالقين في حالة الصراع؛ في حالة “تثبيط العمل” كما يصفها الأستاذ هنري لابوريت، مع ما لذلك من آثار ضارة معروفة.
كيف يمكننا أن نهدئ بمفردنا التوترات التي تنشأ بيننا؟ كيف نخفف نار الخلاف عندما لا يريد الطرف الآخر ذلك؟ مرة أخرى، أفضل طريقة للقيام بذلك هي ذكاء القلب. تذكر أن المجال الكهرومغناطيسي للقلب، عندما يكون في حالة تماسك قلبي، ينتشر حولك لمسافة تصل إلى 2.5 متر على الأقل، وبالتالي فإنه “يسحب” مجال القلب الكهرومغناطيسي لمن هم في هذه المنطقة معك. هذه أول نقطة مهمة.
بالإضافة إلى ذلك؛ سيسمح لك مسار القلب بتلافي الإخفاقات التي تحبسنا في الصراعات مثل الانزعاج والاستياء وسوء الفهم المتبادل، ناهيك عن أصداء المواقف التي مررنا بها سابقاً والتي تبرز إلى السطح في الخلاف الحالي. يمكن أن يجرّنا ذلك في بعض الأحيان إلى المبالغة في ردود أفعالنا بحيث لا تساعد في تحسين الموقف. لتجنب كل هذه المزالق ثق بقلبك ومارس تمرين التأمل القلبي.
التمرين
- اجلس في مكان هادئ ومريح.
- أغمض عينيك وتنفس بعمق بإيقاع منتظم (3/6 أو 4/8). استمر لمدة 2-3 دقائق.
- ثم ابتعد عن العالم الخارجي ذهنياً وركز بعقلك على العالم الداخلي الواسع لقلبك، لتدخل بوابة تحقيق الذات.
- قد يشير ظهور إحساس معين في صدرك إلى أن قلبك دخل في حالة تماسك. إذا لم تشعر بأي شيء محدد بعد بضع دقائق، فانتقل إلى المرحلة التالية. على أي حال أصبح قلبك الآن قادراً على تلقّي جميع رسائل التماسك التي سترسلها إليه بأقصى قدر من الكفاءة.
- في كل مرحلة توقف مؤقتاً (حسب الوقت المتاح لديك) لترسيخ الرسالة جيداً.
- قل لنفسك ذهنياً:
“الآن أحول تركيزي من رأسي إلى قلبي؛ قلبي الذي يحب ويفكر ويعيش ويجسد رغباتي”.
“أنا أتنفس من خلال قلبي، أتنفس ترددات الإدارة الجيدة والحل السريع للنزاعات”.
“أنا أغوص في هذه الطاقة الكونية السائلة والمهدئة”.
“سيتم حل الخلافات التي أواجهها بسهولة”.
“يمكنني جذب المحاورين نحوي بهذه الطاقة”.
“قلبي يمتص هذه الطاقة ويوزعها في جسدي وكياني وكل ما يحيط بي”.
“قدرتي على حل النزاعات بسهولة هي جزء من واقعي الجديد”.
- استمر في استنشاق هذه الطاقة الجديدة من خلال قلبك لبضع دقائق.
- عد ببطء إلى وعيك الطبيعي وافتح عينيك.
إذا كنت المواقف الخلافية تسبب لك المعاناة في كثير من الأحيان فيجب أن تقوم بهذه الجلسة الطويلة على الأقل مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع لترسيخ الرسالة في قلبك، ويجب أن تستمر الجلسة من 15 إلى 20 دقيقة.
موجز التمرين
عندما تجد نفسك في موقف خلاف، حتى في منتصف النقاش، خذ نفساً عميقاً ووجه انتباهك إلى قلبك دون أن يلاحظ الآخرون (سيصبح ذلك سهلاً جداً مع الممارسة). ثم قل لنفسك: “أنا أتنفس، من خلال قلبي، طاقة كونية تحل الخلاف. تمت استعادة الاتصال. قلبي يوزع الآن هذه الطاقة في جميع أنحاء كياني”.
ملاحظة: كان هنري لابوريت جراحاً مختصاً في علم الأعصاب ومتخصصاً في سلوك الإنسان والحيوان. أصبح معروفاً لعامة الناس من خلال نشره لعلم الأعصاب، ولا سيما الآثار السلبية للتوتر على الجسم. نحن مدينون له بنظرية “منع العمل” التي شرحها في كتابه (Éloge de la fuite)، والذي نشرته دار روبرت لافونت للنشر عام 1976.