ملخص: الحوار إحدى أهم الطرائق اللازمة لتحقيق الهدف المنشود وإقناع الآخرين بقبول فكرة معينة، ويُعد عاملاً مساعداً على تحقيق النجاح في الحياة؛ كما أنه مهارة تُصقل بالتدريب والممارسة، ويمكنك أن تعلم طفلك مهارة الحوار الصحيح عبر اتباع بعض النصائح.
محتويات المقال
قد يبدو الأمر صعباً؛ ولكن عدم تعليم الطفل مهارات الحوار والتواصل الصحيح مع الآخرين قد يعرضه للعديد من المشكلات مستقبلاً، سواء على المستوى الشخصي أو المهني؛ لأن المنطق والفصاحة واللباقة والأدب والحزم دون عدوانية هي عناصر مهمة من قواعد الحوار السليم، وتُعد عوامل مساعدةً على النجاح في الحياة. لذلك؛ إليك فيما يلي 9 نصائح من شأنها أن تساعدك على تعليم طفلك قواعد الحوار الصحيح وتحسين مهارات التواصل لديه.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين عقاب الطفل وتأديبه وأيهما الأصلح؟ الإجابة من طبيب نفسي
9 نصائح لتعليم طفلك قواعد الحوار الصحيح وتحسين مهارات التواصل لديه
في البداية، ربما تعلم أن الطفل سيتعلم الكثير عن قواعد الحوار من خلال التحدث والاستماع إليك، ومن خلال مراقبة محادثاتك مع الآخرين وتقليدها. لذلك؛ احرص أن تتكلم مع الآخرين بطريقة إيجابية، وأن تتعامل مع الخلافات العائلية بطريقة بنّاءة، وأن تستخدم لغة الجسد ونبرة الصوت الصحيحة لإظهار الاهتمام والانتباه عند التحدث إليه. وبصفةٍ عامة، يمكنك أن تطبق النصائح التالية لتطوير مهارات الحوار الصحيح عند طفلك:
1. ابحث عن بيئة مريحة للتواصل
غالباً ما يحتاج الطفل إلى بيئة تناسبه للتواصل والانفتاح. على سبيل المثال؛ ثمة أطفال يشعرون بالراحة للتحدث عندما يذهبون الى النوم، فتراهم ينفتحون ويتحدثون في الفراش دون أي عوائق. في المقابل، تجد أطفالاً آخرين يحبون التحدث في أثناء تناول الطعام أو في السيارة. لذلك؛ انتبه إلى المكان والزمان اللذين يفضلهما طفلك للتحدث، وحاول تعليمه قواعد الحوار في الظروف التي تلائمه.
وجدير بالذكر إن الأطفال يتعلمون كثيراً من خلال اللعب؛ لذلك يمكنك من خلال لعب الأدوار وتقمص الشخصيات من الحياة الواقعية أن تعلم الأطفال قواعد الحوار الصحيح. في الواقع، توصلت إحدى الدراسات العربية المنشورة في "مجلة علوم التعليم" (Education Sciences Journal)؛ التي نفذها الباحثان أيمن صبري ضيف الله (Ayman Sabry Daif-Allah) ومحمد سلطان السلطان (Muhammad Sultan Al-Sultan) من جامعة القصيم في المملكة العربية السعودية، إلى أن محاكاة مواقف الحياة الواقعية قد حفزت الطلاب غير الناطقين باللغة العربية على تطوير مهارات الحوار لديهم، من حيث تعزيز احترام الذات والاستماع الجيد والتعبير عن الرأي واحترام الآخرين.
اقرأ أيضاً: 3 قواعد للاهتمام بالصحة العقلية للأطفال
2. تحدَّث إلى الطفل باستمرار
إن أحد أهم العناصر الأساسية في مهارات الحوار الفعال مع الطفل هو تعليمه بدء الحوار؛ لذلك شجع طفلك على التعبير عن نفسه، واطلب منه أن يروي ما حدث معه في المدرسة أو مع الأصدقاء أو في الملعب أو عند بيت الجد أو أياً كان.
وفي المقابل، حدثّه أنت أيضاً عما حدث معك في يومك، سواء في العمل أو في المنزل، وأخبره عما أزعجك أو أضحكك، ولا بأس من أن تكشف له عن نقاط ضعفك لأن هذا من شأنه أن يجعله أكثر تعاطفاً.
وتذكَّر عندما تحاور الطفل أن تنظر في عينيه، وأن تعلّمه النظر في عينَيّ الشخص الذي يحدّثه لكن دون أن يحدق لفترة طويلة، وأن تكون نبرة الصوت منخفضة ولطيفة وإيجابية، مع تجنُّب التحدث بصوت عالٍ أو استخدام كلمات قاسية؛ كما ينبغي لك تجنُّب وعظه أو نصحه أو انتقاده في أثناء تحدثه إن أردت أن يكون أكثر انفتاحاً.
3. علّمه الإصغاء وعدم المقاطعة
الاستماع جزء أساسي من مهارات الحوار الفعّال؛ لكن إذا كنت تقاطع طفلك كلما نطق جملتين وتصحح أخطاءه، فلن يتعلم كيف يصغي إليك. عليك أن تبقى منتبهاً ومركزاً، وأن تستمع باهتمام لما يقوله دون أن تنشغل بشيء آخر مثل الهواتف المحمولة أو التلفاز أو غيرها.
في المقابل، اطلب منه عدم المقاطعة عندما يأتي دورك في التحدث. يمكنك أن تعلّمه أن يضع يده على ذراعك إذا احتاج إلى مقاطعتك، ثم يمكنك أن تضع يدك الأخرى فوق يده لإعلامه بأنك فهمت. بالإضافة إلى ذلك، علمه كيف يركز في الموضوع نفسه الذي تحدثه فيه، وأن يعطيه الاهتمام الكافي، دون أن يغيره فجأة ويتكلم عن شيء آخر لا يمت للموضوع الأساسي بصلة.
4. علّمه لغة الجسد
تُعد لغة الجسد الصحيحة والإيماءات المثالية وتعبيرات الوجه المُتحكَّم فيها جيداً أجزاءَ أساسيةً من قواعد الحوار السليم. وعلى الرغم من صعوبة تعليمها للأطفال الصغار؛ لكن يمكن البدء بخطوات بسيطة مثل المحافظة على التواصل البصري عند التحدث إلى الآخرين، وعدم فرك عينيه عند التحدث أو الاستماع إلى شخص ما، وتجنُّب إظهار التململ أو النظر في الأرجاء في أثناء الحوار، وعدم إخراج لسانه في أثناء التحدث.
5. علّمه التعاطف
تميل محادثات الأطفال إلى التمحور حول أنفسهم واهتماماتهم الخاصة؛ ومن ثَمّ فإن تطوير التعاطف والاهتمام أمر في غاية الأهمية. لذلك؛ علّم طفلك أن يضع نفسه مكان الشخص الآخر وأن يفهم مشاعره ويراعيها، وأن يسأل الآخرين عن اهتماماتهم وتجاربهم.
على سبيل المثال؛ تحدَّ طفلك أن يكتشف بعضاً من اهتمامات أصدقائه؛ مثل أن يسأل مَن منهم يعزف الموسيقا، أو مَن يتحدث لغة أخرى.
اقرأ أيضاً: ما هي التغيرات النفسية التي تصيب البنات في سن المراهقة؟
6. علّمه أن يفهم مشاعره
إن الأطفال شديدو الانتباه عندما يتعلق الأمر بالمحيط الخارجي؛ لكنهم بالكاد يستطيعون تحليل مشاعرهم وأفكارهم أو فهمها. لذلك؛ وعندما تجد أن طفلك يشعر بالغضب أو الحزن أو يتصرف بوقاحة مع شخص ما، فحاول بلطف أن تجعله يفهم مشاعره ويفكر فيما أثارها بالضبط، وحثه على إيجاد الجواب الصحيح؛ لأن فهم النفس عنصر مهم للحوار السليم.
7. علّمه استخدام المفردات المهذبة
صحيح أن الصراحة والشفافية أمران مهمان بالنسبة إلى قواعد الحوار الصحيح؛ لكن ليس على حساب كرامة الآخرين واحترامهم. لذلك؛ علّم الطفل طريقة التعبير عن مشاعره دون أن يصبح وقحاً أو مؤذياً لمشاعر الآخرين.
وجدير بالذكر إن الأطفال قد يشعرون بالغضب بسهولة، وقد يتفاعلون بعنف مع بعض المواقف؛ لذلك ينبغي تعليمهم فهم مشاعرهم والتعبير عنها بطريقة صحيحة، واستخدام بدائل أكثر تهذيباً واحتراماً.
على سبيل المثال؛ عندما تسمع طفلك ينعت أخاه بالغباء بسبب رأيه المخالف، علّمه أن يقول: "أنا أختلف معك"، أو "لديّ رأي مختلف".
اقرأ أيضاً: كيف يمكن للوالدين التعامل مع الطفل ذي الاحتياجات العالية؟
8. شجّعه على التحدُّث إلى الكبار
على الرغم من أن الطفل قد يشعر براحة أكبر عند التحدث إلى أقرانه؛ لكن ومع ذلك، ينبغي تشجيعه على التحدث إلى الكبار أيضاً، سواء عند زيارة الطبيب أو في المناسبات الاجتماعية؛ حتى تزداد ثقته بنفسه ويكتسب القدرة على التحدث دون الشعور بالخوف أو الخجل.
وتذكَّر ألا تطرح الأسئلة نيابة عن طفلك أو تجيب عنه؛ بل امنحه الفرصة لأن يسأل ويجيب بنفسه، ولا تهبّ لإنقاذه عند خوضه أي مشكلة. على سبيل المثال؛ إذا اشتكى طفلك من أن المعلم كان غير عادل في المدرسة، فلا تسارع في الاتصال مع المعلم؛ بل شجع طفلك على أن يحاور معلمه، وأن يدافع عن قضيته بنفسه، وأن يتعلم كيف يحل المشكلات من خلال الحوار الفعال.
اقرأ أيضاً: الصحة النفسية لمقدم الرعاية: لا تنسَ الاعتناء بنفسك أيضاً!
9. شجّعه على كتابة اليوميات
بالنسبة إلى الأطفال الذين يعرفون الكتابة، فإن كتابة اليوميات ستساعدهم على التفكير بوضوح وفهم مشاعرهم على نحو أفضل؛ كما قد تساعدهم أيضاً على الشعور بالثقة والاستعداد على نحو أكبر قبل التواصل اللفظي مع أي شخص آخر.