ملخص: ما الذي يمكنك فعله في مواجهة ضغوط الحياة اليومية وعوامل التوتّر العديدة؟ هناك نصائح ووصفات لا حصر لها، وثمة خبراء ومختصون لا يتوقفون عن تقديم الحلول السحرية، لكن هل تعلم أنك تمتلك آلية شخصية تساعدك على ذلك؟ إنها قدرتك الفطرية على التكيف. أنت توظّفها تلقائياً دون أن تعي ذلك في كثير من الأحيان لمواجهة تحدّياتك اليومية، وما عليك إلا أن تعزّزها. إليك بعض الاستراتيجيات والأساليب المساعدة.
محتويات المقال
كيف تؤثر تحدّيات الحياة اليومية في صحتنا النفسية؟
عادة ما نجد أنفسنا عالقين في مأزق أساسي يتعلّق بإدارة تحدّيات علاقاتنا اليومية التي قد تسبّب لنا التوتر أو القلق، أوتقودنا إلى الشعور بالاكتئاب. وغالباً ما تتحوّل عواطفنا ومشاعرنا الشخصية إلى معوّق نفسي عندما تصطدم بعواطف مخاطَبينا، سواء في علاقاتنا المهنية أو الأسرية أو خلال مسار تحقيق الذات. وتندرج هذه المشكلة في إطار إدارة العلاقات مع الآخرين، التي تسيطر على حياتنا وتحرمنا أحياناً من الشعور بالسعادة.
لمواجهة هذه المشكلة، نحتاج إلى مهارات التكيّف التي تمثّل استراتيجيات نضعها لإدارة التحديات وعوامل التوتر الناجمة عن هذه العلاقات الشخصية أو السياقات المجتمعية الصعبة أو الاضطرابات الكبرى. ووفقاً لدراسة نشرتها مجلة سايج أوبن (SAGE open) فإن آليات التكيف المعتمِدة على تعزيز التفاؤل مثلاً تسمح بالحدّ من نمو اضطرابات القلق والاكتئاب لدى فئة من الناس.
ما أهمّ استراتيجيات التكيّف؟
هناك أساليب عديدة تساعدنا على التكيّف وتسعى كلها إلى هدف واحد: توفير موارد التأقلم مع تقلبات الحياة وضمان الشعور بالرفاهية. في هذا السياق يمكن أن نميز بين أنواع عديدة من أساليب التكيف: التكيّف من خلال المعنى الذي يهدف إلى تحليل موقف معيّن لفهمه والتعامل معه على نحو أفضل، أو التكيّف من خلال المشكلة الذي يرتكز على تعلم حل المشكلات والتمكّن من اتخاذ القرارات والتخطيط والتحليل إلى غير ذلك، أو التكيف العاطفي الهادف إلى فهم أفضل للمشاعر الشخصية واستيعابها لمواجهة عوامل التوتر.
والأسلوب الأكثر شيوعاً على الرغم من أنه يتطلب أحياناً جهداً كبيراً هو استراتيجية التباعد، أي فنّ النأي بالنفس عن سيطرة العواطف، وهو يقترن أيضاً بفنّ التفكير العقلاني لتحديد الحلول الواقعية المفيدة لمواجهة موقف معين. نحن جميعاً نطبّق هذه الاستراتيجيات على نحو غريزي، لكن من الممكن تعزيز قدراتنا على التكيّف وجعلها تلقائية في حياتنا اليومية وتحويلها إلى عادات جديدة ودائمة.
كيف نعزّز قدراتنا على التكيّف؟
لدينا جميعاً قاعدة قدرات تكيّف فطرية، لكنّها لا تتلاءم دائماً مع المواقف المختلفة. لذا؛ نشعر أحياناً بالعجز عن إدارة مشاعر التوتر أو حالاتنا المزاجية في مواجهة مشكلات حياتنا اليومية. هذا يعني أن تعلّم أساليب جديدة قد يساعدنا على حلّ المشكلات التي ترهقنا.
إليك إذاً كيفية تحسين قدرتك على التكيّف من خلال تعزيز بعض الاستراتيجيات واستكشافها لتجنّب الشعور بالإرهاق. ابدأ أولاً بتحديد مَواطن ضعفك. لا يخصّص معظمنا وقتاً لهذا التحليل الموضوعي من أجل فهم الذات على الرغم من أن تحديد مواطن الضعف الشخصية ضروري للتمكّن من التكيّف معها والتغلّب عليها.
3 استراتيجيات تساعدك على تخفيف تأثير الضغوط اليومية
الأسلوب الأول لتعزيز قدراتك على التكيف هو التعزيز الذاتي. عندما تخطو خطوة ناجحة في إدارة شؤونك اليومية فعليك أن تهنئ نفسك وتكافئها. والهدف من ذلك هو التخلص من عدم الثقة بالنفس. التعزيز الذاتي استراتيجية مثمرة تسمح لك باستنهاض قدراتك على التكيف مع أبسط المشكلات اليومية.
يعتمد الأسلوب الثاني على ملاحظة قدرات التكيف التي يتمتع بها الآخرون، وتحليلها لاستلهام بعض الأفكار التي يمكن أن تطبّقها في حياتك الشخصية. لكلّ فرد قدرات تكيف خاصة، لذا؛ بإمكانك أن تستلهم من قدرات أصدقائك ومن حولك بعض الحلول المفيدة لك.
والأسلوب الثالث الذي يمكن أن يساعدك على تعزيز قدراتك هو التمكّن من حصر عوامل توترك والإحاطة بها، كي تتصرف على نحو استباقي. إذا كنت مثلاً مقبلاً على حدث قد يسبب لك التوتر؛ فاستعدّ له مسبقاً من خلال تحديد الاستراتيجية المناسبة للتكيّف معه. وإذا تصرّفت وفقاً لهذا الأسلوب فلا تنسَ تقييم أفعالك وتتبُّع التقدّم الذي تحرزه؛ لأن تبنّي طقوس جديدة في حياتك اليومية يتطلب منك بعض الجهد، وسيكون من الأسهل إحراز تقدم إذا جمعت بين تحليل الجهود والتعزيز الإيجابي الذي أشرنا إليه.
هكذا يمكنك تعزيز قدرتك على التكيف والعناية بصحتك النفسية من خلال تبني السلوكيات المناسبة في مواجهة تحديات الحياة اليومية. كما ستساعدك هذه الاستراتيجيات على زيادة مستوى جودة حياتك والشعور بالسكينة والاطمئنان، من خلال الحدّ من مظاهر المعاناة اليومية البسيطة أو المعقّدة.