هل تشعر أنك تريد البكاء لكن لا تستطيع؟ إليك السبب والحل

الحزن
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: الحزن هو أحد ضغوط الحياة الذي لا مفر منه على الإطلاق، فغالباً سيواجهك في مرحلة ما من حياتك، والتعامل مع هذا الحزن يكون عبر الكثير من الطرائق وأهمها البكاء. ومع ذلك، هناك أشخاص يفقدون القدرة على البكاء لأسباب نفسية أو صحية أو ثقافية، فماذا نفعل عندما نفقد قدرتنا على البكاء؟ إليكم الإجابة في هذا المقال.

البكاء جزء طبيعي من تجربتنا الإنسانية، فأحياناً نذرف الدموع حين نشاهد فيلماً مؤثراً أو عندما نشعر بألم جسدي أو عاطفي. وفي بعض الأوقات، قد نبكي عند قراءة رواية حزينة أو المرور بحدث غير متوقع في الحياة مثل فقدان أحد الأقرباء.

ويفضل بعضنا البكاء في الأماكن المغلقة؛ بينما يشعر بعضنا الآخر بالحاجة إلى البكاء أمام الأهل والأصدقاء، وأحياناً قد نكتم دموعنا حتى لا نشعر بفقدان السيطرة؛ لكن ماذا نفعل عندما نفقد قدرتنا على البكاء؟ حين نرغب بذرف الدموع ولا نستطيع ذلك لأي سبب من الأسباب؟ الإجابة سنعرفها من خلال هذا المقال.

ثمة 3 أنواع للدموع، هل تعرفها؟

البكاء سلوك طبيعي ينتج من مجموعة متنوعة من الأسباب التي تشمل الاستجابات العاطفية والفيزيائية والكيميائية من جسدك؛ لذا يمكن أن يُشعرك البكاء لأسباب عاطفية بالتحسن. وثمة 3 أنواع من الدموع؛ وهي:

  1. الدموع الأساسية: تُقصد بها الدموع التي توجد دائماً في العين؛ وذلك لأن القنوات الدمعية تفرز الدموع الأساسية باستمرار مع كل مرة يرمش فيها الشخص، وتتكون هذه الدموع من الزيت والمخاط والماء والملح، وهي غنية بالبروتينات وتساعد على إبقاء العين رطبة وتسهم في مكافحة العدوى لأنها تحتوى على مضادات البكتيريا.
  2. الدموع الانعكاسية: وهي الدموع التي تذرفها العين عند التعرض للأجسام الغريبة والمهيجات؛ مثل تلك التي تنذرف عند تقشير البصل أو عندما تتلوث عيناك بالغبار.
  3. الدموع العاطفية: تتدفق هذه الدموع استجابةً لمشاعرَ قوية مثل الحزن أو الفرح أو الغضب، وهذه الدموع لديها التركيب الكيميائي للدموع الأساسية نفسه؛ لكنها تحتوي على المزيد من هرمونات التوتر ومسكنات الألم الطبيعية.

اقرأ أيضاً: البكاء أثناء النوم: الأسباب والعلاج

5 فوائد للبكاء

وفقاً للأكاديمية الأميركية لطب العيون (the American Academy of Ophthalmology AAO)؛ يوجد العديد من الفوائد للبكاء وأهمها:

  1. تحسين الحالة المزاجية.
  2. محاربة بكتيريا العين.
  3. تحسين الرؤية.
  4. تخفيف الحزن.
  5. استعادة التوازن العاطفي.

لماذا نفقد قدرتنا على البكاء في بعض الأحيان؟

البكاء هو استجابة طبيعية للألم والعاطفة؛ لكن في بعض الأحيان نفقد قدرتنا على البكاء وذلك للأسباب التالية:

1. أسباب طبية: ثمة حالات طبية تؤثر في قدرتنا على البكاء؛ مثل:

  • التهاب القرنية والملتحمة الجاف أو ما يُعرف باسم “متلازمة جفاف العين”.
  • اضطرابات الغدة الدرقية.
  • تناول بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب وحبوب منع الحمل الهرمونية والأدوية المضادة للسرطان.
  • الخضوع لعملية جراحية في العين بالليزر مؤخراً.
  • التهاب المفصل الروماتويدي.
  • الإصابة بداء السكري.
  • استخدام العدسات اللاصقة.
  • الإصابة بمتلازمة شوغرن؛ حيث تتسبب هذه المتلازمة في قيام خلايا الدم البيضاء في الجسم، بمهاجمة الغدد التي تنتج الرطوبة مثل القنوات الدمعية والأغشية المخاطية.

2. أسباب بيئية: إذا كنت تعيش في مناخ جاف أو عاصف جداً، فقد تلاحظ أنك لا تفرز الكثير من الدموع؛ ويحدث هذا لأن جفاف الهواء يجعل دموعك تتبخر بسرعة.

3. أسباب متعلقة بالصحة النفسية: إلى جانب الاضطرابات الصحية، هناك الكثير من الأسباب النفسية التي تجعل الشخص غير قادر على البكاء مثل:

  • الإصابة بالاكتئاب: قد يبدو الأمر متناقضاً لكن الكثير من المصابين بالاكتئاب يفقدون القدرة على البكاء؛ وذلك لأن الاكتئاب يمكن أن يعبر عن نفسه بطرائق مختلفة. عندما تفكر في الاكتئاب، قد تتخيل شخصاً يعاني الحزن؛ لكن أحياناً يأتي الاكتئاب على هيئة إحساس بالفراغ يجعل المصابين به غير مهتمين على الإطلاق بالعالم من حولهم ولا يتفاعلون مع الأحداث بالطريقة المعتادة؛ وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدم القدرة على البكاء.
  • الإصابة بالأنهيدونيا أو انعدام اللذة: وهي حالة من فقدان الاهتمام والمتعة بالأنشطة الاجتماعية والأحاسيس الجسدية جميعها.
  • المشاعر المكبوتة: يواجه بعض الأشخاص صعوبة في إدارة العواطف، فيدفعها جانباً أو يدفنها من أجل التأقلم. في البداية، يحدث هذا عمداً لكنه يصبح تلقائياً مع مرور الوقت.
  • الفصام: إذا كنت مصاباً بالفصام، وهو حالة صحية عقلية خطِرة تؤثر في إدراكك للواقع، فقد تواجه مشكلة في البكاء بسبب ضعف قدرتك على التعبير عن مشاعرك.
  • التعرض للإساءة الجسدية أو النفسية: قد يستخدم الأشخاص الذين يتعرضون للإيذاء والصدمات التخدير العاطفي بوصفه وسيلة للتخلص من الألم والضيق، ويعاني الناجون من الإساءة أحياناً مشاعرَ مخدرة أو صامتة.
  1. النشأة في بيئة تعتبر البكاء ضعف للشخصية: تؤكد الطبيبة النفسية نيريدا غونزاليس بيريوس (Nereida Gonzalez-Berrios)، إن ثمة وصمة عار ثقافية مرتبطة بالبكاء في بعض المجتمعات؛ حيث يُنظر إلى الشخص الذي يبكي على أنه ضعيف الشخصية، فبعض المجتمعات يعتقد أن البكاء بطبيعته أنثوي ولا يجوز للرجال البكاء.

اقرأ أيضاً: ما تفسير البكاء من منظور علم النفس؟

ماذا تفعل عندما تفقد قدرتك على البكاء؟

تشجع المعالجة النفسية منيرة الحرابي على البكاء من أجل التنفيس عن التوتر والغضب والألم العاطفي، وعلى الرغم من أهمية ذلك، فأحياناً نفقد قدرتنا على البكاء وعلى التنفيس عن مشاعرنا، وحينها يمكن اتباع الطرائق التالية لحل تلك المشكلة:

1. اكتشف عواطفك: هناك أشخاص يمنعون أنفسهم، عن قصد، من الاستجابات العاطفية التي تسبب البكاء، ويؤدي هذا الأمر بمرور الوقت إلى التوقف عن الشعور بالعواطف حتى في حال التعرض لمواقف ساحقة أو حزينة؛ ولهذا يجب في هذه الحالة قضاء بعض الوقت من أجل استكشاف ما يشعرون به؛ وهذا قد يساعد بمرور الوقت على إعادة الاتصال بالعواطف المقموعة من قبل.

2. كُن مرتاحاً مع مشاعرك: يمكن أن يكون الشعور بالراحة تجاه المشاعر خطوة مهمة للأشخاص الذين يقمعون عواطفهم أو يعتقدون أن البكاء علامة ضعف. ومن أجل الشعور بالراحة مع المشاعر، يمكن اتباع التالي:

  • كتابة المشاعر على الورق.
  • التحدث إلى صديق مقرب عن تلك المشاعر.
  • التحدث إلى متخصص نفسي حتى يساعدك على الاعتراف بأن ما تشعر به طبيعي.

3. ابحث عن مكان آمن: لا يحب الجميع التعبير عن مشاعره علناً، وفي هذه الحالة يجب أن يجد الشخص مكاناً يشعر فيه بالأمان للتعبير عن مشاعره، وقد تشمل المساحات الآمنة:

  • غرفة النوم.
  • منطقة هادئة في حديقة.

4. خذ حماماً دافئاً: إذا كنت تجد صعوبة كبيرة في البكاء ولا تحب إحساس الدموع وهي تنهمر من عينيك، جرب الاستحمام. وفي أثناء نزول الماء من المِرَشّ، اترك لعينيك العنان وامزج دموعك مع الماء، ووقتها لن تشعر بأنك تبكي لأن الدموع ستتداخل مع ماء الحمام الدافئ.

في النهاية، البكاء هو تعبير طبيعي عن المشاعر، ومع ذلك فإنه ليس سهلاً على الجميع. إذا حدث وشعرت بأنك لا تستطيع البكاء فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنك ليس لديك مشاعر، فقد يكون هناك الكثير من الأسباب الخارجة عن إرادتك التي تمنعك من البكاء؛ لكن إذا شعرت بأنك ترغب بشدة في البكاء دون جدوى، فوقتها يجب التواصل مع طبيب نفسي مختص.