5 خطوات عملية لاحتواء الموظف العائد للعمل بعد أزمة نفسية

2 دقيقة
الموظف العائد للعمل
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

شاهدت منذ عدة أيام مقطعاً رائجاً على إحدى منصات التواصل الاجتماعي يتحدث فيه أحد المؤثرين عن أزمة نفسية ألمت به بعد وفاة والده جعلته لا يفارق منزله مدة شهرين، لكنه في نهاية تلك المدة وصلته رسالة من عمله مفادها أنه إما أن يحضر غداً للدوام وإما لا يحضر إلى الأبد، والحقيقة أن سرده استدعى إلى ذهني الصعوبة التي قد يواجهها الشخص العائد من أزمة نفسية إلى العمل، وأهمية أن يمهد له رب العمل تلك العودة حتى يتمكن من استئناف حياته المهنية بسلاسة.

وفي هذا السياق يشير الاستشاري النفسي سامي العرجان إلى أن العناية بالصحة النفسية للموظف ليست نوعاً من الرفاهية، بل حقاً من حقوق الموظف على مؤسسته، مؤكداً أن عوامل مثل تقليل مسببات المعاناة، والحد من الضغوط وتوفير الحاجات، إلى جانب استخدام المحفزات والابتعاد عن التهديدات، تجعل بيئة العمل آمنة ومحفزة للإنجاز والإنتاج، والعكس صحيح.

ويعد تأمين العودة بعد الإصابة باضطراب نفسي أحد أهم الممارسات التي تشير إلى أن الشخص يعمل في مؤسسة تعتني بصحته النفسية، إذاً ما هي أهم الإرشادات التي يمكن للمدراء اتباعها حتى يدعموا الموظف العائد؟ الإجابة في المقال.

1. تأكد من جاهزيته

تعد هذه الخطوة لا غنى عنها قبل الموافقة على عودة الموظف الذي أصيب بأزمة نفسية وتعافى منها، وإلا في حال تجاهلها فإن هذه العودة ستكون غالباً مهددة، لذا اسأله بوضوح عن رأي طبيبه أو معالجه النفسي في مسألة عودته، وهل حالته تسمح بذلك أم لا، أيضاً اسأله في حال كان وضعه يسمح عما إن كان يرغب في الحضور إلى العمل يوماً تجريبياً أو زيارة سريعة قبل عودته الرسمية؛ بهدف تعريفه إلى بيئة العمل وما طرأ عليها من تغييرات في غيابه ليعرف ما ينتظره في يوم العمل الأول.

2. امنحه المرونة اللازمة

فكر على مهل في إجراء بعض التعديلات على نمط العمل من أجل جعله أكثر راحة لهذا الموظف، مثلاً إن كان يعاني القلق الاجتماعي فربما سيكون من الأفضل تخصيص مكتب مستقل له بدلاً من إجباره على العمل مع الآخرين، من ناحية أخرى إذا كانت طاقته ما زالت منخفضة قد يكون الأنسب له وضع خطة لعودته تدريجياً للعمل بدوام كامل، يمكنك مثلاً أن تتيح له العودة بساعات عمل مرنة أو بنظام الدوام الجزئي، إلى جانب إسناد مهام قليلة الجهد له في البداية.

3. شجع زملاءه على دعمه

لا تنس أن تتواصل مع زملائه لتحفيزهم على مساعدته ومد يد العون له باستمرار حتى يشعر بالارتياح، لكن تجنب إخبارهم بتفاصيل شخصية عن اضطرابه النفسي قد تخرق بها خصوصيته، إنما تحدث إليهم عموماً عن حاجته إلى دعمهم.

اقرأ أيضاً: 7 إشارات تدل على أن زميلك في العمل ليس بخير على الرغم من تكتمه

4. استمر في التواصل معه

لا تكتف بالترحيب بالموظف العائد من معاناة نفسية ثم تتوقف عن متابعته لاحقاً، إنما احرص على وضع خطة تتراوح مدتها من 3 إلى 6 أشهر هدفها ضمان استقراره وتكيفه في العمل، واجعل في الخطة مواعيد دورية للقاءات أسبوعية تعقدها معه لسؤاله عن درجة تأقلمه، وإن كان هناك شيء ينبغي لك فعله لتيسير عمله عليه.

5. اعمل على إزالة وصمة المرض النفسي في شركتك

إحدى المشكلات الشائعة في بيئات العمل هي أن الموظفين يخشون الحديث عن مشكلاتهم واضطراباتهم النفسية، وهذا غالباً يجعل الوضع سيئاً للغاية وينتج عنه تفاقم معاناتهم إلى حد كبير، لذا ثمة طرائق يمكن اتباعها للحد من هذه الوصمة في شركتك، منها أن يتحدث القادة والمدراء في حال معاناتهم اضطراباً نفسياً؛ ليكونوا قدوة للموظفين. أيضاً رتب لقاءات دورية لنشر الوعي بالصحة النفسية، وحاول قدر الإمكان أن يكون العلاج النفسي مضمناً في خطة التأمين الصحي للموظفين.

اقرأ أيضاً: لماذا يعاني جيل زد الوحدة في العمل أكثر من غيره؟

المحتوى محمي