للتوتر المستمر أضرار جسدية عديدة بما فيها الشعور بالإرهاق وارتفاع ضغط الدم واضطرابات الأمعاء. وبدلاً من استخدام وسائل غير طبيعية سيساعدك النشاط البدني على استعادة هدوئك وتعزيز صحتك، ونقدم فيما يلي بعض التمارين الفعالة في هذا السياق.
إن التمارين المدروسة التي تمنحنا ممارستها المتعة والفائدة في آن معاً هي من أكثر الأساليب ملاءَمةً لمحاربة الآثار السيئة التي يسببها التوتر المستمر. يتميز الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بأنهم أقل استثارةً عند التعرض للمواقف العصيبة مقارنةً بغيرهم؛ إذ يفرزون الأدرينالين بكمية أقل مما يفرزه الأشخاص غير الرياضيين. ولأن الرياضة تكافح التوتر فإن ممارستها باستمرار تمثل عامل وقاية للفرد وتساعده على التعامل مع مختلف أشكال التوتر. ويؤدي النشاط البدني إلى تعديل النواقل العصبية، فتسترخي العضلات بعد التمرين بتأثير مشابه لتناول جرعة مهدئ،
كما أن شعور النشوة الذي ينشأ عنه يساعد على التخلص من التوترات النفسية الكامنة في اللاوعي.
ممارسة تشي كونغ
تتمحور ممارسة تشي كونغ حول مجموعة حركات بطيئة أقرب إلى الرقص، وهي منتشرة جداً في آسيا وتمارَس لمدة 10 دقائق يومياً. ويُعد التركيز الذهني المستمر الذي تنطوي عليه هذه الممارسة وسيلةً فعالةً للتخلص من التوترات.
ممارسة اليوغا
من خلال تمارين التنفس ووضعياتها المختلفة؛ تساعد اليوغا على التخلص من توترات الحياة اليومية، وحتى لو لم تكن قد مارستها من قبل فإنه بإمكانك تعلّم الكثير من أوضاعها بسهولة، خاصةً أن فصول اليوغا للمبتدئين تتضمن الكثير من التحفيز، وتتضمن اليوغا سلسة معينة من الوضعيات التي تهدف إلى مساعدتك على استعادة الهدوء النفسي.
وفي جميع الأحوال كن حذراً عندما ترغب في ممارسة الأنشطة البدنية لأنها قد تسبب لك الإجهاد إذا مارستها بطريقة خاطئة أو مكثفة أكثر من اللازم، أو كانت غير ملائمة لبنيتك الجسدية أو مارستها ضمن أماكن سيئة التهوية.
ممارسة التنفس
إن التنفس والتثاؤب والابتسام والغناء والضحك تقنيات تساعد على إطلاق العواطف المكبوتة، ومحاربة الضغوط الجسدية والنفسية التي يسببها التوتر والوقاية منها.
يمتاز التثاؤب بأن له تأثيراً مرخياً مباشراً لأنه يستهدف الجهاز السمبتاوي، إضافةً إلى وجود العديد من الوصلات العصبية بين الدماغ والفك.
أما الغناء فهو تمرين تنفس يساعد على التخلص من التوتر؛ إذ يزيد من استهلاك الأكسجين بنسبة 50% ويعمل على تنشيط عضلات البطن من خلال تقلص المعدة الذي يسببه الزفير.
ويسبب الضحك إفراز الإندورفين، وقد أطلق الطاويون الصينيون على هذه التقنية اسم "التخلص من الدموع".
يُعد التنفس البطني أكثر أساليب التنفس إراحةً للجسد والذهن، ويتمحور حول تحرير الحجاب الحاجز وتوجيهه نحو الأسفل أي طريقة التنفس التي نتبعها بصورة طبيعية في أثناء النوم. يخلصنا التنفس البطني من التوترات العضلية ويعزز انبعاث موجات ألفا وموجات الاسترخاء عن طريق الدماغ.
يمكنك تجربة التنفس البطني عندما تشعر بازدياد الضغط الجسدي والذهني كما يلي: خذ شهيقاً وركز على بطنك خلال ذلك، ثم وجه الحجاب الحاجز نحو الأسفل حتى تمتلئ الرئتان بطريقة صحيحة وينتفخ البطن قليلاً. بعد ذلك أرخِ عضلاتك، وركز على عضلات الكتفين والظهر، وسترى كيف سيساعدك تمرين التنفس البسيط هذا على الحد من التوتر والأضرار الناجمة عنه.
ويمكن تحسين تمرين التنفس البطني من خلال إعطاء عملية التنفس شكلاً هندسياً، فعندما تنام يتخذ تنفسك شكل مثلث رأسه نحو الأعلى، وهو تنفس الاستغراق في النوم، أما عندما تقرأ كتاباً فإن تنفسك يأخذ شكل مثلث رأسه نحو الأسفل وهو تنفس الانتباه والتركيز.