تعرف إلى الميزات العلاجية النفسية لمنتجعات الاستشفاء بالمياه المعدنية

2 دقائق
المعالجة المائية

أثبتت التجارب أن المعالجة المائية أكثر فعالية من الأدوية في علاج اضطرابات القلق؛ إذ إنها ترتكز على الجمع بين العناية بالمريض ومساعدته على الاسترخاء.

وفي حين أن استخدام الاستحمام بالمياه كممارسة علاجية يرجع إلى الإغريق القدماء، فإن الرومان هم أول من أنشأ الحمامات العامة في القرن الأول قبل الميلاد لتكون أحد أهم عناصر حضارتهم. وجدير بالذكر أن المنتجعات الاستشفائية حول الينابيع في فرنسا والبالغ عددها نحو المئة، يعود تاريخ إنشاء بعضها مثل منتجعات مدن داكس وفيتشي وإيكس ليبان إلى العهد الروماني.

وبعد إهمال العلاج المائي لأكثر من 1,000 عام، أعاد مؤسس العلاج الطبيعي، آبوت كنيب (1821-1897)، التركيز على هذا العلاج عبر افتتاح أول منتجع استشفائي قي ألمانيا في عام 1880، وكان يرى أن الماء هو نعمة من الله وأنه الدواء الأفضل لكل العلل. وإضافةً إلى الاستحمام بالماء البارد فقد دعا كنيب إلى المشي حافي القدمين في جداول الماء أو على الأرض الندية في الصباح الباكر.

ينقسم العلاج بالمياه المعدنية إلى المعالجة المائية الخارجية؛ أي الاستحمام واستخدام الطين والتدليك، والمعالجة المائية الداخلية التي تتضمن شرب المياه المعدنية واستنشاق رذاذها. وأظهر العديد من الدراسات أن الاستشفاء في أحواض المياه المعدنية المزودة بمضخات لعمل تدليك للجسم، يساعد على تنظيم الدورة الدموية وله تأثيرات إيجابية في عمل جهاز القلب والأوعية الدموية؛ كما أنه يعزز عمل الأعضاء المسؤولة عن تخليص الجسم من السموم والنفايات.

ولكننا لم نكتشف دور المعالجة المائية في العلاج النفسي إلا مؤخراً بعد أن أجرى المعهد الوطني للبحوث الصحية والطبية (Inserm) دراسةً حول اضطراب القلق المعمم نُشرت في عام 2008، وشملت عدداً من المرضى المصابين بهذا الاضطراب. قُسم المرضى المشمولون بالدراسة إلى مجموعتين، وطُلب من المجموعة الأولى تجربة العلاج في منتجع مياه معدنية بينما خضعت المجموعة الثانية للعلاج بمضادات القلق، وأظهرت النتائج بعد شهرين من التجربة أن العلاجات المائية كانت أكثر فعالية وديمومة من العلاجات الدوائية.

وما يعزز ذلك هي الخصائص العلاجية التي تتميز بها بعض المنتجعات الاستشفائية مثل الحمامات الحرارية في بلدة أليفارد؛ إذ تعد من أكثر الينابيع الكبريتية فعاليةً في تخفيف القلق والتوتر والإجهاد عبر التأثير المباشر لمادة الكبريت في الجهاز العصبي اللاإرادي، أما مياه الينابيع المعدنية في بلدة شاتيل غيون فهي غنية بالمغنزيوم الذي ينظم بدوره عمل الجهاز العصبي اللاإرادي ويخفف من الآثار السلبية للتوتر.

وتقدم العديد من المنتجعات الاستشفائية برامج علاجية مصغرة لا تتجاوز مدة كل منها 6 أيام لكنها غير مشمولة بالضمان الاجتماعي. ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الحمامات الحرارية في بلدات سوجون وجونزاك وروشفور وبانيل دور لورم وديفون لو بان وأمنيفيل وبانيير دو بيغور؛ إذ تقدم هذه المنتجعات أساليب علاجية فعالة تجمع بين العلاجات المائية التقليدية والعديد من تلك المساعدة على الاسترخاء مثل حمامات البخار (الساونا)، والتدليك تحت الماء أو بالزيوت الأساسية، وجلسات العلاج بالسوفرولوجيا، والتشي غونغ، والعلاج بالموسيقى، والتدليك الذاتي، والمشي في الحدائق النباتية.

المحتوى محمي