شارك
الرئيسية
9 دقائق 
هل تحس بالتوتر وأنت ذاهب إلى عملك كل صباح وكأنك في طريقك إلى ساحة معركة؟ هل تشعر بأن مديرك يحول ساعات عملك إلى كابوس لا يحتمل؟ وهل تترك كلماته القاسية أثراً عميقاً في نفسك؟ الحقيقة أن علاقتك مع المدير تؤدي دوراً محورياً في أدائك بالعمل، فإما أن تتطور مهنياً وتنمو بفضل توجيهاته وقيادته الحكيمة والفعالة، وإما أن تنخفض إنتاجيتك وتتراجع خطوات للوراء إذا كان يقسو عليك، ولكن كيف تتعامل مع المدير الذي يسبب لك الإرهاق النفسي؟ الإجابة من خلال هذا المقال.
محتويات المقال
8 نصائح فعالة تساعدك على التعامل مع مديرك الذي يرهقك نفسياً
عند التعامل مع مدير مرهق نفسياً، قد يختار بعض الموظفين الاستقالة والبحث عن وظيفة أخرى، ولكن قبل التفكير في هذه الخطوة، ما رأيك بالبقاء في العمل، وتعلم كيفية التعامل مع المواقف الصعبة؟ وفيما يلي بعض النصائح التي ستساعدك على ذلك:
1- اعمل على تقييم الموقف بموضوعية
قبل أن تنجرف في الحكم على مديرك، تراجع خطوة للوراء، ثم اعمل على تقييم طبيعة المشكلات بينك وبينه بموضوعية قدر الإمكان، تجنب استباق الاستنتاجات وإطلاق الأحكام بناء على المشاعر، ولكن عوضاً عن ذلك، اجمع أدلة ملموسة على مواقف محددة وواضحة، وابحث عن أنماطها، ثم اسأل نفسك: هل تكمن المشكلة في أسلوب التواصل، أم خلافات شخصية، أم تضارب المواعيد النهائية في العمل؟
2- تواصل بانفتاح وصراحة مع مديرك
بعد تقييم الموقف بموضوعية، إذا تأكد لك بما لا يدع مجالاً للشك أن مديرك يرهقك نفسياً ويقسو عليك، تواصل معه بصراحة وانفتاح، اختر الوقت والمكان المناسبين، ولا تتحدث إليه وهو غاضب أو مثقل بمهام العمل، جهز ملاحظاتك بأسلوب بناء، وحاول إيجاد أرضية مشتركة من أجل التحدث معاً والتوصل إلى حل يناسب كليكما. على سبيل المثال، إذا كان مديرك يقسو عليك بسبب تأخرك في تسليم العمل بموعده، اطلب منه الملاحظات وحاول تعديل نمط عملك، وإذا كانت قسوته عليك نابعة من داخله، فتعامل معه بهدوء حتى تجد حلاً مناسباً.
اقرأ أيضاً: ماهي الإنتاجية السامة؟ وكيف تتجنب الوقوع في فخها؟
3- وثق كل شيء
بعد الحديث مع مديرك، وثق كل شيء بينك وبينه؛ بدءاً من المحادثات، وحتى طريقة تعامله معك، احرص على تدوين كل ما بينكما، والاحتفاظ به، وسجل حالات النقد اللاذع، والسلوك غير اللائق، والكلمات القاسية، إذ يعد الاحتفاظ بسجل لما حدث أمراً بالغ الأهمية في حال قررت تصعيد المشكلة إلى قسم الموارد البشرية أو الإدارة التنفيذية العليا.
4- ضع حدوداً واضحة
إذا صمم مديرك على التعامل معك بقسوة واستمر في إرهاقك نفسياً، ففكر في وضع حدودك الخاصة، ثم وضح تلك الحدود مع من تعمل معهم جميعهم، واشرح ما أنت مستعد له وما لا ترغب في فعله. على سبيل المثال، جرب إخبارهم أنك غير متاح بعد ساعات العمل، وعطل بريدك الإلكتروني أو إشعارات العمل، وفي أثناء عملية وضع الحدود كن مهذباً ولكن حازماً بشأن حدودك.
5- حافظ على احترافيتك
حتى لو كنت تتعامل مع مدير صعب يرهقك نفسياً، من المهم الحفاظ على أخلاقيات عمل قوية، لهذا لا تترك الإحباط يؤثر في أدائك، لأن ذلك قد يضر بمسيرتك المهنية على المدى الطويل، ومن ثم، ركز على أداء عملك، وتسليم مشروعاتك في الوقت المحدد، وإذا كنت تخطط للمغادرة بحثاً عن فرصة أخرى، فإن احترافيتك في العمل سوف تضمن لك الحفاظ على سمعتك، وقد تتلقى توصية إيجابية من الشركة على الرغم من الصعوبات.
6- اهتم بنفسك
إذا كنت تواجه وقتاً عصيباً في العمل، فحاول قدر الإمكان الاهتمام بنفسك بعد انتهاء ساعات العمل، وذلك حتى لا يتمكن منك التوتر والضغط العصبي. على سبيل المثال، جرب تمارين التنفس العميق، ومارس اليقظة الذهنية من أجل تعزيز هدوئك الداخلي، والحفاظ على استقرارك العاطفي، ولا تنس تمارين الاسترخاء من أجل تصفية ذهنك، وحاول الحصول على قسط كاف من النوم.
7- تحدث إلى قسم الموارد البشرية
إذا لم يتحسن الوضع، فقد يكون الوقت قد حان لتصعيد الأمر إلى قسم الموارد البشرية، ويمكن القول إن هذا القسم موجود بالأساس من أجل المساعدة على حل مشكلات مكان العمل، وضمان بيئة عمل آمنة ومحترمة، ولهذا إذا كنت بحاجة إلى التعبير عن مخاوفك، فجهز الوثائق التي جمعتها من قبل، وتحدث إلى قسم الموارد البشرية شخصياً لضمان تواصل واضح.
8- فكر في البحث عن وظيفة أخرى
تؤكد المختصة النفسية السريرية، جولي سيلفا، أنه في حال لم يتغير سلوك المدير، حاول التفكير في موازنة الإيجابيات والسلبيات ببيئة عملك الحالية، وإذا كانت السلبيات تفوق الإيجابيات، وكان لديك المال الكافي، يمكنك التقدم بطلب استقالة، والبحث عن فرصة أخرى، ولكن قبل ذلك، تحدث إلى مدير الشركة واطلب نقلك إلى قسم آخر، فإذا كان هذا الطلب مرفوضاً، يمكنك استكشاف فرصتك في أماكن أخرى.
اقرأ أيضاً: مدير في مؤسسة عربية؟ إليك خطة التعامل مع الاحتراق الوظيفي
كيف يؤثر مديرك الذي يرهقك في أدائك وصحتك النفسية؟
يؤدي مديرك دوراً مهماً ومحورياً في حياتك المهنية، بالإضافة إلى ذلك، فإنه يؤثر بعمق في صحتك النفسية، وحين يكون مديرك قاسياً، فإن ذلك يؤدي إلى:
ارتفاع مستوى قلقك وتوترك
هل سبق لك أن تعاملت مع مدير يثقل كاهل الموظفين بالعمل دون تعليمات واضحة، أو يتجاهل مخاوفهم، أو يقسو عليهم ويتوقع منهم أن يكونوا متاحين على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع؟ الحقيقة أن هذه وصفة مثالية من أجل ارتفاع مستويات التوتر والقلق، ومن ثم انخفاض الإنتاجية وتدني جودة الحياة الشخصية.
معاناتك الإرهاق والاحتراق النفسي
لا أحد ينكر أن حياة العمل ليست سهلة، وعلى الرغم من ذلك، ينبغي ألا يشعرك العمل بأنك تجري في ماراثون يومي، ولهذا إذا كان مديرك يرهقك نفسياً، ولا يقدم لك الدعم اللازم، ولا يحترم عبء العمل، ويطلب منك دوماً أداء المزيد من المهام، ففي هذه الحالة، يصبح الإرهاق شعوراً حتمياً، ثم يأتي من بعده الاحتراق النفسي، وهو إحساس جسدي وذهني وعاطفي قد يستغرق أسابيع أو حتى أشهراً للتعافي منه.
شعورك بالتجاهل وعدم التقدير
تخيل أنك تبذل قصارى جهدك في العمل، ثم يتجاهل مديرك عملك، أو يقسو عليك لأنك لم تؤد العمل وفقاً لطريقته الخاصة، والحقيقة أن عدم التقدير لا يثبط الحافز فحسب، بل قد يؤدي إلى الإحباط والاستياء وانعدام الشعور بالانتماء، ومع مرور الوقت سوف تتوقف عن بذل الجهد لأنك لا تحس بالتقدير، وهو الأمر الذي يضر بالنمو المهني للشركة التي تعمل بها، وقد يدمر أيضاً مستقبلك الوظيفي.
انخفاض إنتاجيتك
يمكن أن يؤدي التشتت المستمر الناتج عن النزاعات مع المدير، والحاجة إلى مواجهة التحديات العاطفية إلى انخفاض الإنتاجية بصورة كبيرة، إذ غالباً ما تقضي وقت العمل في محاولة إدارة مشاعرك، والتعامل مع انتقادات مديرك، والنتيجة هي عدم كفاية الوقت من أجل إنجاز المهام الفعلية، مع عدم القدرة النفسية على ذلك.
وجودك في بيئة عمل سامة
يشرح المعالج النفسي، أسامة الجامع، أن بيئة العمل السامة ترتكز على الخوف من الفشل، وتجنب المخاطرة، وغياب العدالة وإخفاء المعلومات، ويمكن القول إن المدير المرهق نفسياً يسبب السمية في مكان العمل بسبب تأثيره السلبي في الموظفين، ما يؤدي إلى القلق والاكتئاب، والاحتراق الوظيفي، ولهذا إذا كنت تشعر باستمرار بالتوتر أو العزلة أو الخوف من ارتكاب خطأ ما، فقد يكون مكان عملك يضر بصحتك النفسية أكثر مما تدرك بسبب المدير.
اقرأ أيضاً: 6 حلول للتعامل مع الضغوط اليومية
ما هي أهم العلامات التي تؤكد تعاملك مع مدير يرهقك نفسياً؟
المدير الذي يرهقك نفسياً يجعل يوم عملك لا يطاق، وقد يسبب لك بعض الصعوبات والتحديات، وهناك بعض العلامات التي تخبرك بأنك تتعامل مع مدير مرهق، منها على سبيل المثال:
- القلق المستمر والانشغال الدائم بأفكار حول ردود فعل مديرك على عملك أو سلوكك، حتى خارج ساعات العمل.
- سلوكيات التجنب والتي تتضمن تجنب التعامل مع مديرك، مثل الابتعاد عن طريقه في المكتب أو التردد في إرسال رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية.
- الأعراض الجسدية بما يشمل الشعور بالصداع، أو آلام المعدة، أو تسارع نبضات القلب عند التفكير في مديرك أو التعامل معه.
- انخفاض الرضا الوظيفي والشعور بانعدام الحافز بسبب التوتر الناتج عن تصرفات مديرك أو سلوكه.
- اضطرابات النوم أو رؤية كوابيس تتعلق بالعمل أو بمديرك.
- الضيق العاطفي والتقلبات المزاجية وسرعة الانفعال والعصبية.