تقنيات نفسية بسيطة تمنحك تميزاً مهنياً واضحاً

4 دقيقة
تقنيات نفسية تميزك مهنياً
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

في عالم عمل يتغير بوتيرة متسارعة، لم يعد الاجتهاد وحده كافياً للتميز المهني. إدارة العقل والطاقة والتركيز أصبحت عناصر حاسمة للأداء الفعال والاستمرارية دون إنهاك. هذه التقنيات النفسية العملية تساعدك على العمل بذكاء، لا بجهد أكبر فقط:

  • صمم بيئة عملك على مقاسك: اختر مكاناً …

في عالم الحياة المهنية الحديث، أضحى التميز أمراً صعباً وخاصة لأن المعرفة والمهارات متاحة للجميع، ففي مسيرتك المهنية قد تلاحظ الكثير من الزملاء البارعين في أداء أعمالهم، وهنا يبرز سؤال مهم؛ كيف تتميز مهنياً وتتمتع بقدرة فائقة على إنجاز أعمالك اليومية مع جداول الأعمال المزدحمة وقوائم المهام التي لا تنتهي؟ الحقيقة أن هناك بعض تقنيات نفسية للتميز المهني، وهي ببساطة عبارة عن أدوات نفسية عملية مبنية على فهم طبيعة السلوك البشري وتوجيه ذلك السلوك نحو إنتاجية أفضل، وفي هذا المقال سنتعرف إلى أهمها.

1. اجعل بيئة عملك متوافقة مع شخصيتك

إن مراعاة سمات شخصيتك عند تجهيز بيئة عملك تساعد على خلق جو ملائم من أجل العمل والإنتاجية؛ لذلك إذا كنت تجد نفسك مشتتاً باستمرار ومتوتراً بلا داع في أثناء العمل، ففكر في إيجاد مكان هادئ للعمل فيه، أو جرب استخدام منتجات تساعدك على حجب المشتتات، مثل سماعات إلغاء الضوضاء، وتذكر دائماً أن إجراء تعديلات بسيطة تتناسب مع شخصيتك، مثل توفير إضاءة طبيعية أكثر أو جعل المكتب خالياً من الفوضى، يمكن أن يحدث تأثيرات إيجابية قوية على إنتاجيتك، ما يؤدي في النهاية إلى تميزك مهنياً.

2. خطط ليومك مسبقاً 

يعد التخطيط المسبق أحد التقنيات النفسية للتميز المهني، على سبيل المثال، حاول أن تستيقظ مبكراً، يمكنك أن تخرج للمشي في الهواء الطلق قبل أن تتناول قهوتك ثم تبدأ عملك، ويمكن القول إن وجود خطة مسبقة لسير العمل يضمن لك ترتيب أولوياتك، وقضاء يومك في إنجاز الأمور الأهم بالنسبة لك، وبمجرد أن تدرك أنك تحرز تقدماً ملحوظاً في أهم مهامك، سيتولد لديك زخم إيجابي لبقية اليوم.

3. ركز على مهمة واحدة 

عندما تتفقد بريدك الإلكتروني، وتتصفح فيسبوك، وتتناول فطورك في آن واحد، قد تعتقد أنك أكثر إنتاجية لأنك تؤدي العديد من المهام في وقت واحد، لكن الحقيقة هي أن هذا يجعلك أقل إنتاجية، وذلك لأن الدماغ لا يستطيع التركيز على عدة أنشطة في وقت واحد، لذلك إذا كنت تود أن تتميز مهنياً وتسلم مشاريعك في وقتها المحدد، ركز على مهمة واحدة في كل مرة، وحين تنجزها بإتقان وكفاءة، انتقل إلى المهمة التالية على قائمتك.

4. استخدم تأثير زيغارنيك بطريقة معكوسة 

يوضح تأثير زيغارنيك أن المهام غير المكتملة تخلق توتراً عقلياً يجعلها لا تنسى، لذلك فأنت تميل إلى تذكر المهام غير المكتملة أكثر من المهام المكتملة، وحتى تتميز مهنياً جرب استخدام هذا التأثير بطريقة معكوسة، ابدأ بأصعب مهمة لديك صباحاً، وحاول إنجازها في بداية يومك لتستغل طاقتك وتركيزك في ذروتهما، وهذا سوف يقلل التوتر ويشعرك بالإنجاز مبكراً، كما أنه سيريح ذهنك، ما يتيح لك إنجاز المهام اللاحقة بثقة وسهولة أكبر.

وفي حال كانت المهمة الأولى كبيرة مثل مشروع ضخم عليك تسليمه، قسم هذه المهمة الكبرى إلى أجزاء صغيرة، وعندما تضطر إلى أخذ استراحة قصيرة، لا تتوقف بطريقة مفاجئة حتى لا يظل عقلك يفكر في المهمة مراراً وتكراراً، لكن توقف عند نقطة محددة وهذا سيمنح عقلك إغلاقاً مؤقتاً عوضاً عن القلق.

اقرأ أيضاً: تأثير زيغارنيك: لماذا نتذكر المهام غير المكتملة أكثر من غيرها؟

5. ركز على إدارة الطاقة بدلاً من إدارة الوقت 

تفترض إدارة الوقت التقليدية أن ساعات العمل جميعها متساوية في القيمة، لكن الحقيقة أنك تمتلك مستويات متفاوتة من الطاقة الجسدية والعقلية والإبداعية على مدار اليوم، حيث إن التميز والإبداع غالباً ما يأتي مقترناً بمستويات الطاقة الأعلى، لذلك حدد ساعات الذورة الإبداعية الخاصة بك وركز خلالها على أداء المهام التي تتطلب تركيزاً وإبداعاً، على سبيل المثال، في الصباح الباكر، أو بعد تناول قهوة الظهيرة، وعلى الجانب الآخر، حاول أداء مهامك الروتينية خلال الوقت الذي تحس فيه بانخفاض الطاقة، يمكنك مثلاً أن ترد خلال هذا الوقت على البريد الإلكتروني أو تضع قائمة مهامك لليوم التالي، المهم ألا تهدر وقت طاقتك الثمين في أداء الأعمال الروتينية.

6. خذ فترات راحة منتظمة 

يحتاج عقلك إلى فترات راحة ليظل محافظاً على مستوى تركيزه. لذلك، أدرج فترات راحة بدنية وذهنية ونفسية في روتينك؛ على سبيل المثال، إذا كنت بحاجة إلى استراحة بدنية، يمكنك المشي حول المبنى قليلاً، وإذا كنت بحاجة إلى راحة ذهنية استمع إلى الموسيقا، أما في حال الحاجة إلى راحة نفسية، فجرب التأمل أو مارس الامتنان، كما يمكنك أيضاً التحدث قليلاً مع أحد زملائك أو الاتصال بصديقك المقرب. 

ويوضح الطبيب النفسي، بندر آل جلالة، أن الشخص الناجح هو الذي يستثمر لحظات الهدوء والراحة ليتقدم، ويتقبل بطأه حين تمر به العواصف، فالنجاح ليس في الأداء المستمر، بل في إدارة الإنتاجية بوعي.

اقرأ أيضاً: لماذا يجب على كل مدير أخذ استراحة نفسية أسبوعية؟

7. اطلب المساعدة مبكراً 

إذا واجهتك مشكلة في مهمة معينة، ففكر في طلب المساعدة من شخص ما فوراً، سواء كان مديراً أم أحد أعضاء الفريق الذي تعتقد أنه قد يعرف الحل، وعلى الرغم من أنك تظن أن حل المشكلة بنفسك أكثر إرضاء، فإن طلب المساعدة مبكراً سيساعدك على إيجاد الحل بطريقة أسرع، ما يسمح لك بإنجاز المهمة في وقت أقل، وبالتالي تميزك مهنياً بسبب أدائك وسرعة بديهتك.

8. استخدم تطبيقات التكنولوجيا الحديثة 

يوفر العديد من البرامج والتطبيقات بعض المميزات المهنية التي يمكن أن تساعد على تبسيط المهام أو ترتيبها أو جدولتها أو تقسيمها إلى أجزاء أصغر، وتحسين تتبع إنتاجية عملك، ما يوفر لك وقتاً لمشاريع أهم. على سبيل المثال، اطلب من أحد التطبيقات أن يرتب لك قائمة المهام ووفر هذا الوقت في التركيز على العمل الإبداعي الذي لا تستطيع التطبيقات إنجازه.

9. جمع المهام المتشابهة معاً 

إذا كانت لديك عدة مهام مترابطة، فإن إنجازها بالتتابع يساعدك على زيادة إنتاجيتك، إذ يتيح ذلك لعقلك التركيز على ذلك الجانب من المشروع، ما يساعدك في الحفاظ على الحالة الذهنية المناسبة لإنجاز تلك المهام. وبالمثل، إذا كانت لديك مهام من مشاريع مختلفة تتطلب نوع العمل نفسه، فإن إنجازها في الفترة الزمنية ذاتها يساعدك على العمل بكفاءة أكبر لأنك قد تكون أكثر دراية بتلك المفاهيم أو البيانات.

10. مارس هوايات إبداعية 

قد تظن أن الهوايات الإبداعية لا علاقة لها بتميزك مهنياً، لكن الحقيقة هي أن ثمة صلة وثيقة بين ممارسة الهوايات والتميز المهني؛ وذلك لأن الهوايات الإبداعية تحسن أداءك في العمل؛ فالأشخاص الذين يمارسون أنشطة تحفز إبداعهم خارج المكتب يحققون أداءً أفضل في العمل، لذلك سواء كنت تستمتع بزيارة المعارض الفنية أم تحب تزيين الكعك، فإن تلك الأنشطة الإبداعية تسهم في زيادة قدرتك على التعافي من ضغوط العمل وتجعلك أكثر إبداعاً وأصالة في أداء مهامك.

اقرأ أيضاً: كيف يسهم الطبخ في تحسين إبداعك؟

المحتوى محمي