ملخص: ثمة سمات شخصية مؤذية للغاية، إذا اتّصف بها شخص ما فإنه يصبح عبئاً حقيقياً على نفسه وعلى الآخرين. بعض هذه السمات اجتمع في مفهوم "الثالوث المظلم" الذي يعدّ تركيبة نفسية مدمّرة، تنطوي على سلوكيات سامّة وضارّة جدّاً للذات والآخرين. فما المقصود بالثالوث المظلم؟ وما السمات التي يتكون منها؟ وكيف يمكن كشفها؟ يجيب المقال التالي عن هذه الأسئلة، ويوضّح مفهوم الثالوث المظلم بتفصيل.
محتويات المقال
هناك مفهوم نفسي مثير للاهتمام والقلق في الوقت نفسه يُعرف باسم "الثالوث المظلم". إنه مكوّن من 3 سمات شخصية تشمل النرجسية والميكافيلية والسيكوباتية؛ وهي سمات تشكل نمط الشخصيات الخطرة على الأرجح.
وقد شرحت المعالجة والخبيرة في تقديم الدعم النفسي لضحايا المنحرفين النرجسيين، جونفييف شميت (Geneviève Schmit)، هذه التركيبة النفسية المميّزة في مقال لها على صفحات مجلة ماري كلير (MarieClaire).
النرجسية والميكافيلية والسيكوباتية
يشمل الثالوث المظلم 3 سمات شديدة الضرر نظراً إلى ارتباطها بسلوكيات غير اجتماعية تسودها الأنانية والتلاعب. تظهر النرجسية من خلال حب ذاتي مفرط وحاجة ماسة إلى نيل الإعجاب والشعور بالتفوق.
وتصف المكافيلية المنسوبة إلى المفكّر السياسي الإيطالي الشهير نيكولو ميكيافيلي (Niccolò Machiavelli) القدرة الحازمة على تضليل الآخر لتحقيق الأهداف والغايات دون وازع أو أخلاق في الغالب. بينما تتجلى السيكوباتية في غياب التعاطف، والميل إلى الاندفاع والأنانية.
سلوكيات تثير بعض الإشكاليات
تحمل هذه السمات تأثيرات مدمرة محتملة؛ لكن يجب ألّا نربطها تلقائياً بفكرة الخطر، فهي جزء من طيف أوسع وتتأثر بعوامل متعددة مثل التربية والسياق الاجتماعي، ولا تعني أن الشخص الذي يتّسم بها شخص خطر بالضرورة. لكنّ حضورها يمكن أن يشير إلى سلوكيات تثير بعض الإشكاليات، وميول ضارّة قد تسبب الأذى للآخرين.
التلاعب وغياب التعاطف والرغبة في السيطرة
تشمل الإشارات التحذيرية المرتبطة بالثالوث المظلم التلاعب وغياب التعاطف واستغلال الآخر، علاوة على الأنانية المفرطة والرغبة في السيطرة والتحكم. وتتطلب هذه السمات التي يحرص أصحابها في الغالب على إخفائها انتباهاً شديداً للتمكّن من كشفها في الذات أو لدى الآخرين.
لكن يجب أن نكون حذرين عند إجراء تقييم كشف سمات الثالوث المظلم في الذات أو لدى الآخرين لأن النظرة الذاتية والإنكار يمكن أن يؤثرا في مصداقية هذا التقييم.
اقرأ أيضاً: