الرجاء تفعيل الجافاسكربت في متصفحك ليعمل الموقع بشكل صحيح.

كيف تتحكم في مشاعرك وتتجاوز المواقف الصعبة بثبات؟

4 دقيقة
الثبات الانفعالي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

في معظم جوانب حياتي أشعر بالثقة والاستقرار، ولكن عندما أكون في العمل أعاني الشك الذاتي والخوف، حتى أصغر الأخطاء يمكن أن تدفعني إلى دوامة هائلة من الخوف والتوتر والقلق، وفي بعض الأوقات ألجأ إلى لوم الذات، وفي الحقيقة إن هذا الأمر محبط جداً، لأنه يستنزفني ويستهلك طاقتي، وعلى الرغم من أن المشاعر الصعبة مثل القلق والغضب هي مشاعر طبيعية وتجسد جزءاً أصيلاً من كون الإنسان إنساناً، فإن الانغماس فيها قد يؤدي إلى الإحساس بالإحباط، ومن ثم، كيف يمكنك أن تزيد قدرتك على الثبات الانفعالي في أصعب المواقف؟ الإجابة من خلال هذا المقال.

ما هو الثبات الانفعالي؟

يشير مصطلح "الثبات الانفعالي" إلى القدرة على إدارة العواطف والتعبير عنها تعبيراً صحياً ومناسباً، حتى في أصعب المواقف، ما يعني أن لديك القوة الداخلية لمواجهة تحديات الحياة والبقاء ثابتاً حتى عندما تبدو حياتك في أشد حالاتها فوضوية، ويمكن القول إن الثبات الانفعالي لا يعني أنك لا تقلق أو لا تغضب أبداً، لكنه يعني أنك قادر على تقبل تلك المشاعر وتنظيمها على نحو فعّال.

وإذا كنت غير قادر البتة على الثبات الانفعالي في المواقف العصبية، فهذا يعني أنك تركن إلى العصابية؛ وهي ظهور المشاعر السلبية العاصفة على نحو متكرر في أثناء التعرض للتوتر والمواقف المزعجة. والشخص العصابي عادة ما يكون مندفعاً ومنتقداً لنفسه وشديد الحساسية تجاه الانتقادات الخارجية، وفي معظم الأوقات يشعر بأنه دون المستوى المطلوب.

اقرأ أيضاً: ما هو فرط الانفعال وكيف يختلف عن فرط الحساسية النفسية؟

لماذا يعد الثبات الانفعالي مهماً في حياتك اليومية؟

توضح مختصة علم الأعصاب، ريبيكا أكابشوك (Rebecca Acabchuk)، أن المشاعر والأفكار السلبية تظل عالقة داخل عقلك أكثر من نظيرتها الإيجابية، وفي سياق متصل، يؤكد عالم الأعصاب، ديفيد فاجو (David Vago)، أن التركيز على الأفكار والعواطف السلبية مثل الغضب والخوف يمكن أن يسّرع شيخوختك، ولهذا يعد الثبات الانفعالي مهماً في جوانب حياتك جميعها، وخاصة أنه يساعدك على التعامل في المواقف الصعبة، وإليك أهم الفوائد الأخرى للثبات الانفعالي:

1. الشعور بالثقة

يمكّنك الثبات الانفعالي من الحفاظ على رباطة جأشك في مواجهة التحديات، ما يضمن شعورك بالثقة في مواجهة مواقف الحياة الصعبة.

2. التواصل الفعال مع الآخرين

عندما تتمكن من الثبات الانفعالي ستكون قادراً على تنظيم عواطفك، ومن ثم، سيكون لذلك تأثير إيجابي في قدرتك على التواصل تواصلاً فعالاً مع الآخرين، والاستماع إلى احتياجاتهم والاستجابة لها.

3. القدرة على التركيز واتخاذ القرارات

عندما تكون ثابتاً في انفعالاتك ستصبح قادراً على تنظيم أفكارك ومهامك اليومية، ما يعني أنك ستزيد قدرتك على التركيز واتخاذ القرارات الفعالة على نحو أفضل.

9 علامات تدل على افتقاد الثبات الانفعالي

يشرح استشاري الطب النفسي، نبيل القط، أن الشخص الذي يتسم بالثبات الانفعالي لا يقلق إلا على الأمور الخطيرة، علاوة على أنه شخص تلقائي لا يراقب تصرفاته طوال الوقت، وشخص متفائل لديه توقعات مرتفعة من نفسه. وعلى العكس من ذلك، ثمة علامات مهمة تخبرك أنك في حاجة ماسة إلى التدّرب على الثبات الانفعالي:

  1. التفاعل بقوة مع مسببات التوتر والمحفزات العاطفية.
  2. ارتفاع حدة المشاعر السلبية مثل القلق والتوتر والحزن والغضب.
  3. تقلبات الحالة المزاجية والانتقال السريع من المشاعر الإيجابية إلى السلبية.
  4. صعوبة التعامل مع الفشل وانتكاسات الحياة.
  5. التركيز المفرط على الأخطاء.
  6. مواجهة صعوبة في العلاقات الشخصية والمهنية.
  7. انخفاض المرونة النفسية ومواجهة صعوبة في التعافي من انتكاسات الحياة والمواقف الصعبة.
  8. أعراض جسدية مثل الصداع ومشاكل الجهاز الهضمي وتوتر العضلات.
  9. الخوف الشديد من النقد والرفض.

اقرأ أيضاً: ما هي أسباب العصابية والتفكير السلبي؟ وكيف يمكن التعافي منهما؟

كيف يمكنك زيادة قدرتك على الثبات الانفعالي في المواقف الصعبة؟

عندما أفكر في الأشخاص القادرين على الثبات الانفعالي أتساءل حقاً كيف يمكنهم تنظيم عواطفهم وانفعالاتهم، وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك وتساعدني أيضاً في زيادة القدرة على الثبات الانفعالي خلال مواقف الحياة الصعبة:

1. لا تغضب بسهولة

أميل معظم الوقت إلى الغضب من أقل المواقف، حتى تلك التي لا تستدعي الغضب، ولكن لا تفعل هذا أبداً؛ حيث يؤكد استشاري الطب النفسي، نبيل القط، أن هناك 5 جوانب رئيسية للعصابية أو عدم الثبات الانفعالي؛ ومن أهم تلك الجوانب القلق والعصبية والغضب بسهولة، لذلك حاول قدر الإمكان التحكم في غضبك.

2. استبدل بالنقد الذاتي التعاطف مع النفس

عندما تنتقد نفسك وتحكم عليها باستمرار، تنخفض ثقتك بذاتك ويزداد قلقك، ومن ثم سوف تجد صعوبة بالغة في تحقيق الثبات الانفعالي خلال المواقف الصعبة، لكن التعاطف مع النفس سيسمح لك بالثبات والتصدي للمواقف الصعبة، ودعني أخبرك من خلال تجربتي أن التعاطف مع الذات ليس أمراً سهلاً يحدث ببساطة حين تود حدوثه.

ولذلك احتفظ بقائمة صغيرة على الورق أو في هاتفك للمواقف أو الأحداث التي تثير انتقاد الذات فيك. وبعد كتابة المواقف، ابدأ البحث عن الأنماط، سوف تلاحظ موقفين أو ثلاثة مواقف رئيسية أو محفزات لنقد الذات، ما يعني أنه يمكنك الدخول في هذه المواقف على نحو أكثر استعداداً؛ وقتها سوف يكون التعامل مع النقد الذاتي أسهل.

3. انتبه لأفكارك

حاول قدر الإمكان تحديد الأفكار التي تقف خلف المشاعر السلبية، فعادة ما تكون أفكارنا ومعتقداتنا هي التي تسبب لنا الألم العاطفي، وليس الأشياء التي تحدث لنا بالفعل. على سبيل المثال، حين أرتكب خطأ في العمل عادة ما تقفز إلى عقلي أسوأ نتيجة ممكنة؛ فقد أظن أن المدير سوف يطردني فوراً، ولهذا أشعر بالتوتر جراء المواقف البسيطة، ومن هنا أنصحك بضرورة التعرف إلى الافتراضات والأفكار الخاطئة ومحاولة التغلب عليها.

4. توقّع حدوث المواقف الصعبة

إذا كنت ترغب في زيادة قدرتك على الثبات الانفعالي، توقَّع حدوث المواقف الصعبة. الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، وإذا كنت تتوقع أن تكون مواقف حياتك جميعها سلسلة فسوف تتعرض إلى خيبة الأمل، ولهذا فإن الأشخاص الذين يمتلكون ثباتاً انفعالياً عادة ما يكونون هادئين في أصعب المواقف؛ وذلك لأنها لم تصدمهم فهم يعرفون احتمالية حدوثها.

5. تعلّم ممارسة تقنيات إدارة العواطف

هناك تقنيات وأدوات مختلفة يمكن أن تساعدك على تنظيم عواطفك والبقاء هادئاً في لحظات التوتر، وتشمل بعض هذه التقنيات التنفس الواعي والتأمل، والتصور الإبداعي والاسترخاء العضلي التدريجي، أو ممارسة كتابة الأفكار. حاول تجربة ممارسات مختلفة واكتشف أيّها أفضل بالنسبة لك.

المحتوى محمي