ملخص: ماذا يعني أن تكون شجاعاً؟ هل يجب أن تكون فارساً مغواراً أو شخصية تاريخية معروفة بشجاعتها أو حتى ناشطاً ثورياً، لتُعتبر شجاعاً؟ هل هناك بيننا أناس عاديون يظهرون شجاعة كل يوم؟
محتويات المقال
الشجاعة عند أرسطو هي الوسط الذهبي بين الخوف والميل إلى المخاطرة المتهورة، بين الضعف وفقدان الوعي، ويقول أستاذ الفلسفة ومؤلف كتاب "من الشجاعة إلى الحقيقة" (Du courage à la vérité)، دومينيك ليباج (Dominique Lepage): "ومن ثم يتمحور الأمر حول الحفاظ على الحد المناسب من الخوف، فالخوف الزائد يؤدي إلى الجبن، أما نقص الوعي فيمنعنا من التفكير على نحو سليم ويؤدي إلى تهور كبير". لكن من هم هؤلاء الذين يعتبرون شجعاناً؟
الشجاعة في العصر الحالي
يقول جان لويس سيرفان شرايبر (Jean-Louis Servan-Schreiber) في كتابه "عودة الشجاعة" (Le Retour du courage): "الشجاعة التي أحتاج إليها دائماً هي تلك التي تسمح لي بالالتزام أمام نفسي". الشجاعة اليوم تعني التحلي بالجرأة لعيش حياتك كما تريد وهو ما يحاول الفيلسوف ميشيل لاكروا إيصاله في كتابه "الشجاعة المتجددة" (Courage réinventé) إذ يقول:
"كانت الشجاعة بمعناها الأساسي تمثل فضيلة من فضائل المحاربين، أما اليوم فإن من أوجهها قدرة المرء على قول لا وتأكيد رأيه، وهو ما نسميه الحزم". إذا كانت الشجاعة بالمعنى التقليدي ما زالت تستحق الثناء اليوم، فإن الشجاعة التي يتحلى بها المرء ليكون على طبيعته لا تقل أهمية، يقول ميشيل لاكروا: "لا يقتصر تأكيد الذات على العلاقة مع الآخرين، بل يشمل علاقة المرء بنفسه أيضاً" تتضمن الشجاعة دائماً صراعاً نفسياً مع الذات، وحواراً داخلياً: لكي أؤكد ذاتي، يجب أن أحارب مخاوفي وخجلي وأتحلى بقدر معين من ضبط النفس.
السلوكيات التي تدل على الشجاعة
يوضح الفيلسوف: "حينما يدرك الفرد أن حياته الشخصية لا تسير كما ينبغي أو أن علاقته بشريكه سيئة أو أنه يتخذ خيارات خاطئة فإن عليه تنمية الصدق مع الذات، وهذا جزء لا يتجزأ من الشجاعة اليوم". من علامات الشجاعة تماشي أفعالنا مع قيمنا وحقيقتنا، في منشور على إنستغرام، أدرجت المعالجة النفسية سارة كوبوريك (Sara Kuburic) السلوكيات التي يمكن أن تدل على الشجاعة دون أن ندري.
- منح الآخرين فرصة ثانية والصفح عن الذات.
- تأكيد الذات والدفاع عن الآراء الشخصية.
- رفض طلبات الآخرين غير المناسبة.
- إظهار الضعف الإنساني والصدق مع الآخرين.
- الاعتذار عند ارتكاب خطأ.
- الصدق مع الآخرين.
- خوض تجارب جديدة مثل تغيير المسار المهني أو الانتقال إلى مكان آخر.
- ترك العلاقات غير الصحية.
- إنشاء حدود واضحة مع الذات والآخرين.