كيف يمكن للوالدين التعامل مع الطفل ذي الاحتياجات العالية؟

الطفل ذو الاحتياجات العالية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: هل يبكي طفلك الصغير طوال الوقت ويرفض الابتعاد عنك؟ ربما يكون من ذوي الاحتياجات العالية؛ إذ يُظهر هؤلاء الأطفال حاجة مستمرة إلى الاهتمام ما قد يستهلك الكثير من طاقة الوالدين. فكيف يمكنك إدارة احتياجات طفلك بطريقة صحيحة إذا كنت تواجه حالة مماثلة؟ الأطفال الصغار كلهم لديهم احتياجات لكن بعضهم متطلب أكثر من غيره، وقد درس طبيب الأطفال الأميركي ويليام سير حالة هؤلاء في كتابه “لمَ يبكي الطفل الصغير؟ الحياة مع الصغير ذي الاحتياجات العالية”، ويقول المختص إنه نفسه عانى هذه المشكلة مع أحد أطفاله، وقد سمحت له هذه التجربة بتحديد سمات الطفل ذي الاحتياجات العالية وقدم مجموعة من النصائح للوالدين للتعامل معه بطريقة صحيحة.

هل يبكي طفلك الصغير طوال الوقت ويرفض الابتعاد عنك؟ ربما يكون من ذوي الاحتياجات العالية؛ إذ يُظهر هؤلاء الأطفال حاجة مستمرة إلى الاهتمام ما قد يستهلك الكثير من طاقة الوالدين، فكيف يمكنك إدارة احتياجات طفلك المتطلب بطريقة صحيحة؟ تجيبك عن هذا السؤال الطبيبة النفسية لارا كوشتو (Lara Cocheteux).

الأطفال الصغار كلهم لديهم احتياجات؛ لكنّ هناك أطفالاً متطلبين أكثر من غيرهم وهم يُعرفون بالأطفال ذوي الاحتياجات العالية، وقد درس طبيب الأطفال الأميركي ويليام سير (William Sears) حالة هؤلاء في كتابه “لمَ يبكي الطفل الصغير؟ الحياة مع الصغير ذي الاحتياجات العالية” (Why does baby cry? Living with a baby with intense needs)، ويقول سير إنه نفسه عانى هذه المشكلة مع أحد أطفاله، وسمحت له هذه التجربة بتحديد سمات الأطفال ذوي الاحتياجات العالية، وسلوكيات الصغار التي على الوالدين متابعتها ليتمكنوا من فهمهم على نحو أفضل.

ما سمات الطفل ذي الاحتياجات العالية؟

يحدد طبيب الأطفال ويليام سير 12 سمة لهذا الطفل وهي كما يلي:

  1. شديد الانفعال.
  2. مفرط النشاط.
  3. يستنزف طاقة والدَيه.
  4. متطلّب.
  5. لا يشعر بالرضا.
  6. متقلّب المزاج.
  7. مفرط الحاسية.
  8. يعاني صعوبات في النوم.
  9. يحتاج إلى الإطعام على نحو متكرر.
  10. لا يستطيع الابتعاد عن حضن والدَيه.
  11. لا يستطيع تهدئة نفسه.
  12. حساس تجاه الانفصال.

وتوضح الطبيبة النفسية لارا كوشتو إن هذه خصائص لدى الطفل وليست أعراضاً مرضية، فالطفل ذو الاحتياجات العالية في حد ذاته لا يعاني أي مشكلة بل كل ما هنالك أنه في حاجة مستمرة إلى الاهتمام، الأمر الذي قد يجعل تربيته أصعب على والدَيه. وتقول المختصة: “قد لا نجد هذه الخصائص كلها لدى الطفل؛ لكن إذا كان لديه بعضها ولا سيما الحساسية المفرطة، فيمكن اعتباره ذا احتياجات عالية وعلى الوالدَين هنا التساؤل عما يمكنهما فعله”.

يشعر الطفل ذو الاحتياجات العالية بالراحة في حضن والدَيه أو حينما يتفاعل معهما، وهو لديه احتياجات باقي الأطفال ذاتها لكنه يعبر عنها بانفعال أقوى مقارنة بهم، فعندما يبتعد والداه عنه مثلاً، يهتاج نفسياً ويدخل في نوبة بكاء شديد. وتقول المختصة: “لا يشير ذلك غالباً إلى مشكلات عاطفية كما أن ردود أفعاله لا ترتبط بحالة جسدية ما، وكل ما هنالك أنه يتمتع بمزاج معين وحساسية خاصة إذ إنه يشعر بما حوله بشدة أكبر”. يتسم الأطفال ذوو الاحتياجات العالية أيضاً باليقظة وحب استطلاع العالم الخارجي، ولذلك فهم يستعينون بوالديهم أكثر مما يفعل الأطفال الآخرون.

كيف أتصرف مع طفلي ذي الاحتياجات العالية؟

يشعر والدا الطفل ذي الاحتياجات العالية غالباً بالعجز والإرهاق فكيف يمكنهما التأقلم مع هذه الحالة؟ ترى لارا كوشتو أن الحل بسيط وتقول: “دور الوالدين هو التعرف إلى مشاعر الطفل وإدراكها، ومساعدته ليتعلم التعايش معها وتحويلها إلى نقاط قوة واكتشاف حدودها وخلق حالة من التوازن فيما بينها، إضافةً إلى مساعدته ليتعلم كيف يهدئ نفسه بنفسه ويأخذ قسطاً من الراحة عند الضرورة، وبمعنىً آخر تعلميه كيف يعيش الحياة”، وتتابع: “خلال الأشهر القليلة الأولى من حياة الطفل، من المهم أن يستمع الوالدان باهتمام إلى حاجاتهما وحاجات طفلهما التي يمكن أن تتعارض فيما بينها”.

النقطة المهمة الأخرى هي البيئة المحيطة؛ إذ ليس من السهل دائماً إدارة نوبات بكاء الطفل وغضبه وبخاصة إذا كان ذا احتياجات عالية ويطلب الاهتمام على نحو مستمر، الأمر الذي يرهق الوالدين. لذلك؛ يجب ألا يترددا في طلب المساعدة من المحيطين بهما، وإذا لم يكن ثمة من يمكنه دعمهما فعليهما أن يتعلما كيفية التناوب ودعم بعضهما بعضاً.

20 نصيحة لوالدَيّ الطفل ذي الاحتياجات العالية

يقدم ويليام سير 20 نصيحة للوالدَين لمساعدتهما على التعايش مع هذه الفترة من حياتهما وحياة الطفل بطريقة أفضل:

  1. اعتنيا بنفسَيكما.
  2. لا تشعرا بالذنب حينما لا تلبّيان بعض احتياجات طفلكما.
  3. ليكن الحصول على قدر كافٍ من النوم أولويةً لكما.
  4. تحلَّيا بالإيجابية.
  5. تحلَّيا بالصبر.
  6. ركّزا على المشكلات الكبيرة.
  7. اعلما أن كل طفل فريد من نوعه.
  8. لا تقارنا طفلكما بالأطفال الآخرين.
  9. اخرجا في نزهات مع طفلكما.
  10. ابحثا عن الطريقة الصحيحة لتربية الأطفال.
  11. اطلبا المساعدة.
  12. أسِّسا مجموعة دعم أو شاركا في واحدة.
  13. تقاسَما الأعباء.
  14. ضعا خطة للتعامل مع طفلكما.
  15. ضعا رؤية وأهدافاً بعيدة المدى.
  16. ضعا نفسَيكما مكان طفلكما.
  17. أجرياِ تغييرات كبيرة ولكن بالتدريج.
  18. لا تنظرا إلى وضع طفلكما بوصفه مشكلة.
  19. ادرسا سلوكيات طفلكما.

الطفل ذو الاحتياجات العالية هو كأي طفل آخر لكنه يتمتع بطبع خاص وميزات مختلفة، وتقدم لارا كوشتو نصيحةً أخيرةً للوالدَين فتقول: “قد يبدو تعبير “الطفل ذي الاحتياجات العالية” سلبياً للوهلة الأولى؛ لكنه على العكس تماماً، لأن هذا الطفل يتمتع بالحساسية وحب الاستطلاع واليقظة وهي سمات إيجابية ومن الخطأ أن يحاول الوالدان وضع حد لها؛ كما أنهما لن يتمكنا من ذلك بل ما يمكنهما فعله هو تخفيف حدة حساسية طفلهما الشديدة”.

المحتوى محمي !!